عميدة كلية مسقط لـ"الرؤية": ندرس ظروف سوق العمل جيداً قبل طرح البرامج والتخصصات

...
...
...
...
...
...
...
...
  • الكلية لا تمنح طلابها شهادة التخرج بدون الحصول على تدريب عملي مكثف وفق ضوابط ومعايير تضمن نجاح الخريج في الحياة العملية
  • لدينا ارتباط أكاديمي مع الهيئة الأسكتلندية للاعتماد وجامعة إستارلينج البريطانية وجامعة باهانج الماليزية
  • هامش الربح يوجه لتنفيذ مشاريع لخدمة الطلاب مثل سكن الطالبات والبنية الأساسية الرياضية، والإنفاق على الكادر التشغيلي

الرؤية - وليد الخفيف

تصوير- راشد الكندي

قالت الدكتورة ياسمين البلوشية عميدة كلية مسقط إن كليتها تطبق أقصى معايير الجودة لضمان نجاح خريجيها في حياتهم الوظيفية، مؤكدة أن الارتباط الأكاديمي بجامعات كبيرة لها وزنها على المستوى العالمي أمر نجح مجلس الإدارة في تحقيقه مع إشهار الكلية، لافتة إلى أن الكلية تدرس بدقة البرامج والتخصصات قبل طرحها لتتناسب مع سوق العمل مستفيدة من تعاونها مع جهات متخصصة في دراسة السوق، مؤكدة أن التدريب العملي بات شرطاً لحصول طلابها على درجة البكالوريوس وأن الكلية بصدد إنشاء مركز معتمد للتدريب طويل الأمد، تزامناً مع فتح باب التسجيل لنيل درجة الماجستير في إدارة الأعمال وعلوم الحاسب الآلي والبرمجيات .

وتطرقت البلوشية خلال حديثها لـ (الرؤية) إلى التحديات التي تواجهها كأول عميدة عُمانية لكلية جامعية، والأهداف التي تسعى لتحقيقها، مشددة على جدوى ممارسة الطالب لكل ألوان النشاط بقصد بناء الشخصية المتكاملة، وألمحت للمسؤولية الاجتماعية للكلية ودورها التثقيفي والتوعي وتعاونها مع منظمات المجتمع المدني .

وقالت البلوشية إن الكلية اتخذت كل الإجراءات لاستقبال الطلاب الجدد وتسجيلهم بسهولة ويسر، ملمحة إلى أن عدد الطلاب قد يصل إلى 1200 بعد تخريج دفعة جديدة الشهر الجاري موجهة لهم التهنئة بهذه المناسبة متمنية لهم التوفيق في حياتهم العملية، ومؤكدة ثقتها في قدرتهم على تحقيق طموحاتهم.

ووصفت نسبة نجاح الطلاب بالجيدة مضيفة بالقول "كل كلية بها نسبة نجاح ورسوب. نسب النجاح عالية في كليتنا وتتفاوت من برنامج دراسي لآخر بحسب محتواه .فمعظم البرامج العالمية بحاجة لمزيد من الجهد لاجتيازها.

 تباين نسب النجاح

وأضافت "هناك تباين في نسب النجاح بين برامج جامعة استارلينج الأسكتلندية على سبيل المثال ونظيرتها الماليزية، البرامج ذات المواصفات العالمية تبدو أصعب، وأعضاء هيئة التدريس لا يدخرون جهدا في شرح تلك البرامج، وإدارة الكلية توفر لهم كل السبل اللوجستية لتسهيل مهمتهم بما يصب في مصلحة الطالب ومستواه التحصيلي".

وحول الدرجة العلمية التي تمنحها الكلية قالت "تمنح الكلية خريجيها درجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في علوم الحاسب الآلي والبرمجيات وإدارة الأعمال والمحاسبة، وتمنح أيضا الدبلوم في نفس التخصصات".

واكدت البلوشية – التي استلمت عمادة الكلية قبل 7 أشهر- إن خريج كلية مسقط يستطيع أن يشق طريقه في سوق العمل لما يمتلكه من دراسات أكاديمية متقدمة معززة بعمل ميداني يجعله قادرا على إنجاز عمله بكفاءة .

