الرؤية ـ المعتصم البوسعيدي
عند الانتهاء من الموسمِ الكروي في كُلِ بقاعِ العالم تدخل الأندية في "استراحة مُحارب" قصيرة؛ حيثُ إن التحضير للموسم الذي يليه يتطلب عملا وجهدا كبيرا أكثر من العملِ ذاته خلال مراحل الموسم؛ ذلك لأنّ الاستعداد تُبنى عليه النتائج والإنجازات.
إن الموسم الكروي القادم لكرة القدم العُمانية يدخل بسقوط كلمة "المُحترفين" من مسماه لاعتبارات تبدو تنظيمية أو كما علق أحدهم "لاتباع سياسة التقشف حتى في المسميات في ظل الأزمة الاقتصادية"!!، وعمومًا فإنّ "الميركاتو" الصيفي بدأ فعلاً، وثمة أندية حسمت مجموعة من الصفقاتِ في مؤشرٍ واضح لحجمِ ورغبة التنافس على البطولات، فهل سيكون "الميركاتو" هذه المرة "أصدقُ أنباءً" مما سبق، أم أنّ الواحة ـ في بعضِ الأحيان ـ سراب تبعه لاهِثٌ في صحراءٍ قاحلة؟! وهل سيتعزز "الميركاتو" الصيفي باستعداد جيد للأندية أم أنّها ستصحو قُبيل البداية لتقول: "من بعثنا من مرقدنا"؟
المالُ يُمثل العصب الذي يعيش عليه "الميركاتو"، ومع المال لا بد من التخطيطِ السليم لمتطلباتِ النادي وماهية التعاقدات التي تُعزز تشكيلته سواء من اللاعبين المحليين أو الأجانب على حدٍ سواء، بالإضافةِ إلى الأجهزةِ الفنيةِ والإدارية، ولا شك أن "الديمومة" غير موجودة بأنديتنا، والأهداف لحظية سرعان ما تتلاشى؛ لمديونية موسم، أو لتغير إدارات، ويندرُ أن يحافظ النادي على مكوناتهِ خلال الموسم أو من بعده، والمصير "على كف عفريت"، وكم من "ميركاتو" صيفي يثبت فشله؛ نظير "ثورة" الإقالات والاستغناءات التي تتم في "الميركاتو" الشتوي!!.
يتصدر نادي السويق عناوين "الميركاتو" الصيفي تمامًا كما حدث في الموسمِ الماضي، والنادي يحظى بدعم سخي من قبلِ أصحاب السمو على وجه الخصوص، ولعلَّ الفوز بالكأس الغالية رأب صدع نتائج الدوري والبطولة الخارجية، وفي اعتقادي أنّ الصفقة الأبرز للنادي تعاقدهم مع صائد البطولات المدرب الروماني "إيلي بلاتشي"، وعلى الرغم من استعادة السويق لنجمه فايز الرشيدي إلا أن الحديث عن رحيله ـ المُحتمل ـ للدوري السعودي خطوة نتمنى من شعاع الشمس دعمها "وليؤثر النادي على نفسه ولو كان به خصاصة" لمصلحة اللاعب من جهة وكرة القدم العُمانية من جهة أخرى، مع نجاح النادي ـ نظريًا ـ في صفقاته الأخرى وتجديده لعقودِ البعض في انتظار نجاحها على العشب الأخضر.
حامل اللقب الزعيم الظفاري يبدو "واثق الخطوة يمشي ملكًا" بإيقاع ضابطه الشيخ علي الرواس الذي أطلق تصريحات أوضحت رموز النجاح واستشرفت المستقبل، رافعًا راية التحدي مشبهًا منافسة فريقه "بمحاولة القفز من فوق سور الصين العظيم"، فاتحًا لتحرير أسعار اللاعبين "ومد لحافك على قد رجولك" والنادي حتى الآن بثلاثة لاعبين جُدد مع تجديد عقد لاعبين وبخطة إعدادية باكورتها ستكون في أوروبا تجعله كما قال الشيخ: "ولت السنوات العجاف"، أمّا الشباب وصيف البطل فغادره هدافه البرازيلي لوكاس، والكلام يحوم أيضًا حول رحيل نجمه السوري عمرو جنيات، إلا أن النادي أعلن مُبكرًا عن مدربه الوطني الجديد علي الخنبشي وحافظ على مجموعةٍ من لاعبيه مع تعاقدات محلية جديدة؛ رغبةً في الحفاظِ على مُكتسباتِ الموسم المنصرم.
بقية الأندية تبدو الصورة فيها غير مُكتملة حتى الآن، واكتفت على الأغلبِ بتجديدِ عقود بعض لاعبيها، والحديث يدور عن العبء المادي للأنديةِ ومنها أندية الصف الأول كنادي فنجا الذي تتساقط أوراقه منذ تحقيقه اللقب قبل موسمين، أما الوافدون الجُدد من الأندية؛ لا شيء جديد في "الأفق" والطيور "ستطير بأرزاقها" ما لم تتحرك بشكل سريع ربما ستقع في المثل الرياضي "الصاعد هابط"، وأصبح الوضع مُعقدا في ظل نظام الصعود والهبوط الجديد الذي أعلن عنه الاتحاد، مع استحداث بطولة جديدة.
السخونة الأعلى في "الميركاتو" الصيفي جاءت من الخارج بعد السماح للأنديةِ السعودية بالتعاقد مع حارس المرمى ضمن اللاعبين المحترفين الأجانب، "فقامت الدنيا ولم تقعد" بين السعودية وعُمان، فبعد الحديث عن فايز الرشيدي لحراسةِ عرين نادي الرائد، دخل على الخط الأمين علي الحبسي الذي يُنتظر ـ فقط ـ الإعلان الرسمي لدخوله معقل الزعيم الهلالي، خطوةٌ شابها الكثير من الكلام بين المؤيد والمعارض، ولا ريب أن التحدي الجديد لعلي "كشعرة معاوية" دون التشكيك في قدرتهِ على التفوقِ ولا على قيمةِ الهلال زعيم الأنديةِ ونادي القرن في آسيا، وسيبقى الجمهور العُماني متطلعًا ومساندًا لإحتراف نجوم الرياضة العُمانية لما فيه من تطوير ذاتي ينعكس على الكرة العُمانية، والمنتخب بشكل خاص.