تسهم الطبيعة العمانية الرائعة وما تزخر به من مواقع سياحية ومزارات، في تحفيز عشاق العدسة ومحبي التصوير، وبالتوازي ساعدت التقنيات التصويرية التي أفرزتها الثورة التكنولوجية هؤلاء على الارتقاء بإبداعاتهم إلى عنان السماء، فنقلوا لنا واقعا مختلفا ورسموا صورة غير تلك التي اعتدنا رؤيتها، لينقلوا بعدا آخر من الجمال العماني الأخّاذ.

وكتاب "عمان من السماء" الذي يحفل بالعديد من الصور الإبداعيّة التي التقطتها عدسة الشيخ أحمد بن سويدان البلوشي، من خلال كاميرا طائرة، الأول من نوعه الذي يحتفي بالمناظر الطبيعية العمانية، وفق زاوية رؤية لم يتطرق إليها أحد قبله، وبحس فنّي، يعكس روح الفنان التي تسكنه، والنظرة الجمالية للأشياء التي يتميّز بها.

الكتاب الذي يقع في 226 صفحة من القطع العرضي الفاخر، ويعد ثمرة جهد المؤلف في توثيق مناظر خلابة في محافظات وولايات مختلفة بالسلطنة، سعى من خلالها لتسليط الضوء على جماليّاتها وروعتها وفرادتها.

والمؤلف الذي احتل عدة مناصب بارزة في الدولة، وظّف تقنية التصوير الجوي الحديثة التي ساعدت على استجلاء الكثير من جماليات المعالم ومنح المتصفح تجربة فريدة، كي يتأمل روعة الخالق فيما أبدع من سهول تكسوها الخضرة، ورؤوس جبال تناطح السماء، وقمم من الكثبان الرملية تلمع بلونها الأصفر لتضاهي شعاع الشمس الذهبي.

ورغبة من المؤلف في إبراز الطبيعة العمانية الخلابة، سيتم اليوم في صلالة افتتاح معرض للصور الفوتوغرافية يحمل نفس اسم الكتاب، ينقل من خلاله البلوشي ما رصدته عين الكاميرا ونُشر في الكتاب، ليراه الزائر للمعرض في لوحات فنية تنبض بالحياة.

المبادرة التي قام بها مؤلف الكتاب تستحق الإشادة، لما تسهم به من أدوار في التعريف بالمواقع العمانية الطبيعية وما تزخر به من جمال يضاهي دول أوروبا وآسيا التي تشتهر بالسياحة، لذلك يمكن القول إنّ الكتاب والمعرض يمكنهما أن يتحولا إلى سفيرين للسياحة العمانية في الخارج، إذا ما جرى الترويج للكتاب وتسويقه في الدول المستهدفة من الجذب السياحي، علاوة على تنظيم المعرض في أكثر من محافظة داخل السلطنة، وكذلك تنظيمه في عدد من الدول الشقيقة والصديقة.

إنّ العمل المُتقن يلقى الإشادة من مختلف الفئات، ويحقق النجاح من أول لحظة يولد فيها، والسر في ذلك، حب العمل من قبل صاحبه.. إنّها دعوة مفتوحة كي يسهم كل عماني عاشق لتراب هذا الوطن المعطاء بما تجود به نفسه دعمًا لوطنه ونهضته والتنمية الشاملة فيه.