وتابعت" لست جديدة على العمل بالتعليم العالي ومن البديهي أن نراجع جيداً احتياجات سوق العمل ومتطلباته قبل وضع البرامج وتدريسها للطلاب، فلابد وأن تتفق التخصصات مع احتياجات السوق".

وأوضحت في هذا السياق أن الكلية استحدثت هذا العام برنامجين في التسويق والموارد البشرية وتمنح الكلية فيهما درجة البكالوريوس، لافتة أن الكلية قامت بتطبيق البرنامجين بعد توصية من شركة التسويق المعنية بدراسة احتياجات السوق تزامناً مع توصية أخرى من وزارة التعليم العالي، مشيرة في السياق نفسه إلى إلغاء الكلية لبرنامجين آخرين تشبع السوق من مخرجاتهما.

وزادت قائلة"كنا بصدد طرح تخصص" مسح الكميات "ولكن التوصيات ذهبت لتأجيله. أعتقد أن السوق متشبع من هذا التخصص حاليا لأنه هندسي بحت وفرص العمل به ليس وفيرة.. نحن نسير في إجراءات عدة قبل طرح التخصص منها دراسة وافية للسوق ومراجعة وزارة التعليم العالي فربما هناك مؤسسات أخرى تعتزم طرح نفس البرنامج ونأخذ توصية الوزارة بعين الاعتبار.

وحول أماكن استقطاب خريجي كلية مسقط قالت "كل الوزارات والشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بالإضافة للبنوك بحاجة لخريجينا، فالمؤسسات بحاجة لمُبرمجين ومحاسبين ومتخصيين في إدارة الأعمال والمحاسبة والتسويق" .

التدريب العملي

وتولي كلية مسقط اهتماما كبيرا بالجانب العملي مع الدراسة الأكاديمية بحسب ما ذكرت عميدة الكلية، إذ أكدت أن الكلية تطبق العديد من برامج التدريب العملي بالتعاون مع المؤسسات الحكومية والخاصة، ممتدحة تعاونهم في صقل الخريجين.

وأضافت: "هناك شركات ومؤسسات كثيرة ترحب بتدريب طلابنا ونجحنا في توقيع اتفاقيات تعاون وصولاً لحد الشراكة المستدامة مع تلك الجهات. مجلس إدارة الكلية يقدر ذلك جيدًا، فالتدريب يمنح الطلاب فرص اتقان مهارات يحتاجها سوق العمل، الأمر الذي يعزز من فرص نجاح الخريج مستقبلا".

وأشارت إلى أن مساعي الكلية في تدريب طلابها لم تتوقف عند إلحاقهم بمؤسسات وشركات خارجية فحسب إنما يسير ذلك في محور مواز لاستقطاب ذوي الخبرة والكفاءة لتدريب الطلاب داخل الكلية بمهارات مختلفة بحسب تخصصهم مشددة أن الكلية لا تمنح طلابها شهادة التخرج بدون الحصول على تدريب عملي مكثف وفق ضوابط ومعايير تضمن نجاح صاحبه.

وأوضحت أن الكلية بصدد تطبيق تدريب عملي مختلف تمامًا عن باقي المؤسسات التعليمية، إذ يرمي النظام الجديد إلى تدريب يمتد لأكثر من 6 أشهر، ليحصل خريجوه على شهادة معتمدة من الهيئة الأسكتلندية للاعتماد، لافتة إلى أن معظم دورات التدريب المتاحة حالياً مدتها قصيرة ولا تتجاوز الأسبوع .

وذكرت أن الدورات التدريبية الجديدة ستكون متاحة للجميع، فيمكن لأي شخص أن يلتحق سواء من طلاب الكلية أو من خارجها، فمركز التدريب - محل الإشهار - سيكون لكل فئات المجتمع بقصد ترقية جودة العمل وفق المستجدات الأخيرة لكل قطاع .

الارتباط الأكاديمي

وذكرت العميدة أن أول ارتباط أكاديمي للكلية كان مع الهيئة الأسكتلندية للاعتماد، مشيرة إلى أن الهيئة من المؤسسات ذات الثقل والجودة بين الجامعات البريطانية، وأنها لا تمنح حق الارتباط الأكاديمي مع مؤسسة تعليمية إلا بعد اجتياز معايير عدة وتلبية شروط تهدف في الأخير لإنتاج خريج كفء .

