المعتصم البوسعيدي
لم يدر بخلدي يوماً أن أجد هذا الكم من نجوم الرياضة العالمية في السلطنة، الأمر الذي لم يكن يتأتى لولا الاستغلال المثالي للمقومات السياحية لمحافظة ظفار عنوان الأصالة والعراقة والأجواء الخريفية الساحرة.
أندية عالمية أوروبية بالتحديد تقيم معسكراتها الاستعدادية للموسم الجديد في محافظة ظفار؛ حيث تم تجهيز الملاعب الخاصة بذلك بما فيها ملاعب الجامعات ومجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه، وإقامة بطولة دولية على مجمع صلالة الرياضي واستاد السعادة، بطولة شهدت وتشهد تألق لافت لأفضل لاعبي العالم مع حضور جماهيري غفير من الداخل والخارج، وقد نال الإعداد – كما يبدو - على رضا الأندية من أجهزة إدارية وفنية وحتى لاعبين؛ نظير تسخير كل الإمكانيات وتوفير جميع التسهيلات، ولعلَّ وجود الخطط المستقبلية واستشعار قيمة الاستثمار الرياضي كان أحد أسباب هذا النجاح الرائع.
في الطريق المؤدي لعين "صحلنوت" تفاجأت بتوقف بسيط للحركة بسبب مرور طواف ظفار للدراجات الهوائية، وانبهرت - لاحقاً - بانبهار الأبطال المشاركين في الطواف الذي اعتبروه أحد أجمل سباقات العالم؛ لتنظيمه والمسارات المختارة التي تعبر عن جمال لا مثيل له رغم صعوبته وخاصة المناطق الجبلية المليئة بالتحديات الطارئة؛ كظهور بعض الحيوانات أو انعدام الرؤية للضباب الكثيف، وكم كان جميلاً منظر تتويج الأبطال عند متحف أرض اللبان في منطقة البليد الأثرية مع وجود البطل المحلي بين الكبار.
حلبة السباقات العالمية في محافظة ظفار إضافة نوعية على مستوى السلطنة، وانطلاق أحد جولات العالم في "الفورمولا1" مع بدء موسم الخريف تعتبر "ضربة معلم"، وحلبة "أوفير" بمسماها ذي الدلالة الحضارية العميقة باتت معلما سياحيا أيضاً يقصده السياح من مختلف بلدان العالم، وأن نشاهد فرق كالفراري والمرسيدس على أرض السلطنة فهذا مكسب وأي مكسب لرياضتنا التي تتوالى منجزاتها وإنجازاتها المختلفة، ولقد شدني -أيضاً- عند التجمعات المائية الكبيرة في دربات وجرزيز والمغسيل وغيرها العمل الترويجي للاتحاد العماني للسباحة وإقامة مسابقة للغطس الحر بحضور أبطال السباحة العالميين الأمريكي مايكل فيلبس والاسترالي ايان ثورب.
ما يثلج الصدر وجود مركز تأهيل وتدريب الابطال في "مدينة الحق" بالمحافظة وتقاطر مجموعة كبيرة من نجوم العالم خاصة أبطال الألعاب الفردية كالقوى والتنس واختيارهم لمحافظة ظفار – بالتأكيد – لم يكن صدفة؛ بل عن وعي وتخطيط سليم، فهنا جاء النجوم للأجواء المثالية مع أرتفاع الأرض عن سطح البحر وللاستشفاء وإعادة التأهيل الذهني والبدني لبطولاتهم القادمة، والأجمل من كل ذلك احتكاك رياضينا بهم والاستفادة الكبيرة منهم في ضوء الاتفاق الذي أبرمه المركز مع هؤلاء النجوم، إضافة للتركيز الجيد على أبطال المستقبل من البراعم والنشء وأخذهم لجرعات تدريبية من كوكبة النجوم القدامى والخبراء العالميين من أمثال هشام الكروج وبيت سامبراس وغيرهم والذين يلعبون نفس الأدوار في مراكز التأهيل الأخرى بالجبل الأخضر وخصب بمحافظة مسندم وقد يكون هناك مركزين جديدين في جبل شمس وجزيرة مصيرة حسب آخر الأخبار.
عند الساعة الثانية مساءً وفي سهل أتين "تنزقت" من حلم اليقظة وصوت ينادي عليَّ: تريد لحم "مقدد ولا مشاكيك" فقد تأخرنا على العائلة وعلى "البطون" التي تغيب معها "الذهون"، وحلم يقظتنا صار في "خبر كان" أو بالأحرى في "مهب" الخريف الجميل، ولا مفاجأة يا رياضتنا ولا هم يحزنون!!