اليد الإنسانية لشرطة عمان السلطانية

راشد بن سباع الغافري

قبل مدة وصلني على الهاتف مقطع لأحد أفراد شرطة عُمان السلطانية وهو يحكي عن كيفية إنقاذه لأسرة عمانية قبل أن يجرفها أحد الأودية التي سالت جراء هطول الأمطار الغزيرة.

هذا الحدث كان في السبعينيات كما بينه الفيديو، وقد بذل ذلك الشرطي جهدًا لا يُستهان به في سبيل أداء واجبه حين تمكن من إبعاد تلك الأسرة عن مجال الخطر المحدق بها وأخذها إلى بر الأمان.

تلك الصورة الإنسانية لشرطة عُمان السلطانية والتي بدأت معها منذ بداية تشكّلها ظلت مستمرة معها حتى يومنا هذا، حيث تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي قبل أيام صورة أخرى مشرقة لإنسانية هذا الجهاز ذلك حين سعى جاهدا لتحقيق رغبة طفل عماني مصابا بالسرطان في ارتداء زيّ الشرطة لأنَّ أمنيته المستقبلية أن يكون شرطيًا، فما كان من تلك اليد الإنسانية إلا أن امتدت بالخير بتحقيق تلك الرغبة لذلك الطفل، فظهر لوسائل التواصل في صورة الشرطي الصغير وهو يرتدي ذلك اللباس المميّز على فراش المرض في أحد مستشفيات السلطنة.

ورغم أنّ المرض لم يمهل الطفل مزيداً من العمر حين توفاه الله بسببه، إلا أنَّ تلك الصورة الإنسانية لشُرطة عُمان السلطانية مع ذلك الطفل ستظل حاضرة في الأذهان على الدوام عند أهله وأصحابه، وعند ممرضيه وأطبائه، وعند أفراد وقادة هذا الجهاز الإنساني، وعند كل فرد من أفراد المجتمع الذين عرفوا ذلك الطفل أو رأوا صورته بذلك الزيّ.

ومابين الصورتين المشرقتين في السبعينيات وفي هذا الوقت من عمر النهضة هناك الكثير من المشاهد والصور الإنسانية الرائعة لهؤلاء المخلصين لا يتسع المجال لحصرها.

اليد الإنسانية لشرطة عمان السلطانية هي بلا شك مثار فخر وسرور لدى كل مواطن على هذه الأرض الطيبة وهي ثمرة طيبة جاءت كنتيجة حتمية لجهود مضنية، وهي أيضاً في تفاعلها المجتمعي بدت كسبب مهم لامتداد أيادي هذا المجتمع لتصافح تلك اليد ولتتكامل معها من أجل خير هذا الوطن.

ولهذا يؤكد أبناء عمان على الدوام على أهمية اليد الإنسانية الأخرى التي تسعى جاهدة لإصلاح أيّ واقع قد يظهر على عكس مايحب هذا المجتمع.

فكانت هناك اليد الإنسانية الحازمة لشُرطة عُمان السلطانية في إصلاح وإرشاد وتوجيه المتهورين والعابثين على الطرقات وغيرهم من القلائل اللامبالين براحة هذا المجتمع وطمأنينته، ولهذا ظهرت العديد من المشاهد الإيجابية التي أثبتت قدرة هذه اليد على إصلاح الأمور وتوعية الأبناء والأخذ بهم نحو إيجابية الحياة والعيش الكريم.

إنّ كف الشرطي الذي ارتفع ليُنظّم حركة السير قبل ظهور إشارات المرور هو ذات الكف الذي امتد بمشاعر الرحمة والإنسانية تجاه أفراد المجتمع في فترات مُختلفة من مسيرته وهو أيضًا ذات الكف الذي نقول له كأفراد مجتمع إننا بحاجة إليه باستمرار ليكون حازمًا مع كل من تسوّل له نفسه مخالفة توجهات الأمن والأمان في هذا الوطن، وهذه أمور ندرك جيدا كأفراد في هذا المجتمع أن هذا الجهاز الإنساني قادر عليها وذلك لإيماننا العميق بأنّ الذي يحرّك تلك اليد عقلٌ حكيم وفكر راق، والشواهد على ذلك كثيرة.

فحساب شرطة عمان السلطانية في وسائل التواصل هو من أنشط الحسابات في تفاعله مع المواطن، وفي مواكبته للحدث، وفي تأكيده لخبر أو نفيه لإشاعة، وهذا بلا شك يدلل على ارتقاء الفكر لدى القائمين على هذه الحسابات والمشرفين عليها.

والمتتبع لأخبار هذا الجهاز يُدرك مدى التطور اللافت للخدمات التي يُقدمها للمواطنين والمُقيمين على حد سواء، ويدرك أيضًا مدى قدرته على مواكبة التطورات والتقنيات العالية، والتي بدورها سهلت الكثير من الإجراءات والتعاملات الشرطية.

ختامًا نقول لأفراد هذا الجهاز وقادته يدنا بيدكم وكفنا بكفكم نشد عليه ونؤكد على توجهه ونساند جهده بكل فخر، لأننا لم نر منكم إلا كل ماهو مُشرّف وكل ما نفخر به، ودعاؤنا إلى الله أن يحفظكم ويسدد على الخير مسيرتكم المباركة ويجعل رايتكم خفاقة دوماً في أكف المخلصين من أفرادكم وقادتكم.

تعليق عبر الفيس بوك