عودة الأمل إلى سوريا

 

تتهادى رسائل الأمل في سوريا مع تواصل قوافل عودة النازحين والمشردين إلى ديارهم في عدد من المدن السورية، بعد تأكيدات بوجود تحسن سياسي واجتماعي نسبي طرأ على الأوضاع هناك؛ حيث خف ضجيج آلة الحرب وبدأ نفوذ المسلحين ينحسر مع استمرار تقدم قوات الجيش السوري ونجاحه في طرد التنظيمات المسلحة من المدن السورية.

ولقد انعكس ذلك في عودة الآلاف إلى ديارهم بعد أن بدأ الشعور بالأمان يمد ظلاله الوارفة على شوارع حلب وحماة وحمص ودمشق؛ خاصة وأن مفوضية الأمم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين كشفت أنّ نصف مليون نازح سوري تقريبا عادوا إلى ديارهم هذا العام، بدافع من قناعاتهم بحدوث تحسن أمني في أجزاء من البلاد، فقد عادوا لتفقد ممتلكاتهم ومعرفة أخبار ذويهم، بعد أن دفعوا ثمناً باهظاً الفترة الماضية تمثل في هجرتهم لأهاليهم وبلدانهم وبيوتهم هرباً من الموت.

وارتفعت أعداد العائدين خلال الأيام الأخيرة؛ حيث امتزجت مشاعر العودة إلى الديار مع الفرحة بعيد الفطر، وقرر السوريون قضاء العيد في منازلهم ومع أقربائهم، بعد سنوات من اللجوء إلى دول مجاورة أو النزوح إلى مناطق في الداخل السوري، ولم يبالوا بالتقارير التي صدرت من جهات عديدة تتضمن تحذيرات حول استمرار تدهور الأوضاع الأمنية وأن العودة لازالت حتى الآن "غير آمنة تماماً". غير أن الحنين إلى الوطن والديار كان أقوى لدى السوريين الذين أرهقهم الإحساس بالقهر والغبن من معاملات غير إنسانية في بعض الأحيان ببلدان المهجر لاسيّما في القارة العجوز.

ولهذا تزيد كل يوم أعداد السوريين العائدين إلى ديارهم طواعية تاركين حلم العيش في أوروبا، موجعين مراكز اللجوء المكتظة التي قد لا يتوافر في عدد منها أدنى مقومات الحياة الإنسانية، إلى جانب انعدام فرص العمل وصعوبة الاندماج.

إنّ عودة السوريين إلى ديارهم تمثل بداية صحيحة لإعادة البناء والإعمار التي تستحقها سوريا، فهذا الشعب الذي عانى طيلة سنوات من ويلات الحروب كان أغلب ما يستهلكه من إنتاج مصانعه وورشه وأنامل عماله المهرة.. لهذا فإنّ تواصل القوافل العائدة دليل عملي وحي على إرادة الحياة عند السوريين والتي كانت من أهم عوامل الصمود.

تعليق عبر الفيس بوك