◄ معارض فنية وثقافية وخدمية للزوار.. ومواقع سياحية تتأهب في أزهى حلة
◄ فنون فلكلورية عالمية وفعاليات للحرف والصناعات التقليدية
تَشْهَد الدَّورة الحالية لمهرجان صلالة السياحي العديدَ من الفعاليات المتنوعة والمناشط الجديدة، التي تَسْتَهْدف تعزيزَ شعار هذا العام "عُمان الرخاء والنماء"؛ حيث تزينت محافظة ظفار لاستقبال هذا الموسم السياحي الفريد من نوعه، والذي يستمر حتى نهاية أغسطس.
من جهته، قال سَعَادة الشيخ سالم بن عوفيت بن عبدالله الشنفري رئيس بلدية ظفار رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان صلالة السياحي، إنَّ هذه الدورة من عُمر المهرجان تشكِّل مُنعطفا وسجلا منيرا من عمر المهرجان؛ إذ تطوي عقديْن من الزمن على عُمر هذا المهرجان؛ حيث نحتفي هذا العام بالدورة العشرين منه، وسط تألق وتنوع وحضور جماهيري يشهده المهرجان عاما بعدا عام. وأضاف الشنفري بأنَّ تضافر الجهود وراء النجاح المتواصل لمهرجان صلالة السياحي في منطقة تشهد الكثير من عناصر الجذب السياحي، بفضل ما تزخر به من سحر الطبيعة في ظل توافر الأمن والأمان، كما بقية ربوع السلطنة الحبيبة. وتابع الشنفري بأنَّ جميع المعطيات أدت لحصول المهرجان على أفضل النتائج في استبيانات السياحة في المنطقة العربية. مشيرا إلى أهمية التذكير بأنَّ كلَّ هذه النجاحات وقف خلفها جنود مجهولون تفانوا في العمل وأتقنوا الأداء، وعلى رأسهم من يتوجب تقديم الشكر الجزيل لرعايته واهتمامه، وهو معالي السيد محمد بن سلطان البوسعيدي وزير الدولة ومحافظ ظفار المشرف العام على المهرجان، والذي لم يتأخر يوماً في تذليل الصعوبات وإسداء الرأي والتوجيه.
وزاد الشنفري: "نتقدَّم هنا بالشكر إلى كل الجهات الحكومية والخاصة، والتي أسهمت معنا في بلدية ظفار وعلى مدى عقدين من الزمن في تأكيد هوية مدينة صلالة كوجهة وحاضنة للفنون والتراث والثقافة، كما نشكر كل الجهات الممولة والفاعلة، والتي قدمت أجمل ما لديها على مختلف المستويات، كما لا يفوتنا التوجه بالامتنان إلى الجمعيات العُمانية والتي كانت تقف معنا جنباً إلى جنب لتدعيم فكرة المشاركة المجتمعية، وضرورة مشاركة المثقفين والمبدعين في هذا الحراك الثقافي، والذي تجاوبت مع نجاحاته وسائل الإعلام المحلية والعربية، متبنيةً فلسفة مهرجان صلالة السياحي".
سلام وأمان
ويؤكِّد مهرجان هذا العام على مُفردات السلام والأمان عبر هذا الشعار ويدلل على ذلك بباقة من الفعاليات؛ لعل أبرزها: فعاليات الفلكلور العالمي والذي تشارك فيها أكثر من 38 دولة، تجسِّد نماذج من الحرف والفلكور العالمي. وتشارك مجموعة من الدول في تقديم عدد من فعاليات الفنون الفلكلورية؛ وذلك بدءا من العاشر من يوليو الجاري وحتى السادس والعشرين من أغسطس المقبل، بينما ستقدم المجموعة الثانية فعاليات الحرف والصناعة التقليدية بدءًا أيضا من العاشر من يوليو الجاري وحتى التاسع من أغسطس، وسيتابع رواد المهرجان عروضَ الفرق بمعدل خمس فرق تقدم عروضها على مختلف المسارح كل أسبوع. وتأتي هذه المشاركات تأكيدا على نهج السلام والسلم والتواصل الحضاري ما بين عُمان والعالم، والذي تأصل كفلسفة ورؤية منذ قديم الزمن، فعُمان بلد السلام ولها حضارة وتاريخ ضارب في القدم، ويسعى المهرجان في هذا العام ليكون منصة تعبر عن هذه الحضارة والتاريخ العظيم، وأيضا يُبرز ويؤكد أهمية التواصل الحضاري، فيستضيف دول العالم على أرض السلام، ويستعرض على الجانب الأخر الفنون العُمانية المغناة التي تُشكِّل إحدى أهم الركائز الأساسية في رؤية وأهداف مهرجان صلالة السياحي.
