تنشيط السياحة الداخليَّة

 

 

انقضتْ بسلام وسعادة إجازة عيد الفطر المبارك، بعد شهر الصيام، الذي شهد تنظيمَ العديدِ من الفعاليات التي عَكَسَت رُوْح التضامن والإخاء والمودة بين جميع أفراد المجتمع، وعزَّزتْ من قيمة العمل خلال أوقات الصيام، مع حرص مُختلف مُؤسَّسات الدولة وشركات القطاع الخاص على استمراريَّة العمل دون انقطاع يتسبَّب في وَقْف الأعمال والإجراءات.

قَضَى العُمانيون إجازاتهم خلال العيد في مُختلف رُبوع البلاد، تمكَّنوا من خلالها من عقد الزيارات الاجتماعية، والخروج للمواقع السياحية التي تزخر بها البلاد من أقصاها إلى أقصاها، لاسيما في صلالة، مع انطلاق موسم الخريف والمهرجان السياحي السنوي.

الولايات شهدتْ كذلك تحرُّكات للسكان إلى المراكز التجارية والمواقع السياحية، خاصة المنتجعات السياحية والفنادق والملاهي والأندية، لاسيما في العاصمة مسقط؛ حيث عَمَد الجميعُ لاستغلال الإجازة التي تخطَّت الأسبوع، وقضاء أسعد الأوقات مع الأهل والأصدقاء.

هذه الإجازة وغيرها من الإجازات، تؤكِّد الحاجةَ الماسة للاستفادة من النشاط المتزايد للحركة السياحية الداخلية، وما تشهده المواقع المختلفة من إقبال كبير، يُؤكِّد تفضيلَ الأسر العُمانية للمزارات العُمانية بدلا عن تلكم الخارجية، رَغْم أنَّه لا يزال هناك البعض يُفضِّل الخارج؛ لتنوُّع الخيارات السياحية واختلاف التجربة بصورة أو أخرى.

لكن ما ينبغي تسليط الضوء عليه في هذا السياق، هو التأكيد على أهمية القطاع السياحي في رفد التنمية الاقتصادية، وتعزيز موارد الدخل الوطني بمزيد من العائدات التي تنتج عن إنفاق السياح المحليين في المواقع التي يقومون بزيارتها؛ مما يُوفِّر فرصًا مُميَّزة للعمل للشباب، وينعش الحركة السياحية، ويشجِّع على زيادة الاستثمارات السياحية؛ سواء كانت محلية أو أجنبية.

ولعلَّ تزامن بداية مهرجان صلالة السياحي مع الإجازة، أسهم في تحقيق انطلاقة مثالية لموسم الخريف هذا العام؛ مما يعكس توافر شتى الظروف الملائمة لنجاح الفعاليات، مع تنامي الإقبال على زيارة الفعاليات والتمتع بأجواء الخريف المتميزة.

وخيرًا فعلتْ إدارة المهرجان من إضافة فعاليات جديدة تعكس روح التجديد المتواصل؛ بما يضمن تحقيق التنمية السياحية المستدامة، ويُحقِّق التنوُّع المأمول لجذب مُختلف أفراد المجتمع، واستقطاب السياح من شتى الأنحاء؛ بما يضمن مَوْسِما سياحيًّا ناجحًا بكل المعايير.

تعليق عبر الفيس بوك