حقق سوق الرفد الذي أقامه صندوق الرفد في محطته الأولى بصلالة نجاحا كبيراً، بفضل الإقبال الذي شهده من زوار موسم الخريف ومهرجان صلالة السياحي، وكان السوق الذي فتح أبوابه في 20 أغسطس الجاري، أحد الأماكن المهمة للسائحين منذ افتتاحه، فقد شكل فرصة للتعرف على المنتجات العمانية خاصة الصناعات الحرفية منها، والذي مثل للمستفيدين ورواد الأعمال منفذاً تسويقياً ترويجياً لمنتجاتهم ومشاريعهم الخدمية، وهو ما يحقق الأهداف المرجوة منه والتي أعلنها صندوق الرفد، خاصة وأن الصندوق إختار موقعاً متميزاً يشهد إقبالا كبيراً وهو سهل أتين ليقيم به أول أسواقه المتنقلة، وشهد القاصي والدّاني بحسن التنظيم والإقبال، مما يفتح الطريق أمام النسخ المقبلة من سوق الرفد المتنقل في محافظات السلطنة المختلفة، وللتعرف أكثر عن رؤية الصندوق حول السوق المتنقل لرواد الأعمال كان لنا هذا الحوار مع بدر بن سيف السيابي – مدير عام مساعد للمتابعة وتطوير مشاريع رواد الأعمال ، للتعرف على فكرة السوق وأهداف إقامته ، والخطوات التطويرية التي يمكن أن تشكل زخماً لسوق الرفد المتنقل.
هناك مبادرات عديدة قام بها صندوق الرفد منذ انطلاقه لدعم رواد الأعمال، وما أهم الأهداف التي يحرص عليها الصندوق من إقامة مثل هذه المبادرات ؟
يعتبر سوق الرفد إحدى مبادرات الصندوق الهادفة إلى دعم مشاريع رواد الأعمال بصفة عامة والمستفيدين من الصندوق بصفة خاصة ، وذلك من خلال إبراز مشروعاتهم وتسويقها والترويج لها، وجاءت فكرة إقامة هذا السوق كإحدى الخطط التى وضعها الصندوق لدعم وتطوير هذه المشاريع وتحقيق الإستدامة والنمو لها.
ويتم تنفيذ هذه المبادرة من خلال إقامة سوق متنقل مفتوح على مساحة (4000) متر مربع يستهدف المشاريع التجارية والمطاعم بحيث ينتقل السوق بين محافظات السلطنة المختلفة لتحقيق الإستفادة من خطط الدعم التى يقدمها الصندوق لرواد الأعمال في مختلف المحافظات.
* كيف ترى نجاح النسخة الأولى من السوق؟ وما هي أسباب هذا النجاح؟
النسخة الأولى من السوق تم تنفيذها في محافظة ظفار بالتزامن مع موسم الخريف السياحي حيث تشهد المحافظة هذه الفترة نشاط سياحي كبير وبالتالي فإن التوقيت المدروس لإقامة السوق أكسبه أهمية بالغة وفرصة لرواد الأعمال لتسويق منتجاتهم وخدماتهم أمام شريحة كبيرة من زوار المحافظة من داخل وخارج السلطنة وهذه القيمة قد لا تتوفر في مواسم أخرى ، كما ذكرت سابقاً فإن فكرة السوق المتنقل تعتمد على إقامة السوق مستقبلاً في مختلف محافظات السلطنة وتم تصميم السوق على هذا الأساس.
* إن إقامة حدث كبير بمثل هذا الحجم يحتاج العديد من الخطوات والإجراءات، كيف تم الترتيب لإقامة السوق؟
إقامة السوق بلا شك يتطلب العديد من الترتيبات والتجهيزات ومن ضمنها التنسيق مع عدة جهات ومنها على سبيل الذكر لا الحصر بلدية ظفار وذلك من أجل توفير المكان الملائم وتوفير الإحتياجات والخدمات الأساسية مثل خدمة الكهرباء والمياه وغيرها وهنا يجب أن نسجل كلمة شكر وتقدير إلى كل العاملين في بلدية ظفار على جهودهم في إنجاح فعاليات السوق .
