" بريدة عاصمة التمور"

طالب المقبالي

 

لا أُبالغ حين أصف مدينة بريدة بمنطقة القصيم في المملكة العربية السعودية بعاصمة التمور.

فالذي رأيته من خلال المشاركة التي تشرفت بها لتمثيل السلطنة وجريدة الرؤية العُمانية في مهرجان تمور بريدة الـ 38 ضمن القافلة الإعلامية لدول مجلس التعاون الخليجي لهو شيء يثلج الصدر، فالاعتناء بالنخلة يسير وفق أسس ومنهجيات علمية ووفق تخطيط ورؤى مستقبلية مدروسة بإتقان.

يقول الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم الذي افتتح المهرجان: إنَّ الذي ميز مهرجان هذا العام إسناده للقطاع الخاص بعدما كانت تتولاه أمانة منطقة القصيم، وقال سُّموه إن التمور هي إحدى الركائز الأساسية لرؤية 2030 التي أقرتها الحكومة السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين.

فهناك أكثر من ستة ملايين نخلة من أجود أنواع التمور تعرض منتجاتها في هذا المهرجان السنوي الذي يعد أكبر تظاهرة اقتصادية على مستوى العالم.

ولعل اللافت في الأمر توافد آلاف السيارات المُحملة بأطنان التمور منذ الساعات الأولى من الفجر، وتنفذ الكميات في غضون ساعات قليلة.

ويقول القائمون على المهرجان إنّ ما يعرض يومياً من التمور يتراوح بين 700 إلى 1000 طن من التمور .

وقد عرض خلال الأيام الأولى من المهرجان أكثر من 11 طناً ونصف الطن من التمور، ويشهد المهرجان دخول 2100 سيارة يومياً محملة بأصناف عديدة من التمور .

ولهذا تعتبر مدينة بريدة هي مدينة التمور بل إنها عاصمة التمور، فبريدة تشهد في كل عام أكبر تظاهرة اقتصادية على مستوى العالم كما أسلفت، كذلك تعد ملتقى للمزارعين والتجار ومستهلكي التمور، وتحوي بين جنباتها أجود أنواع التمور التي تشتهر بها منطقة القصيم قاطبة.

ومن خلال الرحلة قمنا بزيارة أوقاف الراجحي للتمور التي اعتبرتها عالم آخر من الإبداع، فهي مدينة بحد ذاتها كونها تقع في مساحة 60 مليون متر مربع وتضم مئات الآلاف من مختلف أصناف النخيل، كما تضم مصانع مُتعددة لفرز وتنقية التمور وتغليفها وتعليبها وحفظها في مخازن مُبردة، وهناك تمور عضوية خالية من الأسمدة والمبيدات الكيماوية وهي مخصصة لأوقاف الحرمين الشريفين ولا تُباع.

وما شدَّ انتباهي هي تلك البطاقات المُثبتة على كل نخلة والتي تحتوي على بيانات مفصلة لكل نخلة من اليوم الأول من غرسها حيث يتم متابعة كل نخلة على حدة.

وهناك مشروع يجري تنفيذه حالياً ضمن مشاريع أوقاف الراجحي لغرس 200 ألف نخلة.

هذه الجهود الجبارة أفرزت نتائج تفاخر بها المملكة وتتباهى بهذا المنتج الثري.

وتعتبر منطقة القصيم عامة وبريدة خاصة منطقة زراعية صالحة لزراعة أصناف المزروعات التي تجود بثمارها، فهناك مهرجانات مماثلة للعنب ومهرجان للفراولة، فإقامة المهرجانات الزراعية هي سمة من سمات هذا البلد، وطريقة مثلى لتسويق المنتجات الزراعية التي تجد طريقها إلى المستهلك.

وللأنعام مدينة تعرف باسم مدينة الأنعام تضم الإبل والبقر والأغنام وتحتوي المدينة على عيادات بيطرية ومحاجر صحية ومسلخ آلي يستوعب يومياً مئات بل آلاف الذبائح من الإبل والبقر والغنم التي توزع على الأسواق والمراكز التجارية .

muqbali@hotmail.com