اختتام أعمال التحدي العالمي لمنظمة الصحة بتوقيع وثيقة سلامة المرضى

مسقط - الرؤية

اختتمت أمس فعاليات التحدي الإقليمي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط بشأن سلامة المرضى بجامعة السلطان قابوس، حيث تم التوقيع على الوثيقة الخاصة بالتحدي العالمي الثالث لمنظمة الصحة العالمية "تطبيب من دون أضرار" للدول الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية وذلك بحضور معالي الدكتور أحمد بن محمد السعيدي وزير الصحة. وهي الوثيقة التي من خلالها تقر الدول الأعضاء التزامها ومساندتها للخطة الاستراتيجية التي وضعتها المنظمة وتسعى إلى التقليل من الأضرار الناتجة عن الاستخدام غير الآمن للأدوية بنسبة 50% خلال الخمس سنوات القادمة، حيث قام معاليه بتوقيع الوثيقة التي تؤكد التزام السلطنة بتقوية النظم الصحية للحد من الأخطاء الدوائية وتحقيق تحسن كبير في الخدمات الصحية المقدمة للمرضى.

وكان التحدي الذي احتفلت السلطنة ممثلة في وزارة الصحة وجامعة السلطان قابوس بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية بتدشينه قد شهد مشاركة واسعة من الدول الأعضاء بإقليم شرق المتوسط التابع لمنظمة الصحة العالمية الذي يضم بالإضافة إلى السلطنة (21) دولة تشمل :(السعودية والبحرين والإمارات والكويت وقطر والكويت ومصر وسوريا والصومال وتونس واليمن والسودان وجيبوتي والعراق والأردن وفلسطين ولبنان وليبيا والمغرب وباكستان وأفغانستان).

وقد مثل المشاركون في انطلاق الحدث كبار المسؤولين في وزارات الصحة ومراكز التنسيق الوطنية لسلامة المرضى ومأمونية التطبيب، إلى جانب ممثلين لكبرى المؤسسات والوكالات والجهات صاحبة العلاقة الرئيسية في مجال سلامة المرضى ومأمونية التطبيب على الصعيدين الوطني والإقليمي أو على مستوى المستشفيات، ومن الهيئات المهنية . علاوة على مشاركة عدد من البلدان النموذجية الواقعة في أقاليم صحية أخرى، والمنظمات الدولية الأخرى التي تجمعها أهداف مشتركة مع منظمة الصحة العالمية .

وتعرف التحديات العالمية التي تطلقها المنظمة بشأن سلامة المرضى بأنها في الأساس برامج معنية بالتغيير تهدف إلى إدخال التحسينات في الأنظمة الصحية وبالتالي الحد من المخاطر والأضرار الناتجة خلال تقديم الخدمات الصحية. وفي هذا الخصوص أطلقت المنظمة في وقت سابق تحديين عالميين اثنين كان الأول في العام 2005 وأطلق عليه مسمى "الرعاية النظيفة رعاية أكثر مأمونية" والثاني في العام 2008 وجاء تحت مسمى "الجراحة المأمونة تنقذ الأرواح".

أما تحدي منظمة الصحة العالمية الثالث فقد أطلقته رسمياً بمدينة بون الألمانية في مارس من العام الجاري بحضور معالي وزير الصحة، لتطلقه أقاليمها الصحية تباعًا وذلك لتعزيز العمل المشترك ووضع أساس لإستراتيجية إقليمية مستدامة لتحسين مأمونية التطبيب في الدول الأعضاء حيث تأمل المنظمة من حدث الاطلاق إلى تأمين التزام البلدان ودعمها للمشاركة في هذه الإستراتيجية، وقد اختارت المنظمة السلطنة خلال الاجتماع الذي عقد في بون لانطلاق هذا التحدي لشرق المتوسط نظراً لما تتمتع به السلطنة من سمعة طيبة لدى المؤسسات الدولية. ويعتبر هذا اللقاء أول انطلاقة لهذا التحدي في الأقاليم الستة لمنظمة الصحة العالمية.