*ما هي أهم المعايير التي تحدد مكان وتوقيت السوق المتنقل في المراحل القادمة، وهل هناك معايير خاصة بالمشاركين؟
كما هو الحال في محافظة ظفار من حيث اختيار الموقع الملائم والتوقيت المناسب فإن الصندوق بلا شك وضع عدة معايير أساسية لاختيار الموقع والتوقيت المناسبين لإقامة هذه المبادرة وهذا مايتم مراعاته أيضاً عند إقامته في المحافظات الأخرى.
ومن هذه المعايير أن يكون موقع إقامة السوق في مكان بارز و معروف بالمحافظة ويشهد نشاط تجاري، سهولة الوصول إلى الموقع، توفر الخدمات الضرورية، وقربه من مشاريع رواد الأعمال.
وكما هو الحال في اختيار الموقع المناسب لإقامة السوق فإن القائمين على تنفيذ السوق وضعوا معايير من الضرورة توافرها في المشاركين والمشاريع ومن بين هذه المعايير التفرغ التام لإدارة المشروع، وأن يكون المشروع قد أسهم في إيجاد فرص عمل للعمانين وأن يكون من المشاريع المجيدة والتي تحقق لنمو وذلك من خلال نتائج إستمارة التقييم الربع سنوية .
*هل إقامة السوق كان وليد فكرة طارئة، أم أنه ضمن خطط الصندوق لدعم رواد الأعمال؟
في الحقيقة تعتبر هذه المبادرة جزء من خطط الصندوق لدعم هذه المشاريع فبالإضافة إلى السوق توجد هناك حزمة من الخطط والبرامج المدروسة لدعم المشاريع إبتداءً من المتابعة والمساندة المرافقة وتطوير أعمال هذه المشاريع بما يحقق لها الإستدامة وبالتالي الإسهام بشكل مباشر في تحقيق أهداف الصندوق المتمثلة في التشغيل الذاتي وإستكمالاً بإيجاد فرص عمل واستحداث مشاريع ذات قيمة مضافة وهذا في مجمله يعزز الاقتصاد الوطني.
وماذا عن إتاحة الفرصة لرواد أعمال من خارج الصندوق؟
بالإضافة إلى الإهتمام بالمشاريع الممولة فإن الصندوق في الجانب الآخر أولى اهتمامه أيضاً بتطور مشاريع رواد الأعمال بصفة عامة لأنها تحقق أهداف الصندوق المتعلقة بتعزيز ثقافة ريادة الأعمال والتشغيل الذاتي ، وعليه فقد تم فتح المجال أمام مشاركة عدد من مشاريع رواد الأعمال من غير المستفيدين من القروض التمويلية من الصندوق للإستفادة من فرص ترويج وتسويق منتجاتهم وخدماتهم.
*هل كان لعامل الجذب السياحي في محافظة ظفار مردود حقيقي أسهم في نجاح النسخة الأولى؟
بلا شك إن استغلال المواسم السياحية يعتبر قيمة إضافية للسوق وعليه فإن الصندوق يخطط مستقبلاً لنقل السوق إلى مختلف المحافظات بما يناسب كل محافظة وبما يضمن النجاح من حيث اختيار الموقع المناسب والجاذب وكذلك الموسم النشط سياحياً وفق خصوصية كل محافظة.
ما هو تقييم للنسخة الأولى؟
** النسخة الأولى والتى أقيمت في الفترة من (20 إلى 30 أغسطس 2017م ) أفرزت حتى الآن نتائج إيجابية وإقبال الزوار على زيارة السوق أحد المؤاشرات الإيجابية ويعود الفضل في هذا إلى عدة عوامل من أهمها اختيار الموقع المناسب والموسم النشط سياحياً وكذلك الفعاليات الجاذبة التى تقام على أرض السوق كما أن للتنوع في اختيار المشاريع بما يتلائم وذائقة أغلب الفئات كان له دور بارز في استقطاب أعداد كبيرة من الزوار وهنا أود أن أشير إلى أحد العوامل التى لها دور في إثراء ونجاح السوق ألا وهي التغطية الإعلامية والمتنوعة حيث تم تسويق الفعالية إعلامياً في مختلف وسائل الإعلام إبتداءً من وسائل التواصل الاجتماعي والصحف وكذلك اللقاءات والتغطيات التلفزيونية والإذاعية.
