التنمية البشرية ومُواكبة المُتغيرات

الإنسان صانع الحضارة والتَّقدم، وهو هدف كل تنمية وتطوير، لذا تضع العلوم الحديثة التنمية البشرية على رأس عوامل الرقي والتقدم، والوسيلة الناجعة لبناء المجتمع وتحقيق الرفاهية، وهذا ما أدركته السلطنة مبكراً منذ أن تنامى الاهتمام بتطوير الكوادر وتنمية الإنسان، ويتجلى ذلك من خلال الفعاليات المتوالية على شكل مؤتمرات وحلقات عمل هدفها الأساسي تنمية الإنسان.

وتواصل السلطنة التقدم في معدلات التقدم في هذا المجال بشهادة مؤسسات دولية مرموقة، إدراكاً منها بأن الثروة الحقيقية للأمم تتمثل في شعبها القادر على البناء بسواعده واللحاق بركب الدول المتقدمة.

ومنذ بزوغ فجر النهضة المباركة تتبنى السلطنة مفهوماً واسعاً لتنمية الموارد البشرية؛ حيث تضع الإنسان على رأس هرم التنمية، باعتباره الهدف والغاية، وليس وسيلة فقط لتحقيقها حسب المفهوم التقليدي للتنمية، لهذا اهتمت كافة خطط التنمية السابقة بتنمية الموارد البشرية وفق هذا المفهوم الواسع.

فمن خلال انتهاج سياسات وآليات عملية متكاملة لتنمية الموارد البشرية، نجحت الدولة في أن تنتقل بمجتمعنا للتماشي مع معطيات القرن الحادي والعشرين، إذ تتركز الجهود على تنمية الموارد البشرية بأوسع معانيها.

ولقد شهدت مدينة صلالة خلال الآونة الأخيرة حزمة من الفعاليات البارزة، في وقت تتحول فيه هذه المدينة الرائعة نحو سياحة المؤتمرات، لاسيما خلال فترة مهرجان صلالة السياحي. ولقد كان آخر هذه الفعاليات المتخصصة المؤتمر الخليجي لتطوير الكوادر البشرية والذي عقد على مدى يومين بمُشاركة عدد من الخبراء والمعنيين بهذا المجال محليًا وإقليميًا.

وبوجه عام فإنَّ التنمية البشرية في السلطنة تتسم بالشمولية ولا تقتصر على تطوير الكوادر الوظيفية والمهارات المهنية المختلفة، وإنما تبدأ نظرياً وعملياً من المدرسة؛ حيث يبدأ العمل على بناء جيل مجيد قادر على التعلم المُستمر وتحمل مسؤولية التنمية وبناء الوطن، والتعامل مع الحياة العصرية ومُعطياتها التقنية.

إنَّ التحولات التي يشهدها العالم وما تقتضيه الضرورات من مواكبتها، تفرض على الجميع أن يسرع نحو تعزيز القدرات البشرية للعاملين في شتى مجالات العمل، سواء الحكومي أو الخاص، والحفاظ على استدامة التدريب والتأهيل، بما يكفل استمرارية تلقي المعارف، وشعور الموظف بقدرته على الإنتاج والعطاء بلا حدود.

تعليق عبر الفيس بوك