وقالت إن مجلس إدارة الكلية نجح في نيل الارتباط الأكاديمي مع جامعة إستارلينج البريطانية عام 2004، وطرحت برامج إدارة الأعمال والمحاسبة والبرمجيات، ثم الارتباط مع جامعة باهانج الماليزية لطرح تخصصات إدارة المشاريع وعلوم الحاسب الآلي .

وأبدت سعادتها لعزم الكلية منح درجة الماجستير في إدارة الأعمال بالتعاون مع جامعة إستارلينيج، لافتة الى أن فتح باب القبول سيبدأ يناير القادم 2018، موضحة أن فرصة نيل الدرجة العلمية سيكون متاحاً أمام خريجي الكلية وغيرهم ممن تنطبق عليهم الشروط التي وضعهتا الجامعة الأم في بريطانيا .

وشددت البلوشية على أهمية الأنشطة الطلابية المختلفة في تشكيل الشخصية المتوازنة للطالب مضيفة بالقول "نسعى لوضع الطلاب في مناخ جامعي مثالي . ارتقينا بمشاريع البنية الأساسية الرياضية . نمتلك ملعبا داخليا وخارجيا وصالة للياقة البدنية فضلاً عن ممارسة ألعاب أخرى مثل تنس الطاولة. سجل الكلية حافل بالإنجازات الرياضية المختلفة في مختلف الألعاب والرياضات".

وتابعت: "الاهتمام بالرياضة والمشاركة في المنافسات الجامعية أتى متزامناً مع اهتمام آخر بباقي الأنشطة الطلابية مثل الفن والمسرح والأدب والشعر والزجل والرسم والموسيقى، إنها هوايات تنقي الروح وتبعث مقدارا من الحيوية والأمل وتسهم بجلاء في تحسين العملية التعليمية"

وواصلت "ليس من الصواب أن تكون حياة الطالب الجامعي مقصورة على الجانب الأكاديمي فقط، فبناء الشخصية المتكاملة القادرة على اتخاذ القرار حامل جين القيادة أحد أهدافنا .لذا نحن نشركه في وضع الخطة لثقتنا في فكره الإبداعي . هدفنا تخريج شخصية متوازنة أكاديميا واجتماعيا بصبغة عملية".

 قاعة البرزة

وتولي الكلية بحسب ما ذكرته العميدة اهتماما كبيرا بالجانب التثقيفي والتوعوي، ممتدحة في هذا السياق فكرة إنشاء قاعة البرزة التي يجتمع فيها الطلاب كل ثلاثاء لمناقشة قضية ما أو عقد ندوات وحلقات عمل بالتعاون مع جهات من مؤسسات المجتمع المدني، لافتة إلى أن البرزرة كانت مكانا لندوات عن قضايا معاصرة مثل الإدمان والإرهاب، فضلاً عن ندوات صحية وقانونية ودينية واجتماعية، وإن هناك بعض الندوات تخصص للطالبات فقط وأخرى للطلاب فقط بقصد الخروج بأكبر قدر من الفائدة.

وألمحت إلى أن البرزرة كانت مكاناً رائعاً لإقامة العديد من الاحتفالات مثل العيد الوطني المجيد، وتنظيم يوم الثقافات بمشاركة 12 جنسية من المقيمين بالسلطنة عن طريق عروض مرئية ومسرحية توضح ثقافة كل جنسية بقصد بناء جسور الصلة بين العمانيين ومختلف الجنسيات الأخرى فمخاطبة كل الجنسيات أمر إيجابي هادف وفق رؤيتها".

الكلية ليست ربحية

ورغم أن الكلية مؤسسة تعليمية خاصة غير أنها ليست ربحية، كما ترى عميدتها، إذ لفتت إلى أن رئيس مجلس الإدارة يعتبر الكلية "وقف" يسهم في ترقية العملية التعليمية في السلطنة، مؤكدة أن هامش الربح الذي يتحقق يوجه لتنفيذ مشاريع تكاملية لخدمة الطلاب مثل السكن الجماعي للطالبات فضلاً عن مشاريع البنية الأساسية الرياضية، والإنفاق على الكادر التشغيلي".

