رفوف الأجوبة

كوثر الزعبي – الأردن - عَمَّان


الشمسُ حقنةُ ضوءٍ تبعدُ الاعتيادَ
وتشفينا من موتِ الليلةِ الفائتةِ
على ريقِ الشجرةِ
الكلُّ على فواتِ الأملِ
قبلَ القبرِ  بنافذةٍ
تغنيكَ عنكَ بلحظةٍ
تُعممك على الوقت بلحظة
تصيرُ أنت ويلبِسُ الوجهُ صاحبَه
من أين جئتَ وإلى أين ذهبتَ
هل كان الصمتُ نزهةً؟
هل كان الموتُ القليلُ هدنةً؟
هل كان السَّريرُ عرشَ؛ مملكةِ الغبشِ والضلالِ؟
هل كان الحارسُ نومًا؟
أم كانت الأبواب قواربَ اللانهائي من شجرِ النسيانِ
هل كنت أنت أم لمسةً ممغنطةً ووجهَ أب
هل عدت؛أم ما زلتَ تحت مطر ِ الطرقاتِ الخاويةِ متشردًا نسي أن لا بيتَ له.
طرقَ جميعَ الأبوابِ، وتذكَّره الله.
هل كنتَ الدربَ أم السالكَ أم بصيصَ شمسٍ من تحتِ عتبةِ البابِ وسِرتَ في أقدامِ الوقتِ وتذكرتَ نفسَك.
هل هي مغارةٌ أقفلتْ عليك،لحظةَ الكنزِ
وفتحتَ قبلَ أوانكَ.
أشعلتَ نارَ غيابِك إلا من عودِ ثقابٍ أخضرَ فانتفضتَ وعُدتَ شجرةً
أو  زهرةً.
أو طائرًا ، لم يرضَ عنك ظلُّك فاتبعت وحدَتك وأدخلتهم جميعا إلى جسد غيابك
لم يتسع الحضور
فمنحتَ الحبيبَ صدرَ الغياب
تظلُّ على قيدِ ذكرى
فلاح يدعوه الحقلُ
تنتظرُه البذرةُ
تبذرُ من عين الشمس
أمل وانتظار
أرض سمراء لا تخيب لك بستان
بيدرٌ
كل المواقيتِ له ثمرةٌ
وثمرةُ الروح
نواةُ شمس
تؤخذُ عند كل صباح لتسري الكذبة
ويحضر المحال.. بكامل التوقع؛ يوم تصدق وجه الأمل طفلا وعكازه إنتظار.
(2)
رفوفُ الأجوبةِ جوارحٌ
حالتْ دونَ سؤالي
 أطلقتُ صوتي
 لُهاثُ النَّافذةِ وَصلَ قلبك
يداي أصفادُ الصدى
أُتابعُ رشفَ فنجاني
 أُعيدُ قراءةَ عقلي الأخير،  وما ضيعته الذاكرة
بعضها ما زال على لساني
ربما استدعى الصباحُ أمي
فكَّ لُغزَ صوتها أو أستدعي آخر النهار
حدس قبَّرة الوراء
في ذمةِ شجرةٍ تزرعُ حواسي
 حولَ المكان الأول
 أرقبُ نجمةً لا تحيدُ عن سؤالي الأول
 ولا تظهرُ
كلُّ ما في الأمرِ
 أنَّ السؤالَ يعيدُ نفسَه
يوما ماطرًا أو قريةً مشمسةً
 نداءٌ لا أعرفُ صاحبه مَنْ
"كُنْ فيكون" ومرايا الكون
غالبا ما تُصابُ بفقدانِ الذاكرة
بغيمِ السماءِ الأولى
سذاجتي تجلجلُ بصمت
رفوفُ أسئلةٍ مسالمةٍ
أين؟.. أولُها وآخرُها..
لم يولدْ بعدُ
 للهِ درُّ  الموت ما أَعْدَلَه
يعيدُ تلاوتها
على أفق يسير خلفك الظلُّ
للنسيانِ وللشجرِ ذاكرةٌ لا تموت

تعليق عبر الفيس بوك