يُدرك العالم أجمع أنَّ السلطنة دومًا واحة للاعتدال ومنارة للوسطية وجبلا شامخا من التسامح، وفي إطار هذه المُعطيات تتميز السلطنة بما تتمتع به من دبلوماسية رفعية تجوب أقطار الأرض لبناء العلاقات مع مختلف الدول، في إطار من العلاقات القائمة على المصالح المشتركة وتعزيز الأواصر.
ولقد أثبتت السياسة الخارجية للسلطنة البعد الحكيم للرؤية السامية لجلالة السلطان المُعظم- أيده الله- والسياسات المتينة التي تنتهجها البلاد في تعاملاتها مع مختلف الدول، والتي تستند في الأساس إلى عدم التدخل في شؤون الغير بجانب دعم جهود تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف، حالما يطلب منها ذلك.
لذلك جاء التقرير الصادر عن مؤسسة "خدمة أبحاث الكونجرس" التابعة للكونجرس الأمريكي، تأكيدا للمسار المُميز للدبلوماسية العمانية، حيث أشاد التقرير بدور الدبلوماسية العمانية في حلحلة العديد من القضايا، على المستوى الإقليمي والعالمي. وقال التقرير إن السلطنة انتهجت في عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- سياسة خارجية مستقلة، تتجنب بصفة عامة التدخل العسكري في الصراعات الإقليمية، كما حافظت على علاقات وثيقة مع مختلف الأطراف. وأضاف التقرير أنَّ المقام السامي يحظى بالاحترام من قبل إخوانه القادة في دول مجلس التَّعاون لدول الخليج العربية من حيث خبراته العسكرية والإستراتيجية، كما أشار التقرير إلى أن الجيش السلطاني العماني يعد أحد أفضل الجيوش تدريبًا في المنطقة.
لم يكن هذا التقرير الأول من نوعه، ولن يكون الأخير، فالسلطنة دائماً محط اهتمام وتقدير من مختلف المؤسسات البحثية ومنصات الرأي والتحليل، وأن كل ما تحظى به من إشادات يعكس بقوة الدور العماني الحقيقي على الساحة الدولية، والحرص العماني على رأب الصدع دوماً بين مختلف الأطراف.
لقد ارتبطت السياسة الخارجية للسلطنة ارتباطاً وثيقاً بما تشهده البلاد من نهضة مباركة، تعم جميع المحافظات، فالمتتبع لهذه المسيرة الظافرة يجد أن أنهار التنمية تجري في مختلف الربوع، ينعم بنتائجها الجميع، وأن التقدم والتطوير ينتشران في جميع المجالات، في التعليم والصحة والخدمات والاستثمار وغيرها...
إنَّ السياسات العمانية منذ أن تولى المقام السامي مقاليد الحكم في البلاد، تسير على نهج واحد، وهو نهج الاعتدال والحق، لتمضي عجلة التنمية نحو الأمام، محققة العديد من المنجزات النهضوية في القطاعات كافة.