*لوحظ تنوعا في المشاريع التي اختيرت للمشاركة في سوق الرفد، هل ساهم هذا في النجاح؟
بلا شك أن التنوع في اختيار المشاريع بما يضمن التكامل في نوعية المعروضات والخدمات يعتبر عامل جذب لكافة الفئات من المستهلكين وبالتالي فإن عند إقامة السوق في أي محافظة أخرى مستقبلاً سيتم الاهتمام بالمشاريع النوعية والتى تعتبر نماذج ناجحة ومتميزة بهدف دعمها في تسويق منتجاتها والترويج لها وكذلك لتحقيق هدف الصندوق في التعريف بنوعية المشاريع الناحجة التى يركز الصندوق على تقديم الدعم التمويلي لها.
* هل يعد السوق دعما تسويقيا لرواد الأعمال ؟
كما ذكرت سابقاً أن سوق الرفد يعتبر أحد وسائل دعم رواد الأعمال وهناك أنشطة أخرى كثيرة يحرص الصندوق لإقامتها لتحقيق نفس الهدف ومنها إقامة الندوات والفعاليات واللقاءات والمشاركة في مختلف المعارض والفعاليات ذات الصلة بريادة الأعمال وتخدم أهداف الصندوق بشكل مباشر أو غير مباشر.
يعتبر إقامة السوق فرصة جيدة لتسويق مشاريع رواد الأعمال والتعرف بها أمام شريحة واسعة من المستهلكين وبالتالي يسهم ذلك في تطوير ونمو هذه المشاريع ونحن في صندوق الرفد نشجع كافة رواد الأعمال على المشاركة في الفعاليات التى يقيمها الصندوق لدعم هذه المشاركات لتحقيق أهداف الصندوق المتمثلة في إنجاح هذه المشاريع ومساعدتها على النمو والاستمرارية، والمرحلة القادمة سوق يتم دراسة التوسع في عدد المشاريع المشاركة وهذا بعد ظهور نتائج تقييم النسخة الأولى.
.................................................................................
الشنفري : السوق فرصة ذهبية
أشاد محمد الشنفري صاحب مشروع الوطنية للعسل وأحد المستفيدين من صندوق الرفد المشاركين في سوق الرفد بصلالة بفكرة إقامة السوق ووصفها بالجيدة جدا، ورأى أن أكبر دليل على جودة الفكرة، هو الإقبال الكبير من السياح ومن زوار مهرجان صلالة، بالإضافة إلى مشاركتهم في الأنشطة والفعاليات المصاحبة للسوق، مشيراً إلى أن السوق يمثل فرصة ذهبية للمستفيدين، حيث يعرف رواد مهرجان صلالة السياحي على منتجات مشاريع رواد الأعمال، كما أنه يشكل أحد عوامل الجذب السياحي للمهرجان وخريف ظفار عموما.
ودعا الشنفري أن يتم تطوير الفكرة مستقبلا، من خلال استقطاب الشخصيات العامة من رياضيين وفنانين ومثقفين للترويج للسوق ورواد الأعمال المشاركين فيه ، ليشكلوا عامل جذب آخر، يسهم في زيادة الإقبال.
وحول نشاط شركته قال الشنفري: أن الشركة الوطنية للعسل الطبيعي هي أول شركة عمانية متخصصه في انتاج العسل العماني الطبيعي وأيضا بيع جميع مستلزمات النحالين من أجل تربية النحل بأحدث الطرق، حيث يشكل تطوير هذه المهنة بالسلطنة أحد أهم أهدافنا، وتسعى شركة الوطنية للعسل بتحقيق الإكتفاء الذاتي بالسلطنة من خلال إنتاج العسل العماني وتسويقه بالأسواق المحلية بالمواصفات العالمية و ثم تصديرها للخارج.
