عهد جديد من التنمية السياحية

مع إعلان وزارة السياحة عن طرح ثلاث مناقصات لإعداد مخططات التنمية السياحية في عدد من محافظات السلطنة لمعرفة المشاريع التي تحتاجها تلك التجمّعات وبالتالي تسهيل جهود الوزارة لطرحها للاستثمار، يمكن القول إنّ ثمة عهد جديد في مسيرة التنمية السياحية قد بدأت في البلاد.

وتشمل مناقصات التأهيل المسبق والخدمات الاستشارية التي طرحتها الوزارة لإعداد مخططات التنمية السياحية محافظة مسقط وولايتي صور ومصيرة بمحافظة جنوب الشرقية ونزوى وجبل شمس بمحافظة الداخلية، وذلك لمعرفة كيفية استغلال المكونات الحالية لإعطاء السائح تجربة جديدة وإضافة تجارب سياحية أخرى. وهذه التجمعات تتميز بتوفر مجموعة من عناصر الجذب السياحية بالإضافة إلى شبكات البنية الأساسية والخدمات التي يعتمد عليها التجمع السياحي من خلال تركيز مشروعات التنمية السياحية وتكاملها مع بعضها البعض داخل التجمّع السياحي مما يتيح عرض وجهة سياحيّة متميزة ومتنوعة.

ولعلّ تحديد يوم 27 يونيو الجاري كآخر موعد للحصول على سندات المناقصة ويوم 29 من المقبل كآخر موعد لتقديم العطاءات، يتيح الفرصة أمام المستثمرين لترتيب أوراقهم والبحث في كيفية المنافسة على مثل هذه المشاريع، ولاسيما من قبل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، التي من المنتظر أن تسهم بدور بارز في تعزيز التنويع الاقتصادي بالبلاد.

ومع احتواء مراحل مشروع إعداد المخططات العامة السياحية، لتحليل الوضع الحالي للموقع وجاذبيته واستعداد الموقع والمجتمع المحلي لجذب السياحية وصياغة المرتكزات الرئيسية للمشروع، يمكن بذلك ضمان تحديد الأنماط السياحية التي ينبغي التركيز عليها ورسم الميزة التنافسية التي يجب الاهتمام بها.

ولا شك أنّ وزارة السياحة تسعى ضمن مخرجات الاستراتيجية العمانية للسياحة إلى تطوير مجموعة من التجارب السياحية الفريدة لتصبح أحد أهم المنتجات السياحية التي تجذب السائح، وتعمل على رفع الميزة التنافسية للسلطنة، وسيتأتى ذلك من خلال ترسيخ مكانة السلطنة كوجهة سياحية تعكس الروح الحقيقية للسلطنة والنكهة العمانية الأصيلة وحسن الضيافة والكرم، وغيرها من الصفات الأصيلة التي تتميز بها عمان.

إنّ الجهود المتواصلة التي تقودها وزارة السياحة وغيرها من الجهات المعنية للارتقاء بالقطاع السياحي، من شأنها أن تعزز نمو وتطور هذا القطاع الواعد، والذي يندرج تحت القطاعات الواعدة التي حددتها الخطة الخمسية التاسعة.

تعليق عبر الفيس بوك