وإلى جانب ما تقدم، يتضمَّن برنامج المهرجان لهذا العام فعاليات متنوعة في مختلف الجوانب الدينية والاقتصادية والثقافية والتراثية والاجتماعية والرياضية والفنية والترفيهية والعروض المسرحية، وستقام مُعظم الفعاليات بمركز البلدية الترفيهي الذي يضم العديد من المسارح وقاعات للمعارض وقرية تراثية وقرية الطفل، إلى جانب إقامة بعض الفعاليات المصاحبة لمهرجان صلالة السياحي في ولايتي طاقه ومرباط وموقع اصدقاء البلدية في سهل إيتين وقرية سمهرم السياحية. ويشتمل المهرجان على إقامة معارض مختلفة منها التثقيفية والخدمية والتسويقية والتوعوية من خلال أجنحة خُصِّصت للجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص وجمعيات المرأة العُمانية والمراكز الحرفية؛ حيث تقام بعض المعارض طوال فترة المهرجان أو خلال فترة زمنية محددة، وتحظى بمتابعة واهتمام من قبل زوار المهرجان .كما تقام ضمن فعاليات المهرجان معرضا استهلاكيا يضم عارضين من عدة دول.
وبمشاركة كبيرة من الشركات والمؤسسات العُمانية، إلى جانب مشاركة معرض عُمان أرض الصداقة والسلام، ومعرض الكتاب وفعاليات عالمية .ويتضمن المهرجان لهذا العام تنظيم العديد من المسابقات؛ أبرزها: مسابقة حفظ القرآن الكريم ومسابقة الانشاد ومسابقة الولايات التنافسية، إضافة إلى بطولة مهرجان صلالة السياحي لكرة القدم، وبطولة الرماية، ومسابقة مزاينة الإبل والمحالبة، إلى جانب مسابقة القدرة والتحمل للخيول، وفعاليات رياضية وفنية متنوعة. وتقام على مدى فترة المهرجان الندوات الدينية والأمسيات الثقافية والشعرية والفنية بمشاركة علماء ومفكرين وأدباء عرب وعُمانيين في مختلف المجالات.
ويحرص المهرجان على إقامة الأنشطة والفعاليات المتجددة والمتنوعة تناسب كافة الفئات العمرية، مع التركيز على الفعاليات التراثية والفنون العُمانية التقليدية، إلى جانب الفعاليات الخاصة بالمرأة والطفل. ويضم مركز البلدية الترفيهي العديد من المسارح لإقامة الفعاليات كمسرح المروج التي تقام عليه الحفلات الفنية والمسابقات، بينما يحتضن المسرح الرئيسي العروض المسرحية وعروض الجاليات المقيمة بالسلطنة، فيما تقام على مسرح الساحة العامة عروض اخرى تُسهم فيها الشركات الراعية للمهرجان.
كما تقام على مسرح الولايات المسابقة التنافسية للتعريف بالموروث العُماني للولايات المشاركة من مختلف محافظات السلطنة، فيما يحتضن مسرح البحيرة الجلسات الفنية، بينما تقام على مسرح الطفل فعاليات وبرامج الأطفال المتنوعة.
معارض فنية وثقافية
ويضمُّ مركز البلدية الترفيهي قاعات متعددة لإقامة المعارض الفنية والثقافية والخدمية لمختلف الجهات الحكومية؛ وهي: قاعة التُراث، وقاعة عُمان، وقاعة اللبان، وقاعة البليد، وقاعة ريدان. وتعدُّ القرية التراثية بمركز البلدية الترفيهي واجهة المهرجان من خلال بيئاتها الحضرية والريفية والبدوية والبحرية؛ نظرا لما تجسده من إرث حضاري وتاريخي وثقافي يعكس للزوار جانبا من التراث العُماني بما تقدمه القرية من مأكولات تقليدية وفنون مختلفة وصناعات حرفية عُمانية؛ وذلك في إطار التعريف بالموروث العُماني.
وتشهد قرية سمهرم السياحية -التي تعتبر رافدا من روافد مهرجان صلالة السياحي- الفعاليات السنوية التي تحتضنها، وتضم العديد من المناشط التي تُعنى بالمعارض التجارية والألعاب الكهربائية والهوائية وألعاب المهارات وعروض الحيوانات وركوب الخيل والجمال، إضافة إلى فرق الفنون التقليدية ومسابقات الاطفال. ويُسهم مهرجان صلالة السياحي في تنشيط السياحة في موسم الخريف الذي يستقطب السياحة العائلية من كافة محافظات السلطنة ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية؛ حيث استعدت الجهات الرسمية والأهلية لإنجاح الموسم السياحي لهذا العام، واستقبال زوار المحافظة وتوفير كافة التسهيلات والخدمات التي تلبي حاجة السائح ومتطلبات القادمين للمحافظة.
ويؤكد القائمون على مهرجان صلالة السياحي أنَّ مهرجان هذا العام أيضا سيحظى بما يليق بمسيرة عشرين عاما، وقد بدأ حينها فكرة ما لبثت أن كبرت إلى أن أضحت ما نحن عليه الآن. وستعكس فعاليات هذا العام معاني التآخي والمحبة والرّخاء الذي تعيشه السلطنة، عبر إبراز هذه السمات من خلال مضامين وفعاليات ومناشط المهرجان لتؤكد على أنَّ عُمان هي المحبة والاستقرار والسلام لكل العالم ولكل زوار المحافظة الذين ترحب بهم المحافظة في أرض الأصالة، وتوجه لهم الشكر والثناء على اختيارهم وجهة مهرجان صلالة السياحي لغاية الترفيه والاستمتاع بالطبيعة الخلابة.