الرُّؤية - خالد الخوالدي

استطاعتْ مدينة صُحار بما تملكه من مُقوِّمات سياحية وتجارية وترفيهية استقطاب العديد من الزوار، جاءوا من ولايات محافظة شمال الباطنة والمحافظات الأخرى في السلطنة، ومن الدول الخليجية المجاورة، أثناء أيام عيد الأضحى المبارك وقبل العيد.

وتملكُ مدينة صُحار أكبر الأسواق في محافظة شمال الباطنة والعديد من المراكز التجارية الكبرى التي تحقق للمتسوقين رغباتهم في اقتناء مستلزمات العيد؛ حيث يوجد السوق التجاري في وسط المدينة، وتحديدا في منطقة الهمبار ومنطقة الوقيبة، اللتين تُمثِّلان المحور التجاري، إلى جانب وجود المراكز التجارية ذات الماركات العالمية.

ويُحافظ أهالي مدينة صحار على المورث العماني القديم الذي تُقام فعالياته أثناء أيام عيد الأضحى المبارك؛ حيث تهتمُّ الأسر بالتنور وإعداد اللحوم على الطريقة العمانية، وما يصاحبها من تجمُّع الأهالي، إلى جانب الاهتمام بالفنون التقليدية العمانية الشعبية كالرزحة والعازي والفروسية؛ حيث أقيم في ثالث أيام العيد مهرجان صحار للفروسية، والذي اشتمل على العديد من الفنون العمانية التقليدية، إلى جانب فنون الخيل.

وقال الشيخ سعيد بن محمد الكلباني رئيس لجنة الفروسية: إنَّ الخيل تراث وجزء مهم من التاريخ العربي العريق، ويرتبط جوهريا بحياة الإنسان العربي؛ فمنذ القدم كانت العلاقة بينهما علاقة وثيقة جدا تزداد انصافا وحبا وتزداد عمقا وتشابكا حيث كانت وسيلته الاولي في ارتحاله وتنقله وهجرته وحروبه وصيده وتنزهه وسابقة على مر العصور والازمنة. وأضاف: اشتهرت عمان منذ القدم بتربية الخيول والاعتناء بها، وكان لخيلها -وهي عربية أصيلة- صولات وجولات حيث يذكر أن أوَّل ما انتشر في العرب من الخيل هو المسمى بزاد الراكب؛ ففي كتاب "أنساب الخيل" للكلبي، ذكر أنَّ النبي سليمان -عليه السلام- أعطى الأزد من أهل عُمان فرسا من خيله، وذكره المسعودي في "مروج الذهب".

وقال: ومن نسب الخيول يتضح جليا أن العُمانيين مولعون بتربيتها منذ زمن بعيد مما أسهم في تفننهم في أساليب تربية الخيل وترويضها وتدريبها على شتى أنواع السباقات ورياضات الفروسية المعروفة. وأشار الكلباني إلى أنَّ لجنة صحار للفروسية عملت منذ تشكيلها في 30ديسمبر 2015 على الرقي والنهوض بأنشطة ورياضات الفروسية بالولاية، وأنشأت ميدانا لتدريب الخيل وآخر لركض العرضة وبعض المرافق الخدمية بأرض النادي وهي بصدد استكمال باقي الخدمات، بجهود ذاتية وقد أبرز فرسان الولاية مهاراتهم وحصولهم على مراكز متقدمة في مشاركاتهم في أنشطة الفروسية على مستوى السلطنة سواء في سباقات السرعة أو سباق القدرة والتحمل، ويأتي هذا المهرجان ضمن أنشطة وفعاليات لجنة صحار للفروسية للموسم 2017.

كذلك قدَّمت الفنون التراثية ذات الارتباط بالخيل مثل فني همبل وتحوريب الخيل وتوالت فقرات المهرجان؛ حيث أدى الفرسان مهارات التقاط الأوتاد وآداب وتنويم الخيل وركض عرضة الخيل واقامة ثلاثة اشواط للخيول العربية والمهجنة. كما تخلل المهرجان تقديم القصائد الشعرية، وأدت عدد من فرق الفنون الشعبية لوحاتها التراثية، إضافة إلى فن العازي. 

الحدائق والمتنزهات

واستقبلت حدائق ومتنزهات صحار خلال إجازة العيد السعيد الأسر والأطفال الذين استمتعوا وقضوا أوقاتا جميلة، فكما هو معلوم أنَّ بلدية صحار استطاعت خلال الأعوام الماضية من عمر النهضة المباركة إنشاء 17 حديقة ومتنزها في المدينة؛ حيث جعلت البلدية نشر الرقعة الخضراء بمدينة صحار في صدر اهتماماتها؛ لما تشكله من فوائد في تجميل وتحسين المنظر العام وتنقية الهواء وتلطيفه من الملوثات، ولا يكاد الناظر يرى رقعة خالية من اللون الأخضر، ومن شمال المدينة إلى جنوبها تنتشر المزروعات على جوانب الطرقات الداخلية وفي الجزر الوسطية للشارع العام وفي المثلثات والدوارات والحدائق والمتنزهات ليصبح البساط الأخضر مظهراً من مظاهر التجميل.

