نحو 20 ألف مدني محاصرون في المدينة

القوات العراقية تقترب من السيطرة الكاملة على تلعفر.. وفرنسا تتعهد: معكم في الحرب والسلم

 

تلعفر - رويترز

قال متحدث باسم الجيش العراقي أمس إنّ القوات العراقية على وشك السيطرة بالكامل على تلعفر، معقل تنظيم الدولة الإسلامية في شمال غرب العراق، في حملة عسكرية حاسمة ضد المتشددين المستنزفين والذين تفوقهم القوات العراقية عددا. والانهيار السريع للدولة الإسلامية في تلعفر، وهي موقع خرجت منه جماعات متشددة من قبل، يؤكد تقارير عسكرية عراقية قالت إنّ المتشددين يفتقرون للقيادة وهياكل السيطرة في المناطق الواقعة إلى الغرب من الموصل.

ويعتقد أنّ ما يصل إلى ألفي متشدد يقاتلون في تلعفر في بداية الحملة لاستعادة السيطرة على المدينة في 20 أغسطس. وقالت مصادر عسكرية غربية إنّ أعداد القوات المهاجمة تصل إلى 50 ألفا. وقال المتحدث العسكري العراقي لرويترز "تلعفر على وشك أن تسقط بأيدي القوات العراقية ولم يبق منها إلا خمسة بالمئة ما زالت بيد تنظيم داعش الإرهابي".

وقال وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي جان إيف لو دريان ووزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي في بغداد "إن شاء الله الجزء المتبقي قريبا يتحرر".

وتقع تلعفر على طريق الإمداد بين سوريا ومدينة الموصل المعقل السابق للتنظيم في العراق.

وقال بيان لقيادة العمليات المشتركة العراقية "قوات مكافحة الإرهاب تحرر حي القلعة... وترفع العلم العراقي أعلى بناية القلعة".

وكان المتشددون قد دمروا في نهاية 2014 أجزاء كثيرة من القلعة التي تعود للعصر العثماني. وينحدر بعض أكبر قادة التنظيم المتشدد من مدينة تلعفر التي تقع على بعد 80 كيلومترا غربي الموصل. وشهدت المدينة موجات من العنف الطائفي بين السنة والشيعة بعد غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة عام 2003.

وتلعفر التي كان عدد سكانها قبل الحرب يصل إلى نحو 200 ألف شخص هي أحدث أهداف الحرب التي تدعمها واشنطن ضد الدولة الإسلامية بعد انتزاع السيطرة على الموصل عقب حملة استمرت تسعة أشهر وخلفت الدمار في أجزاء كثيرة من أكبر مدن شمال العراق.

ويمثل سقوط الموصل فعليا نهاية دولة الخلافة التي أعلنها التنظيم في أجزاء من سوريا والعراق عام 2014. وانقطعت تلعفر عن باقي الأراضي الخاضعة لسيطرة التنظيم المتشدد في يونيو.

وذكر الجيش الأمريكي أن عدد المدنيين الذين لا يزالون في المدينة يتراوح بين عشرة آلاف وعشرين ألفا.

ومثلما كان الحال في معركة الموصل، يعاني المدنيون في تلعفر.  وفرّت موجات من السكان من المدينة في الأسابيع التي سبقت بدء الهجوم. وتقول منظمات إغاثة وسكان تمكنوا من الهرب إنّ السكان المتبقين مهددون بالقتل على أيدي المتشددين الذين يحكمون سيطرتهم على تلعفر منذ 2014.

وقالت المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم الثلاثاء إنّ من فرّوا يعانون جفافًا وإعياء بعد ما تقوتوا عليه من خبز وماء يفتقر للنظافة على ما مدى ثلاثة أو أربعة أشهر.

ويصل البعض إلى مخيّمات النازحين وهم مصابون بجروح نتيجة نيران القناصة وانفجار الألغام.

وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس بعد أن أجرى محادثات مع مسؤولين عراقيين في بغداد إن فرنسا سوف تساعد في جهود إعادة البناء والمصالحة في العراق فيما يخرج من الحرب مع تنظيم الدولة الإسلامية.

وفرنسا شريك رئيسي في التحالف بقيادة الولايات المتحدة الذي يساعد بغداد في قتال التنظيم المتشدد الذي سيطر على مساحات كبيرة من العراق وسوريا في عام 2014. وقدم التحالف دعما جويا وبريا أساسيا للقوات العراقية في حملة استمرت تسعة أشهر لاستعادة السيطرة بالموصل المعقل الأساسي للدولة الإسلامية في العراق.

وأنهت استعادة السيطرة على الموصل فعليا دولة "الخلافة" التي أعلنها زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي على أجزاء من العراق وسوريا. وتم قطع بلدة تلعفر عن باقي المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم في يونيو.

وقال لو دريان في مؤتمر صحفي في بغداد مع وزيرة الدفاع فلورنس بارلي ووزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري "موجودون في الحرب وسوف نكون موجودين في السلم". وأضاف "حتى إذا لم تنته معركتنا المشتركة ضد داعش فإنها تدخل مرحلة الاستقرار.. المصالحة.. وإعادة البناء.. مرحلة السلام".

ومن المقرر أن يلتقي الوزيران الفرنسيان بقادة أكراد عراقيين في أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق شبه المستقل التي لعب مقاتلو البشمركة منها دورًا أساسيا في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وتتخوف فرنسا ودول غربية أخرى من أن استفتاء تخطط حكومة كردستان لإجرائه على الاستقلال الشهر المقبل يمكن أن يشعل صراعا جديدا مع بغداد ودول جوار تضم أعدادًا كبيرة من الأكراد خاصة إيران وتركيا.

ولم يذكر الوزيران العراقيان والجعفري مصير عائلات مواطنين فرنسيين حاربوا في صفوف الدولة الإسلامية وعثر عليهم في الموصل ومناطق أخرى استعادتها القوات العراقية من المتشددين. ويعتقد أنّ مئات الفرنسيين انضموا للتنظيم المتشدد.

 

تعليق عبر الفيس بوك