وقد تزامن تدشين التحدي مع الاحتفال باليوم العالمي السنوي الأول لسلامة المرضى الذي تقدمت السلطنة لمنظمة الصحة العالمية بمقترح تخصيصه بهدف تسليط الضوء بشكل أكبر على المستجدات في مجال سلامة المرضى ولاقى قبولا وترحيبا من الدول الأعضاء ، وتم إقراره مؤخرا ليكون في السابع عشر من شهر سبتمبر من كل عام .

صاحب الفعالية معرض لتجارب المؤسسات الصحية في السلطنة فيما يتعلق بالاستخدام الآمن للأدوية.

كما شهدت الفعالية كذلك تكريم المؤسسات الصحية المشاركة في مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى التابعة لمنظمة الصحة العالمية وهي: نزوى والرستاق وستاركير والرفاعة.

تتكون المبادرة التي دشنت من قبل مكتب منظمة الصحة العالمية لدول شرق المتوسط (PSFHI) عام 2011م من خمسة مجالات متضمنة (139) معيارا لتشمل كافة مجالات الرعاية الصحية.

وقد دشنت وزارة الصحة هذه المبادرة في عام 2016م مع وضع خطة لتغطية كافة المستشفيات الحكومية والخاصة حتى نهاية عام 2018م. وقد طبقت المبادرة منذ انطلاقتها في إحدى عشر من المستشفيات، ثماني منها مستشفيات حكومية وثلاث مستشفيات خاصة. ومن أجل ضمان نجاح التجربة تم وضع خطة لكل مستشفى انضم لهذه المبادرة مدتها سنة واحدة. قسمت هذه السنة إلى ثلاث مراحل تشمل مرحلة ما قبل التطبيق ومرحلة التطبيق ومرحلة ما بعد التطبيق. وكل مرحلة من هذه المراحل مكونة من خطوات بحيث تؤهل المستشفيات للتقييم النهائي والذي يكون في المرحلة الأخيرة من هذه المبادرة.

وكخطوة أولية تم تقييم 4  مستشفيات من قبل منظمة الصحة العالمية شملت مستشفيين حكوميين (نزوى والرستاق) ومستشفيين خاصين (ستاركير والرفاعة). وكانت نتيجة التقييم إيجابية ومشجعة حيث حصل مستشفى نزوى على المستوى الثالث من أصل 4 مستويات وضعتها منظمة الصحة العالمية لتقييم المبادرة ويعد  أول مستشفى في المنطقة يحصل على هذا المستوى من أول تقييم للمنظمة. فيما حصلت كل من مستشفيات الرستاق وستاركير والرفاعة على المستوى الثاني في مجال تقديم خدمات صحية آمنة.

وفي نفس الإطار تعمل السلطنة على إنشاء نظام الاعتماد الوطني للمؤسسات الصحية والذي بلا شك سيتفيد من الأسس والقواعد التي أنشأتها مبادرة المستشفيات المراعية لسلامة المرضى لمختلف جوانب الخدمة الصحية.

يذكر أنه نظرًا لأهمية الحدث وانعقاده على أرض السلطنة فقد أولت وزارة الصحة ممثلة في المديرية العامة لمركز ضمان الجودة والمديريات العامة الأخرى للوزارة بالتعاون مع جامعة السلطان قابوس الاهتمام بالتحضير المبكر والإعداد الجيد للحدث وتوفير الدعم الكافي للمشاركين حيث تم تشكيل لجنة رئيسية تنضوي تحتها لجان فرعية مساعدة تختص بالأمور التنظيمية والإدارية والإعلامية المختلفة وذلك لتهيئة عوامل النجاح للحدث والخروج بتوصيات تخدم مجال سلامة المرضى.

تعليق عبر الفيس بوك