نهائي دوري الأبطال .. الحلم والواقع

 

حسين بن علي الغافري

 

أيام قليلة تفصلنا عن إغلاق ملف دوري أبطال أوروبا هذا العام، نهائي من العيار الثقيل بين حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات التتويج ريال مدريد الإسباني ومنافسه "السيدة العجوز" يوفنتوس الإيطالي. مدرستان كبيرتان بطُرق لعب مختلفة منتظر منها أن تُقدم طبقا كرويا بمستوى يُرضي المُشاهد العربي خلال هذه الأيام الرمضانية المباركة. النهائي يأتي كخاتمة للبطولات الكبرى في القارة العجوز بعد أن طُويت صفحات جُل الدوريات والكؤوس. القاسم المشترك بين يوفنتوس وريال أنهما في وضعية تُعتبر هي الأحسن لهما خلال الموسم وبفترة أفراح مشتركة بعد أن حقق الملكي الليغا المحلية بعد أربع سنوات غاب عن تحقيقها، في المقابل سيد إيطاليا الأول كررها للمرة السادسة توالياً مُضافاً لها لقب الكأس.

النهائي الحلم يأتي بظروف مثالية لريال مدريد ويوفنتوس من مُختلف النواحي الفنية. ريال مدريد -وكما ذكرت- يعيش فترة هي الأمثل بعد تحقيقه اللقب المحلي الثالث والثلاثين. كذلك يملك مفاتيح لعب مُتعددة في كل المراكز، وخيارات تمنحه التفوق والظفر بالمباريات بقراءات ذكية تابعناها مع الفرنسي زين الدين زيدان. عُموماً، ما نراه اليوم من نجاح في ريال مدريد مرتبط بتغيّر في السياسة الإدارية للفريق. الريال لم يعُد يجري وراء الأسماء الرنانة و"الجلاكتيوس" بشكل مهووس. الوضع اختلف والريال أصبح ينتدب الأسماء الموهوبة الطموحة التي يضمن من خلالها تحقيق الإضافة في منافساته .. آخرها وكما قرأنا الظفر بالموهبة البرازيلية فينسوس. صحيح إن بيريز لم يتخلَّ عن هوايته المعروفة في جلب النجوم ولكن ليست كما كانت سابقاً. الفريق واستمرار عطائه بات شغله الشاغل؛ الأمر الذي أتى بثماره، وحقق مجموعة من الألقاب في الأعوام الأخيرة أبرزها دوري الأبطال مرتين عامي 2014 و2016 وهذا الموسم على أعتاب لقب جديد. نجاح فريق القلعة البيضاء يحتاج إلى قراءة وافية تقف على أبرز عوامل النجاح التي تحققت وكانت السبب فيما يقدمه الريال اليوم. وفي لقائه النهائي أمام يوفنتوس أعتقد أن مفاتيح الفوز موجودة بقوة أبرزها بخط الوسط "الدينمو" الرئيسي وشريان العطاء. صحيح أنّه لا يمكن تجاهل هجوم الريال بقيادة رونالدو وبنزيما، وخط الدفاع والحارس.. إلا أن العنصر الفاعل الموسم الحالي للريال هو خط الوسط والظهيرين، بالإضافة إلى القراءة الذكية وتعامل زيدان مع نجومه بصورة ضمنت له عطاء أكبر عدد من لاعبيه سواء الأساسيين أو الاحتياطيين.

يوفنتوس هو الآخر يدخل النهائي وعينه على اللقب الثالث في البطولة الأوروبية التي تمنّعت عليه في نهائيات عديدة. عناصر اليوفي تبدو في أتم قوتها، ولعل ما يُميز يوفنتوس في البطولة الأوروبية هي طريقة أدائه في الميدان التي تلعب ككتلة واحدة. يوفنتوس يملك لاعبين من مستوى عالٍ جديد في مختلف خطوطه وقدرته الدفاعية هي الأبرز مع الحارس المخضرم بوفون. النهائي بطبيعته يختلف عن اللقاءات الإقصائية من مباراتين، وهي ميزة أفضل للريال منها لليوفي. إجمالاً نهائي كارديف سيبقى مثيرا بما تحويه الكلمة من معنى. اللقاء سيلعب في جزء من التفاصيل. المتابع المحب لكرة القدم هو الرابح في الأخير.