أكثر من 270 ألف طائرة في أجواء السلطنة بنهاية يونيو الماضي

الزعابي: إنجازات "الطيران المدني" ترجمة للرؤية السامية لتطوير كافة الخدمات الجوية

 

 

10% متوسط زيادة سنوية في حركة الطائرات العابرة

استثمارات متنامية في مجال أنظمة الملاحة الجوية وتهيئة بنيتها الأساسية

السلطنة توقع 92 مع دول العالم في مجال النقل الجوي منها 31 للأجواء المفتوحة

 

 

مسقط – الرؤية

 

رفع سعادة الدكتور محمد بن ناصر بن علي الزعابي – الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني - أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي، بمناسبة يوم النهضة المجيد، وقال: بالأصالة عن نفسي ونيابة عن جميع الزملاء بالهيئة والزملاء في اللجنة الفنية المشرفة على متابعة مشاريع المطارات أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى المقام السامي لمولاي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه وأمد في عمره وأبقاه ذخراً لعُماننا الغالية، كما نهنئ الشعب العُماني الأبي بهذه المناسبة الغالية والتي يتجدد معها وفي كل عام عهد الوفاء لما أنجز في العهد الميمون لباني مجد عُمان الحديثة.

وأكد سعادة الدكتور الزعابي أن ما نشهده اليوم من إنجازات عظيمة في قطاع الطيران المدني والتي وضعت السلطنة في محل مرموق من التنافس العالمي على مستوى أمن وسلامة الطيران والبنى الأساسية لقطاع الطيران المدني والخدمات الجوية المقدمة ما هو إلا ترجمةً للرؤية السامية لمستقبل هذا القطاع الحيوي الواعد، وامتثالاً لذلك فلم تتوانى الحكومة الرشيدة في تقديم الدعم اللازم لتنفيذ هذه الرؤية الحكيمة لتتجلى كما نراها اليوم على ارض الواقع من خلال ما حازته السلطنة من مكانة عالمية في مجالات الطيران المدني المختلفة. كما كان للتعاون الكبير لجميع شركاء الهيئة من جهات حكومية وشركات القطاع الخاص الدور الجلي بتكاتفها وتناغمها مع الهيئة نحو هدف سامٍ ألا وهو الوصول إلى الريادة العالمية في صناعة الطيران المدني.

وتعمل الهيئة العامة للطيران المدني ومنذ إنشائها على ترجمة الاهتمام الكبير الذي أولته الحكومة الرشيدة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد - حفظه الله ورعاه - وما تأتى من إنجازات كبيرة بارزة خلال الفترة الماضية في قطاع الطيران المدني ما هي إلا جزء من سلسلة عريضة من إنجازات النهضة المُباركة، عكست أهمية هذا القطاع الحيوي الذي يعد جزءً مُهماً من المنظومة اللوجستية وبوابة عُمان الجوية المُشرّفة.

ونفذت الحكومة ممثلة بوزارة النقل والاتصالات استثمارات كبيرة في البنية الاساسية لقطاع الطيران في السلطنة من خلال تطوير المطارات القائمة وإنشاء مطارات جديدة في مواقع استراتيجية على خارطة البلاد لتكون محاور التقاء مشرق العالم بمغربه، ولتصبح نقاط ذات أهمية على خارطة العالم وموطئاً يجذب شركات الطيران العالمية، وكما نرى اليوم مطار صلالة الذي يعد واحداً من أحدث المطارات في العالم، ومطار صُحار الذي فتح أبوابه مؤخراً للرحلات الدولية، ومطار الدقم الذي أصبح على مقربة من الإنجاز الكلي ليصبح بوابة نحو مستقبل اقتصاد البلاد، ومطار مسقط الدولي الذي سوف يكون شاهداً على تاريخ وحضارة عُمان بما يحوي من تحف معمارية متقنه وتقنيات حديثة متطورة ورائدة، هذه المطارات جميعها ذات الطابع العالمي الحديث إنما هي  منجزات للنهضة المباركة يفخر بها أبناء هذا الوطن المعطاء.

وتجلى الاهتمام في الدعم الكبير الذي قدمته الحكومة في مجالات هذا القطاع المختلفة، ومنها إنشاء هيئة مستقلة تُعنى بتنظيم الطيران المدني لتعمل بتناغم مع التغيرات المتسارعة في قطاع الطيران المدني ومع الأنظمة الدولية وقوانين الطيران العالمية، وقد انتهت الهيئة مؤخراً من إعداد مسودة قانون الطيران المدني العماني ويجري حالياً التنسيق مع الجهات المعنية لإبداء مرئياتهم عليه، وقامت كذلك بتحديث واستحداث التشريعات والسياسة التنظيمية اللازمة لرفع مستوى أمن وسلامة الطيران ولفتح مجال الاستثمار امام القطاع الخاص في أنشطة الطيران المدني المختلفة لتتواكب مع عجلة التطور المستمر في هذا المجال وذلك بخطط واعية لاستراتيجية موقع السلطنة الجغرافي ورؤية متطلعه إلى مستقبل صناعة الطيران في السلطنة.

وعملت الهيئة على توسيع شبكة النقل الجوي بين السلطنة ودوّل العالم بسياسة واضحة ترمي إلى فتح مجالات الاستثمار واستقطاب شركات طيران عالمية وفتح خطوط جوية للناقلات الوطنية ، ليسهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية للدولة ، وليكن أحد القطاعات غير النفطية التي تصب إيراداتها في الناتج المحلي الإجمالي، باعتباره قطاعاً مهماً في المنظومة اللوجستية للسلطنة. وامتثالاً لتوجيهات الحكومة نحو إنشاء شركة قابضة لتوحيد الاستراتيجيات وتطوير القطاع تجمع مقدمي الخدمات الجوية في السلطنة تحت مظلتها، وقد انتهت الهيئة مؤخراً من دراسة فصل مقدمي الخدمة (الملاحة والارصاد الجوية) عن الهيئة.