وتمثل الحدائق والمتنزهات وجهات سياحية إلى جانب كونها متنفسا يجمع الأفراد بعيداً عن الضجيج، ومن أهم الحدائق والمتنزهات حديقة صحار العامة وحديقة اليوبيل الفضي، وقد أجريت كافة الأعمال الفنية والهندسية من تسوية وحماية وحفر للبحيرة بشكل وحدود طبيعية تتناسب ميولها ومناسيب المنطقة بما يسهل عملية تحريك المياه من وإلى البحر بصورة طبيعية، كما وفرت العناصر والخدمات الضرورية من مظلات بأشكال طبيعية وقباب إسلامية جميلة تشغل زوايا بصرية متميزة داخل الحديقة يمكن للزائر من خلالها مشاهدة أجمل وأمتع جوانبها وأركانها، وشيدت جسور للتنقل بين أطراف المتنزه في سهولة ويسر، وتم تطويرها من الجانب الشمالي لكي يسمح للمرتادين بقضاء أوقات رائعة إثناء تواجدهم حتى وإن كانت في الفترة الليلية؛ لذلك رُوْعِي عمل إضاءات ليلية مُناسبة كي تكون الرؤية أكثر وضوحا، وتمَّ إزالة السياج المحيط بالحديقة وبعض الأشجار المعيقة للممرات لأعطى طابع جمالي أكثر للموقع عبر زراعة أشجار زينة تتناسب مع المكان، كما تمَّ تخصيص مواقع للجلوس ومواقف للسيارات وموقع لاستجار وممارسة رياضة ركوب الخيل مع الأجواء الرائعة التي تمتاز بها المنطقة.

وإلى جانب حديقة اليوبيل الفضي، هناك في الطرف الآخر من المدينة مركز صحار الترفيهي الذي يعد من أهم المشاريع التي نفذتها بلدية صحار، وتأتي فكرة إنشاء هذا المركز كبادرة بهدف خلق متنفس ترفيهي للمجتمع وزوار الولاية، إضافة لإبراز الموروث الحضاري والتاريخي لمدينة صحار من خلال إقامة فعاليات ترفيهية وثقافية تنمي الحركتين السياحية والتجارية في المدينة، ويضم المركز في جنباته العديد من المرافق التي تمزج حاضر مدينة صحار بماضيها والمتمثلة في التصميم المتميز الذي انفرد به المركز كواجهة حضارية لصحار حيث روعي في تصميمه العمارة العمانية التقليدية وما تشتمل عليه من المتطلبات الأساسية التي اشتهر بها الإنسان العماني قديماً.

وهُناك حديقة فلج القبائل التي أنشئت حديثا وتضم مرافق خدمية ومقهى وملاعب لرياضات كرة القدم الخماسية والكرة الطائرة وكرة السلة وأضيفت بالحديقة ممرات للمشي بطول 1000 متر، وتخصيص مساحات لألعاب الأطفال، إلى جانب عدد من الإستراحات موزعة في أرجاء الحديقة ونافورة تجميلية. إضافة إلى العديد من المتنزهات بمدينة صحار؛ منها: متنزه المنيال الذي أقيم على الشريط الساحلي ويضم مسطحات حشائش وزراعة بعض الأشجار والشجيرات والزهور الموسمية، إلى جانب عمل ممرات للمشي بالطابوق المتشابك (الإنترلوك) ومظلات للاستراحة وبعض الخدمات الأخرى كمواقد للشوي وملعب لكرة السلة ومسابح ودورات مياه...وغيرها من الخدمات الأخرى وبمساحة كلية قدرها 33 ألف متر مربع، ويخدم المتنزه شريحة كبيرة من سكان المناطق الواقعة جنوب الولاية والمناطق المجاورة لها. ومتنزه الهمبار الذي تبلغ مساحته 29000 متر مربع ويقع على الشارع العام بالقرب من مدرسة صحار للتعليم ما بعد الأساسي، ويحتوي على ألعاب أطفال ومظلات خشبية وكراسي رخامية، ومتنزه النزهة والذي يقع بشمال الولاية بين منطقتي الصنقر وعمق بمحاذاة شاطي البحر ويتميز بتوسطه بين المناطق السكنية وشاطي البحر وتبلغ المساحة الاجمالية للمتنزه 27000م2، وروعي في تصميم المتنزه عمل أربعة مستويات من الارتفاع؛ بحيث خُصِّص الارتفاع الرابع للاستراحات والجلوس حتى يتمتع الزائر بمشاهدة منظر البحر الذي يمتد بطول المتنزه، وكذلك التمتع بالمناظر الرائعة للأشجار والورود الموسمية التي تعطي تنوعا للمناظر، كما تمَّ عمل تلال رملية مكسوَّة بمسطحات خضراء من الجهه الشرقية للمتنزه لإعطاء نوع من الخصوصية للمنازل القريبة من المتنزه وكذلك للزوار.