برشلونة .. والملفات العالقة

حسين الغافري

يعيشُ برشلونة هذا العام واحداً من أكثر فُصول الصيف تعقيداً من نواحٍ عديدة. الفريق ورغم تحقيقه للقب كأس الأبطال الدولية في الولايات المُتحدة الأمريكية بعد ثلاثة انتصارات متتالية آخرها بالكلاسيكو، فجر الأحد، على الغريم التقليدي ريال مدريد بثلاثية. إلا أن عدداً من الملفات لا تزال عالقة وتنتظر البت فيها من أجل تصحيح المسار، والعودة إلى جادة المجد بعد موسم اعتبره المحبون بأنه "للنسيان"، رغم تحقيق لقب ثالث على التوالي في بطولة الكأس المحلية ووصافة الدوري بفارق نقطة يتيمة عن الملكي ريال مدريد وربع نهائي الأبطال.

وقبل أن نتطرق لملفات برشلونة العالقة هذا الصيف، ينبغي أن نستوعب أنَّ الفريق يرتبط نشاطه في السوق الكروية بغريمه التقليدي الآخر، والعكس صحيح. أي أنَّ وضع برشلونة الحالي وضرورة التغيير أسهم فيها ريال مدريد بشكل غير مباشر؛ من خلال تحقيقه ثلاثة ألقاب في دوري الأبطال الأوروبي آخر أربعة مواسم منها واحد قبل أقل من شهرين ولقب الليجا المحلية. استقرار ونجاح أحد الكبيرين يعني أجواء مشحونة عند المنافس تستوجب التصحيح السريع والتدارك المُبكر من أجل العودة للألقاب. ولو أن فريقاً آخر حقق اللقبين غير ريال مدريد لكان الوضع أقل تأثيراً بالنسبة لبرشلونة، وكما قُلنا فالعكس صحيح عند الآخر، هو أمر صنعه الإعلام بشكل كبير، وانتقل لجمهور الفريقين، وأوجد أموالا طائلة المستفيد الأول منها هما الناديان.

*****

 

برشلونة حتى الآن لم يفهم جمهوره مُتطلبات وغايات دخوله السوق الكروية.. الفريق تشكّلت لديه ملفات عديدة عقَّدت موضوع التعاقدات الجديدة غير المتوقعة. ثيو هرنانديز وسيبايوس بعد إرتباطهما ببرشلونة لفترات طويلة وخطف الريال لهما في آخر المشوار عجّل بحل مشكلة الظهير الأيمن في انتداب سيميدو البرتغالي من بنفيكا بمبلغ وصل إلى 35 مليون يورو مع المتغيرات بدون ضجيج إعلامي. أيضاً من الإصلاحات في الفريق تخلصه من المدافع الفرنسي ماثيو إلى سبورتنج لشبونة.

المشكلة الجديدة هي ارتباط اسم البرازيلي نيمار بباريس سان جيرمان الفرنسي واقتراب خروجه من النادي الكتالوني في ظل عدم وجود تصريح رسمي من اللاعب بالبقاء أو الخروج؛ الأمر الذي أسهم في تعزيز الشائعات. ومع كلام زملائه بالفريق عن أمنياتهم ببقاء نيمار، إلا أنَّ البرازيلي لا يزال صامتاً في موضوعه. بينما برشلونة سلَّم الأمر وذكر رئيسه خلال أحد اللقاءات التليفزيونية بأن خروجه يتطلب كسر عقده البالغ 222 مليون يورو. نفهم من كل هذه الضجة أن نيمار بات قريباً من الرحيل عن النادي الكتالوني الذي عاش معه أربعة مواسم حقق خلالها العديد من الألقاب، وبعد أن كان يراه الكثيرون بأنه مشروع للمستقبل بعد اعتزال ليونيل ميسي النجم الأول بالفريق. وشخصياً أرى أن ضرر خروج البرازيلي ليس كبيراً إن عرف برشلونة كيف يستغل الأموال وانتدب خيارات بجودة عالية وفي مواقع مهمة.

*****

وختاماً، برشلونة عليه وضع بدائل عديدة في مختلف المراكز والتفكير في بدلاء شباب. نيمار ليس نهاية المطاف، صحيح أنه لاعب من طراز عالٍ وبإمكانيات هائلة، إلا أنه منذ مجيئه ومشاكل النادي في ازدياد وتبعات الانتقال لا تزال إلى اليوم. خُروجه يعني أنَّ النادي سيكسب أموالًا كبيرة تُتيح له الظفر بلاعبين اثنين بجودة عالية أمثال ديبالا وجريزمان وديمبلي؛ إذا ما علمنا أنَّ باولينهو وكوتينهو خيارات لتعزيز وسط الميدان الضعيف نسبيًّا بعد تراجع مستوى إنيستا ورحيل تشافي وعدم تأقلم توران وحاجة سواريز للوقت. النادي الكتالوني بحاجة لأكثر من تعزيز خصوصاً في خط الوسط وبديل لنيمار القريب إلى المغادرة لموازنة الفريق بشكل تنافسي أكثر. السوق الكروية هذا الموسم وجد فيها الإعلام ضالته في برشلونة وقضاياه.. والسؤال الأخير: كيف سيكون الشكل عند نهاية سوق الانتقالات؟!

HussainGhafri@gmail.com