ومن أبرز الإنجازات في المجال التنظيمي: الانتهاء من مسودة السياسة العامة للطيران المدني، وتفعيل أنشطة الطيران العالم وفتح مجال الاستثمار للقطاع الخاص، والسماح بالتشغيل الفعلي لأول طيران اقتصادي في السلطنة، بالاضافة إلى إصدار موافقة للشركات التي اجتازت معايير التقييم المبدأية للطيران العام، وبلغ عدد الاتفاقيات التي وقعتها السلطنة مع دول العالم في مجال النقل الجوي 92 اتفاقية منها 31 إتفاقية للأجواء المفتوحة، كما أصدرت الهيئة العامة للطيران المدني الموافقات اللازمة لعدد من شركات الطيران لتسيير رحلات محلية ودولية لمطار صحار، وخلال الأشهر الماضية سمح بالتشغيل الفعلي لأول طيران اقتصادي في السلطنة.

وكان للهيئة انجازات في المجال الدولي والاقليمي وعلى رأسها عضوية المجلس التنفيذي للهيئة العربية للطيران المدني ورئاسته، واجتياز السلطنة للدورة الثالثة للتدقيق على امن وتسهيلات الطيران بنسب امتثال عالية. 

ومن خلال الاستغلال الأمثل لمكانة السلطنة العالمية ولموقعها الجغرافي المميز على صعيد الحركة الجوية كون أن المجال الجوي العماني يربط دول شرق العالم بدول الغرب في وقت قياسي، وهذا ما يجعل حركة الطائرات العابرة في تزايد مستمر بمتوسط زيادة سنوية تقدر بحوالي 10%، وخلال عام 2017 بلغ إجمالي عدد الطائرات العابرة والقادمة والمغادرة من مطاري مسقط وصلالة حتى نهاية يونيو إلى 270.25 ألف طائرة وبهدف رفع مستوى السلامة والامن للحركة الجوية وضمان انسيابيتها وبعين تتطلع للريادة الإقليمية بل والعالمية في تقديم افضل الخدمات الجوية، فقد استثمرت الحكومة خلال الفترة الماضية في تطوير أنظمة الملاحة الجوية وتهيئة بنيتها الأساسية حتى أصبحت السلطنة يشار إليها بالبنان لما وصلت اليه من تطور وتقدم.

وفي هذا المجال تحققت عدة انجازات على رأسها إقامة أكبر وأحدث مركز للمراقبة الجوية وليوفر الخدمات الجوية على مستوى الشرق الأوسط بتقنيات حديثة ومتطورة تعد الأحدث على مستوى العالم، كما اقيم برجي مراقبة جوية في مطاري مسقط الدولي وصلالة بتجهيزات متطورة وتقنيات عالية الجودة، وأضيف أيضا قطاع جوي سادس مع إضافة تحسينات على بقية القطاعات الجوية الاخرى، وتضمن التطوير العمل بأجهزة من الجيل الحديث ذات المواصفات المتعددة والتي يتميز بها نظام إدارة الحركة والتي تعزز من مستوى سلامة وأمن الطيران، وعلى رأس الانجازات التي تفخر بها الهيئة هي الكادر البشري الوطني المدرب والذي يعمل على مدار الساعة باحتراف ومهنية واتقان سعيا لأسمى مستويات العطاء والانتاجية.  

وعلى مستوى الأرصاد الجوية والتي تدعم الخدمات الجوية لحركة الطيران من خلال تزويدها بمعلومات وبيانات الطقس اللازمة بالإضافة إلى خدمة المجتمع والمؤسسات المستفيدة بتزويدها بالنشرات الجوية اليومية والتحديثات المستمر، وكذلك رصد ومتابعة الحالات الجوية المختلفة التي تتعرض لها السلطنة أحياناً، وما تم اضافته مؤخراً من أجهزة لرصد حركة أمواج المد البحري "تسونامي"، فقد اهتمت الهيئة كذلك بتطوير هذه الخدمات ولتحسين دقة المخرجات ولرفع مستوى الجاهزية والوعي العام واتخاذ التدابير الاحترازية لتلافي تأثير كوارث الطقس والتسونامي ورصد ومراقبة الأخطار البيئية والمناخية المختلفة، وليكون للأرصاد الجوية العمانية مكانتها المشهودة في المنطقة، فقد شهدت الأرصاد الجوية العمانية إنجازات وطنية كبيرة، منها: المركز الوطني الرائد للانذار المبكر من المخاطر المتعدد، وهو مجهز بأحدث التقنيات، بالاضافة إلى تركيب عدد 4 رادات لمراقبة الطقس موزعة على مناطق السلطنة، وزيادة عدد محطات الرصد الجوي في مختلف مناطق وولايات السلطنة والتي بلغ عددها حتى الآن 72 محطة وذلك في إطار خطة تهدف إلى أن تصل عدد المحطات مع نهاية العام الجاري إلى 77 محطة.

وتنفذ الهيئة حالياً البرنامج الوطني للرقابة على سلامة الطيران بالتعاون مع برنامج تعزيز القدرات الوطنية الذي تشرف عليه أمانة مجلس الأمن الوطني بالمكتب السلطاني وبدعم من الهيئة العمانية للشراكة من أجل التنمية.

 

تعليق عبر الفيس بوك