عُمان دار أمن وأمان

أحمد سالم آل إبراهيم

عُمان.. هذه الأرض الطيبة المباركة، الجامعة للخير لا المفرقة، واحة السلام التي لطالما كانت منارة للعلم والحضارة عبر الأزمان، ومن أشاد بأهلها المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام قائلا: "لَوْ أَنَّ أَهْلَ عُمَانَ أَتَيْتَ مَا سَبُّوكَ وَلَا ضَرَبُوكَ" رواه مسلم (رقم/2544).

وقال أيضا عليه الصلاة و السلام: "إِنِّي لَأَعْلَمُ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا عُمَانُ، يَنْضَحُ بِجَانِبِهَا الْبَحْرُ، الْحَجَّةُ مِنْهَا أَفْضَلُ مِنْ حَجَّتَيْنِ مِنْ غَيْرِهَا" رواه أحمد في "المسند (8/461-462)".

السلام هو المعنى الحقيقي للإسلام، ولا ننسى أن المعبود -جل في علاه- سمَّى نفسه السلام في أسمائه الحسنى... نعمة السلام والتعايش حباها الله عمان وأهلها التي أصبحت المقصد الأول لجميع الأطراف المتنازعة في العالم للجلوس على طاولة واحدة، وإيجاد الحلول التي ترضي جميع الأطراف المتنازعة فيما بينها، والخروج بما هو أفضل لشعوبها.

السياسة العُمانية المرنة ودبلوماسيتها ذات الباع في المواقف المعقدة مكنتها من أنْ تلعب دورًا محوريًا في العديد من الملفات؛ منها: مجموعة (5+1) مع الولايات المتحدة الأمريكية والجمهورية الإيرانية الإسلامية. وقد كان للسلطنة النصيب الأبرز في تحريك دفة المفاوضات منذ بدايتها؛ لأنَّ السلطنة قامت بجهود كبيرة تشكر عليها في تقريب وجهات النظر بين المسؤولين سواء في إيران أو أمريكا ودول (5+1) والعالم أجمع.. يجب علينا أن لا ننسى أنَّ هذا النهج الحكيم لا يأتي إلا من رجل آتاه الله الحكمة في زمن يعج بالفتن والتصريحات التي تُبنى على الأهواء، فالسلام كقيمة عليا لدى جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم  -حفظه الله ورعاه- يُشكل محور السياسة العمانية على المستويات المختلفة دون تفريط أو إفراط، وقد امتلكت السلطنة بفضل توجيهات جلالته وإيمانـه العميق بالسلام القدرة والشجاعة ليس فقط على التعبير بكل الوضوح والصراحة عن مواقفها ورؤيتها حيال مختلف المواقف والتطورات.

نسأل الله أن يُديم على عُمان نعمة الأمن والأمان، وأن يمُن على باني نهضتها المباركة ومن أفنى عمره لأجلها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد -حفظه الله ورعاه- وافر الصحة والعافية والعمر المديد.

تعليق عبر الفيس بوك