وفي نهاية حديثه وجه الشنفري الشكر إلى صندوق الرفد على هذه الفكرة الأكثر من رائعة، كونها تسمح للمستفيدين إلى تبادل الخبرات من خلال السوق وأيضا إثبات قدراتهم للجمهور، وأنهم يستطيعون تحقيق النجاح وتحقيق أحلامهم ، مؤكداً على أن صندوق الرفد ألغى كلمة مستحيل من قاموس أحلام رواد الأعمال.
نورة مبروك: السوق عرف الزوار اكثر بحلوى القشاط الظفارية
أكدت نورة بنت سالمين مبروك صاحبة شركة الباجي للحلويات على الإقبال الكبير الذي شهده السوق، مشيرة إلى أن السوق بالرغم من كونه لم يبدأ مع بداية موسم الخريف ولا مع انطلاق مهرجان صلاله السياحي، إلا أن الإقبال كان جيداً بشكل عام على منتجاتها ، واستطاع السوق في فترة قصيرة أن يجذب الزبائن سواء من المواطنين أوالمقيمين أو السياح.
وحول أنواع الحلوى التي تنتجها شركة الباجي للحلويات قالت نورة أن أهم منتجاتنا هو القشاط الظفاري، وهي حلوى تقليدي تتميز بها محافظة ظفار لتوفر النارجيل فيها، وقالت أن شركتها أحدثت بعض التغيرات على تلك الحلوى وأدخل عليها بعض الإضافات، حيث أكدت أن الباجي يعتبر أول من أدخل هذه التغيرات في القشّاط على مستوى المحافظة.
وأكدت أن السوق أعطى فرصة جيدة لحلويات الباجي للظهور وتعريف السائحين بها، مما وسع من نطاق زبائنها بشكل أوسع، ووجهت في ختام حديثها التحية والإمتنان لجميع العاملين بصندوق الرفد على تعاونهم وتجديدهم في الأنشطة لأجل رواد الأعمال.
تاج الفخامة : السوق أتاح فرصة تسويقية لمنتجات روّاد الأعمال
أبدت ليلى بنت عبد الرحمن باعمر صاحبة شركة تاج الفخامة إعجابها بفكرة السوق ووصفتها بالممتازة، وقالت أن السوق ولله الحمد أعطى إنطباعاً جيداً عن المنتجات العمانية من زوار مهرجان صلالة السياحي، ورأت أنه وبغض النظر عن نسبة المبيعات إلا أن فكرة السوق قد أتاحت الفرصة كاملة لمشاريع رواد الأعمال العمانيين لعرض منتجاتهم، وفتحت لهم آفاقاً جديدة وفائدة جيدة في الدعايه والإعلان والتسويق، وهي أحد أهم الأركان للمستفيدين، فرواد الأعمال في أمس الحاجة لفرص تسويقية، كما أنها أتاحت للمستهلكين التعرف على الأنشطة الخاصة برواد الأعمال.
ودعت صاحبة شركة تاج الفخامة إلى زيادة عدد المستفيدين في المرات القادمة، وزيادة المدة الزمنية، حتى ولو وصلت إلى إقامته طوال أيام مهرجان صلالة السياحي،فمن وجهة نظرها فهذا يعظم الفائدة ويشكل فرصة مواتية لرواد الأعمال لرفع هامش الربح.
وحول نشاط شركة تاج الفخامة قالت ليلى أن المؤسسة تعمل في مجال بيع وتصميم الإكسسوارات، حيث تقوم بتصميم الإكسسوارات لزبون ما و تصنيعها حسب رغبته بجودة عالية أعلى من ما يوازيها من المنتجات سابقة التصنيع، ونجتهد دوما بأن يخرج المنتج النهائي ليعبر عن الموروث العماني والثقافة الحرفية العمانية، وتمثل فرصة للتعريف بالفن العماني الحرفي الذي تمتد جذوره في عمق تاريخ عمان التليد.