23 يوليو.. وللنهضة الرياضية نصيب

 

حسين الغافري

 

(1)

تعيش السلطنة - ولله الحمد - هذه الأيام احتفالات واسعة بيوم النهضة المُباركة السابع والأربعين المجيد منذ تولي مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- دفة الحكم ناطقاً في أول خطاباته بلغة العمل عندما قال: "سأعمل بأسرع ما يمكن لجعلكم تعيشون سعداء لمستقبل أفضل". وها نحن اليوم نعيش ولله الحمد هذا المستقبل الأفضل تحت ظل قيادة جلالته الحكيمة الذي رسمه وأساسه يومها في عزة وشموخ. وتِجسّد النُطق السامي إلى واقع نعيشه اليوم من خلال منجزات نراها شامخة يوماً بعد آخر، ومتغيراتٍ كبيرة كان ولازال مِحورها الأول هو الإنسان العماني وراحته وأمنه واستقراره.

 

(2)

إنّ الفكر السامي لجلالته منذ بزوغ فجر النهضة رسم لعُمان طريقها الذي يحق لها أن تفتخر وتُفاخر فيه، وأن تُخلده صفحات التاريخ، ويُدرّس في أرقى الجامعات فقد حَمَلَ الإنسان العُماني آفاقاً رحبة واسعة بعد ظلامٍ حالك كان يعيشه، فوصل التعليم إلى كُل بقعة من بِقاع عُمان، وشقت خدمات البُنية التحتية طريقها إلى كل عائلة حيثما وتقّطن؛ ثقةً من جلالته -حفظه الله - بِقُدرات كل أبناء شعبه في المساهمة والمشاركة الفعلية في التنمية الوطنية الإيجابية. وهو ما نفتخر به جميعاً ونشعر من خلاله بالاعتزاز لكل ما تحقق في مختلف قطاعات التنمية المستدامة.

 

(3)

وقد حظي قطاع الشباب والرياضة باهتمامٍ واسع من لدن جلالة السلطان -حفظه الله- لإيمانه الكبير بدور الشباب وعلى أهميّة الرياضة، فالشباب هم عِماد كل الأمم ومستقبلها وأساسها الحاضر. وقد كان توجيه جلالته حفظه الله بأن يكون عام 1983م عاماً للشبيبة دلالة واضحة على حرصه واهتمامه المتواصل في الدفع بقدرات الشباب بما يخدم خطط التنمية في البلاد. فكانت التوجيهات السامية تأخذ طريقها باستمرار في تعزيز النشاط الرياضي والحركة الشبابية طوال عمر النهضة من خلال اللجان والأندية والمعسكرات ورفع مستوى الاهتمام الرياضي إلى إنشاء وزارة الشؤون الرياضية عام 2004م تكون نقطة التقاء الجهود الشبابية قاطبة وتعمل وفقاً لاختصاصات المرسوم السلطاني على: اقتراح وتنفيذ السياسات العامة للرياضة ووسائل النهوض بها وإعداد الخطط والبرامج اللازمة لتطويرها، والاهتمام بالمنافسات الرياضية والعمل على رعاية المتفوقين فيها، بالإضافة إلى دعم الهيئات الخاصة العاملة في المجال الرياضي والرقابة والإشراف عليها وفقاً للقوانين والأنظمة المعمول بها وغيرها من الاختصاصات التي تهدف إلى تنظيم وتجسيد الفكر السامي لجلالته من خلال الاهتمام الكبير بالرياضة والشباب، وسبقها إنشاء اللجنة الأولمبية العمانية بهدف تعزيز الثقافة الرياضية ونشرها في السلطنة.

 

(4)

إنّ الاهتمام السامي بالرياضة لدلالةُ واضحة على رؤية جلالته الثاقبة بضرورة الاهتمام بفئة الشباب وتخصيص الأندية والحاضنات والمعسكرات الرياضية والكشفية كبيئة حاضنة لتطوير قُدراتهم وصقلها بما يعود بالنفع ورفع علم السلطنة في المحافل الرياضية القارية والعالمية. ومن هنا نحن بحاجة إلى استلهام رؤية جلالته دائماً وفي مختلف المحافل والمناسبات ومضاعفة الجهود بفئة الشباب واحتوائهم. حفظ الله جلالته وأمدّ في عمره وجعلهُ ذُخراً وفخراً لعمان وشعبها الأوفياء.