وأضافت "نسعى قريبًا للبدء في إنشاء سكن الطالبات لما له من أهمية للمغتربات. نحن نوفر وسائل نقل مريحة للطالبات حالياً ونساعدهن أيضا في إيجاد سكن مناسب قريب من الكلية ولكن إنشاء سكن داخل الحرم الجامعي بسعر رمزي يعد أولوية نسعى لتحقيقها.

وحول تعاون الكلية مع مؤسسات المجتمع المدني أفادت بأن الكلية تربطها شراكة مستدامة مع العديد من المؤسسات المجتمعية، فمؤسسات عدة ترحب بتدريب طلاب الكلية، مشيرة إلى أن مؤسسات أخرى تسهم في الجانب التثقيفي والتوعي مثل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية وشرطة عُمان السلطانية والادعاء العام ووزارة التعليم العالي والبنوك والمؤسسات المصرفية.

 وأضافت "وقعنا مذكرة تفاهم مع الأولمبياد الخاص ووفرنا لهم منشآت لذوي الاحتياجات الخاصة، واستضفنا هيئة الاعتماد خلال تدريب كل مؤسسات التعليم العالي. اقتربنا من جمعية نساء بوشر وشاركنا في معرض الأسر المنتجة ووفرنا للجمعية وسائل التقنية وأدوات الفيديو . ونشارك أيضا في فعاليات الجمعيات والمنظمات المحلية مثل جميعة مكافحة السرطان والتوحد . دمج الطالب في مجتمعه هدف نسعى بلوغه" .

وعن التحديات التي تواجهها باعتبارها أول عميدة لكلية جامعية قالت: "امتلك خبرة إدارية كبيرة اكتسبتها على مدار سنوات في الكلية المصرفية التي توليت بها عدة مناصب ووصلت لمنصب مساعد العميد، ربما يكون الاختلاف أن مسقط كلية خاصة لذا فلابد أن أحقق الهدف الأكاديمي المعزز بجودة العمل وهامش ربح يضمن للمؤسسة الاستمرارية" .

 وتابعت "إن التحدي الكبير يكمن في كيفية إنتاج خريج مهيأ لسوق العمل بعد خمس سنوات من يوم التحاقة بالكلية. لابد وأن نسبق بخطوات لنمنح خريجنا التميز في نيل فرص العمل اللائقة.

وترى أن الشورى هي الطريقة المثالية لإدارة المؤسسات، لافتة إلى أن الطالب وولي الأمر وأعضاء هيئة التدريس والموظفين شركاء يستمع مجلس الإدارة لمقترحاتهم ويضعها موضع الاهتمام، فالفكر الواحد لا يطور المؤسسة، وإنما تتطور بتعاون كل مكونات المنظومة، فالكلية ملك الجميع.

وتخرجت ياسمين البلوشي في كلية التربية تخصص لغة إنجليزية جامعة السلطان قابوس عام 1997، فعملت فور تخرجها معلمة بوزارة التربية والتعليم غير أن طموحها دفعها لتدريس اللغة الإنجليزية لموظفي البنوك بالمعهد المصرفي العماني.

وبعد سنتين حصلت على الماجستير بعد بعثة حكومية من جامعة السلطان قابوس، حتى طلب البنك المركزي تحويل خدمتها من وزارة التربية والتعليم إلى الكلية المصرفية، فأشرفت على الكثير من الأقسام مثل شؤون الطلبة والقبول والتسجيل والمكتبة ومركز اللغة وصولا لمنصب مساعد العميد حتى تقاعدت السنة الماضية بقصد التفرغ لعملها في المنظمات الدولية غير أن كلية مسقط بادرت بالاستفادة منها بعد تقاعدها بيوم واحد.

نالت في 2010 دورة الذكاء العاطفي في الإدارة ثم دورات أكثر تطورا حتى أصبحت محاضرة بتلك الدورات عن عمان.

2015 عينت متحدثة عن عمان ومجلس التعاون الخليجي واسم معتمد لمنح دورات الذكاء العاطفي في الإدارة .

واختيرت مقيمة خارجية لهيئة الاعتماد الأكاديمي في السلطنة لتقييم الجودة، ثم عضوا بمجلس أمناء جامعة مسقط .

أسندت لها وزارة التعليم العالي مسؤولية تقييم برامج اللغة الإنجليزية التي تعتزم الكليات تطبيقها في مناهجها، باعتبارها مقيمة برامج من الخارج .

تعليق عبر الفيس بوك