أحمد السلماني
كَشَفتْ مُشاركة اللجنة العُمانية للرياضة الجامعية ببطولة "اليونيفرسياد" للرياضات الجامعية، والتي تُنظِّمها تايوان الجميلة، ضرورة وضع "نقطة نظام" ليس لأن النتائج كانت دون الطموح، ولكن لأهمية دراسة الواقع الذي تعيشه ومنظومتها بشكل كامل لإعادة ترتيب أوراقها وضمان الحضور والمنافسة بالبطولات.. النتائج التي وَصَل إليها لاعبونا بتايوان أراها منطقية جدا، عطفا على ما توافر ويتوفر من إمكانيات، ونقول للاعبينا شكرا فـ"ليس بالإمكان أفضل مما كان"، ولا أعتقد أنَّ الثلاثة الأيام المتبقية من عُمر البطولة قادرين من خلالها على الوقوف بمنصة التتويج ولو ببرونزية واحدة نتغنَّى بها حتى "اليونيفرسياد" القادم، فهذه تحتاج عملًا جادًّا ومعطيات لا تتوافر حالياً، وإن لم نراجع ملف الرياضة الجامعية بشمولية فكل ما تفعله اللجنة إنما هو هدر للوقت والجهد والمال، ويحسب لها المشاركة بـ32 رياضيا وفي رياضات فردية.
ومع ذلك، فاللجنة مسؤولة عن نتيجة المشاركة رغم أنَّها لم تخرج عن المألوف وعن واقع الرياضة العمانية بشكل عام، من حيث كسر الأرقام الشخصية ليس إلا، فكان حريًّا بها توجيه كافة إمكانياتها نحو إعداد نخبة الرياضيين هؤلاء والتركيز عليهم؛ حيث من الملاحظ أنَّ النتائج كانت ترد بأنه "أجزاء من الثانية" كانت الفارق، نقدر ذلك ولكن الأجزاء من الثانية هذه تعني عزف النشيد الوطني على مسامع الأمم يا كرام، وتعني أنَّها تحتاج فنيين على مستوى عال من الخبرة للتعامل مع التفاصيل التي تُعْنَى بتقنيات خاصة هم أكثر من يدركها وتتعلق بتحسين الأداء والإنجاز الرياضي كتقنية "البيوميكانيكا"، والتي تشمل الدفع والسحب والحمل والوثب ولها علاقة بـ"ميكانيا الجسد"، وضمان الانطلاقة الأمثل والثقة بالنفس وتوزيع الجهد والعلاقة الطردية بين حركة الرياضي والعامل الزمني.
كثيرة هي الدول التي تَرَى في الرياضة الجامعية منجم من المواهب الرياضية التي تضمن بها التفوق والحضور القوي بين أقرانها عندما تشارك في البطولات الكبرى؛ وبالتالي صار حريا على الجهات ذات العلاقة بالرياضة الجامعية لدينا من فتح ملفها وإعادة ترتيب الأوراق ودراسة الوضع بشمولية؛ ومنها: وزارة الشؤون الرياضية الجهة المسؤولة عن اللجنة والمعنية بانتقاء الكفاءات الإدارية والفنية المتخصصة لإدامة دورة عملها، وليس هذا إنتقاصا في حق القائمين عليها الآن، ولكن نتحدث عن رؤية مستقبلية لها كذلك لا بد وأن تتحمل وزارة التعليم العالي مسؤولية ضمان الدعم من خلال التأكيد على الجامعات والكليات بضرورة توفير البنية والمرافق الرياضية بمؤسسات التعليم العالي حتى يتسنى للطالب ممارسة هواياته وصقل مواهبه، ومن ثم انتقاء الأفضل وضمان المشاركة المثلى، المكرمة السامية لمقام مولاي صاحب الجلالة كانت سخية والدعم الحكومي للجامعات والكليات الخاصة كبيرا في السنوات الأخيرة؛ فلماذا هي بلا مرافق رياضية سوى في ثلاث منها، أعتقد أنَّ مسألة منح التراخيص لها بهذه الوضعية بحاجة إلى إعادة نظر.
كما أتساءل عن مدى وجود المجالات والبرامج الرياضية التعليمية بمؤسسات التعليم العالي وعدم الاكتفاء بتخريج "معلم التربية الرياضية" فقط، بل ضرورة تنوع التخصصات كـ"الإدارة الرياضية"، و"التدريب الرياضي"، و"الطب الرياضي"، و"التخصص في الرياضات"، أعتقد جازما أنها غير موجودة، وهل بِتنا بحاجة ماسة لكلية رياضية متخصصة؟ ربما.
الإعلام الرياضي مسؤول عن فتح ملفات كهذه، ومسألة انتداب صحفي رياضي مع البعثات الرياضية الخارجية صار ضرورة حتمية من قبل "لجنة الإعلام الرياضي" بجمعية الصحفيين، وتحمُّل تكاليف سفره كاملة، طالما أنَّ المؤسسات الإعلامية في سُبات ولا تبعث إعلامييها؛ وذلك لضمان تغطية صحفية محايدة ومنصفة تبرز نقاط القوة وجوانب الخلل في المشاركات الخارجية لتكريم المجتهد والإشادة به ومحاسبة المقصر وهذه نقطة عامة ولا أقصد به هذه المشاركة، على كل حال "أهم شيء العلم كان يرفرف".