خزانة الكتب

هنا عُمان

نشأة وتطور إذاعة سلطنة عُمان
هذا الكتاب الذي وضعته فاطمة بنت محسن اللواتية في أصله أطروحة ماجستير عن (نشأة الإذاعة العمانية)، وقد أشاد به العديد من العاملين والأكاديميين في حقل الدراسات الإعلاميّة وفي مقدمتهم الدكتور عبد الله الكندي حيث أثنى على جهد الباحثة مؤكدًا أنها تتمتع بحسٍّ تحليليّ ونقديّ في مواقفها من بعض القضايا والظواهر وهي "متطلبات مهمة تكفل لهذا الكتاب عنصر الأهمية والبقاء، وأكثر من ذلك تضمن له الريادة في المجال الذي يتحدث عنه وبالتالي ضرورة البناء عليه في المستقبل".
وتتمثل أهمية هذه الدراسة – كما جاء على لسان الباحثة – من حجم المعاناة الذي تعرضت له في البحث والتنقيب والتحليل؛ لأن المعلومات المتوفرة عن الإذاعة العمانية في فترة نشأتها شحيحة وتكاد تنعدم، حيث لا تتوفر أيّة معلومات مكتوبة في أي مصدر، ولا توجد دراسات عن مضامين البرامج الإذاعية عدا دراسة واحدة تمَّ إنجازها عام 1994 وكانت بشكل كميّ.
وتأتي هذه الدراسة في إطار تحقيق العديد من الأهداف والتأكيد على ضرورة العناية بحفظ الأرشيف الإذاعي والتليفزيوني والعناية بترميمه لكونه يمثل الذاكرة السمعية والبصرية للشعب العُماني، ويُعدُّ ثروة قومية لا مثيل لها وشاهد على الأحداث التاريخية والسياسية في تلك الحقبة من تاريخ سلطنة عمان الحديث والمعاصر، ويقدم معلومات ومشاهد حية بالصوت والصورة لا بديل ولا غنى عنها.
ويأتي هذا الكتاب ليكون مرجعا متكاملا للباحثين والمهتمين عن تاريخ إذاعة سلطنة عمان في العقد الأول من تأسيسها، وقد حاولت الباحثة أن يكون شاملا لكل ما يتعلق بالإذاعة العمانية وموظفيها وبرامجها، بما ينصفهم وينصف تلك الجهود الضخمة التي قاموا بها في أوضاع سياسية واقتصادية صعبة وخدمات تكاد تنعدم خاصة في الفترة الأولى.
وإن كان لظهور التليفزيون لاحقا والإنترنت التفاعلي تأثير على دور الإذاعة فإنّ ما يجب أن نتذكره هو أن الإذاعة كانت أول وسيلة إعلامية عمانية بدأت مع عصر النهضة المباركة ومازالت حاضرة في المشهد العماني بكل تفاصيله، وأنه لابد من توثيق هذا التاريخ المشرّف والحافل، قبل أن يُفقَد ولا يمكن العثور عليه.
وقد أفضت دراسة الباحثة فاطمة اللواتي إلى العديد من التوصيات كان من أهمها: ضرورة إجراء دراسة عن كافة المواد التي بثت على الإذاعة في العقد الأول، والاستعانة بالأشخاص الذين كانوا يعملون فيها والذين لا يزالون على قيد الحياة، حيث إنهم يمثلون مصدرا مهما بالمعلومات عن المواد التي بثّت والظروف التي رافقت تلك الفترة وكيف أثرت على محتوى المواد.
كما أشارت الباحثة إلى ضرورة إجراء دراسة تحليلية لمضمون البرامج التي بثت في إذاعة صلالة، حيث إن أول خمس سنوات من عمر الإذاعة رافقت أحداثا سياسية وعسكرية مختلفة وكانت الإذاعة موجهة بمواد وبرامج تخدم تلك الفترة.
ونادت الباحثة أيضا بأهمية القيام بإجراء دراسة مقارنة بين إذاعتي مسقط وصلالة خلال العقد الأول من إنشائها (1970 – 1979) مع ضرورة إنشاء أرشيف موحد لجميع المواد الإذاعية التي بثت في الإذاعتين، مع التوصية بإجراء دراسات عن مضمون برامج الإذاعات الحكومية (الإذاعة العامة، وإذاعة البرنامج الأجنبي، وإذاعة الشباب، وإذاعة القرآن الكريم).
كما لفتت النظر إلى أهمية إجراء دراسات ترصد ما نشرته الصحافة المحلية (الوطن وعمان) عن الإذاعة من أخبار وتغطيات، مع الأخذ في الاعتبار بإجراء دراسة عن الإذاعة والتطورات التي حدثت فيها فنيًا وبرامجيا بعد توحيد البث بين إذاعتي مسقط وصلالة عام 1979م.
إنّ التوثيق الإذاعي في سلطنة عمان يحتاج إلى جهود كبيرة: أولا من قِبَل المؤسسات الإذاعية، أن تحرص على توثيق المواد التي بثت في السابق وعدم التأخر في أرشفتها، والحفاظ على المواد الصوتية بشكل يحفظها من التلف. وثانيا من قِبَل الأكاديميين والباحثين والمتخصصين، لتوثيق الإذاعة العمانية خلال أربعة عقود ونيف من عمر البث الإذاعي، وما مرت به من أحداث مختلفة وكيفية تغطيتها، ومضامين البرامج التي تمّ بثها، بالإضافة إلى مدى تفاعل المجتمع والجمهور مع ما تمّ طرحه، وقياس التغيرات التي نرّت بها الإذاعة.
الجدير بالذكر أن هذه الدراسة تنقسم إلى جزأين: الأول عن (نشأة وتطور الإذاعة) في سلطنة عمان مُعرجًا على نشأة الإعلام العماني ووزارة الإعلام، وإذاعتي مسقط وصلالة، ومشيرًا إلى دور المرأة العمانية في إذاعة سلطنة عمان؛ مقرونًا بتحليل مضامين البرامج الإذاعية من عام 1970 إلى 1979م، أما الجزء الثاني من الدراسة فيحتوي على ثلاثة فصول هي في أصلها دراسة للحصول على الماجستير في الإعلام تضمنت (الإطار المنهجي للدراسة، ونتائج الدراسة وتحليلها، والخلاصة والاستنتاجات والتوصيات).

تعليق عبر الفيس بوك