حماية الشواطئ .. مسؤولية مُجتمعية

شهدت حملة "شواطئنا.. حياتنا" التي أطلقتها جريدة الرُّؤية مُشاركات واسعة من المتطوعين وطلاب المدارس، وموظفي عدد من مؤسسات القطاع الخاص، وهو ما عكس الحرص الوطني الكبير بين أفراد المجتمع على حماية البيئة والمساهمة في تنظيفها من أية مشوهات أو مُخلفات.

الحملة التي تأتي ضمن مبادرة "عُمان نظيفة" استهدفت التوعية بأهمية حماية الشواطئ وتسليط الضوء على السلبيات التي قد يقوم بها البعض لكنها تتسبب في نهاية المطاف في أزمة بيئية كبيرة، بما يضر الأحياء المائية ويتسبب في مشكلات بيئية قد يستغرق علاجها عقودا طويلة. فالسلاحف البحرية على سبيل المثال، أحد أبرز الأمثلة للكائنات الحيَّة التي تُعاني من المخلفات التي يُلقيها البعض على الشاطئ أو في البحر، من السفن أو المراكب. فهذه الكائنات دخلت بالفعل في دائرة الأحياء المُهددة بالانقراض، نتيجة التراجع الحاد في أعدادها، رغم أنها من أقدم الكائنات التي تعيش على وجه كوكبنا. وهذا التراجع المخيف ناجم عن عدة عوامل، منها الملوثات التي تلقى في البحار، وكذلك الصيد الجائر، واختلال التوزان البيئي نتيجة التغير المناخي وارتفاع حرارة المحيطات، بسبب الاحتباس الحراري، علاوة على النشاط البشري المُدمر للأحياء المائية بشكل عام.

وتزامنت الحملة التي انطلقت من شاطئ الغبرة بمسقط، مع الاحتفال باليوم العالمي لحماية الشواطئ، وهو احتفال يهدف في الأساس إلى تسليط الضوء على المخاطر التي تُهدد الشواطئ، فمعدلات تلوث البحار والمحيطات ارتفعت إلى أرقام غير مسبوقة، والخسائر الناجمة عن هذه المخاطر تفوق بكثير أكثر التوقعات تشاؤما، والأعجب من ذلك أن الإنسان الذي يسعى الآن إلى الحد من التلوث، هو المسؤول الأول عن هذا الاختلال البيئي.

ولعل مشاركة أطياف مختلفة من فئات المجتمع، تُؤكد الاستعداد الكبير لدى الجميع للمساهمة بقوة في مثل هذه الفعاليات، وهي فرصة لتعزيز جهود الشراكة المجتمعية بين مؤسسات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية، بما يضمن تكاتف الجهود والعمل بكل إصرار وتحدٍ لمُعالجة مُختلف القضايا المجتمعية والسعي نحو إيجاد الحلول لها.

إنَّ النموذج الذي تُقدمه مُبادرة "عُمان نظيفة"، من خلال حملة "شواطئنا.. حياتنا"، يمكن أن يكون السراج الذي يضيء للآخرين طرق مواصلة العطاء والبذل من أجل رفعة هذا الوطن والمحافظة على مكتسبات النهضة، وإعلاء روح المسؤولية في نفوس الجميع.

تعليق عبر الفيس بوك