المعتصم البوسعيدي
يُختتم الموسم الكروي في السلطنة اليوم الخميس بنهائي أغلى الكؤوس على أرضية مجمع السلطان قابوس ببوشر؛ نهائي سيجمع صاحب النجمة الأولى وزعيم الأندية العُمانية نادي ظفار بشقيقه "شعاع الشمس" نادي السويق الساعي لنهاية سعيدة بعد "التراجيديا" ـ غير المتوقعة ـ التي عاشها الفريق في ظل التعاقدات والطموحات الكبيرة قبل بداية الموسم.
المباريات النهائية ـ بطبيعة الحال ـ تُحظى بنسبة مشاهدة ومتابعة عالية، وفي بعض الدول أو الاتحادات يتنافس على استضافتها مجموعة من المدن كالبطولات الأوروبية، ليس حبًا للظهور فقط؛ إنّما للفرص التسويقية والاستثمارية المهمة على المدى القريب أو البعيد في آن، ولقد رأينا ـ أيضًا ـ خلال السنوات الماضية القلية إقامة مباريات السوبر لدول معينة في دول أخرى حتى على مستوى الدول العربية؛ كالسوبر السعودي في لندن والسوبر المصري في الإمارات، كل هذا يضعنا أمام مؤشر مهم لضرورة استغلال النهائيات المحلية على الوجه الأمثل.
النهائي إذًا ليس مباراة ـ فقط ـ نترقب المتوّج فيها؛ بل تحدٍ جديد على المستوى التنظيمي ومدى تطورنا في هذا الجانب، ومع ما نشاهده من تنظيم للنهائيات على مستوى العالم، أو حتى على المستوى الخليجي فالأمر يحتاج "لإرضاء غرور" والظهور بصورة جميلة تُعبر عن شخصيّتنا العُمانية، مُدركين تمامًا أنّ عنصر "البهرجة" العالية صعب التحقيق في الوقت الراهن على أقل تقدير؛ لأسباب مادية على وجه الخصوص، وعدم وجود البنية الأساسية المساعدة في تقديم إضافة كالإضاءة والألعاب النارية وغيرها من الأفكار المعروفة أو حتى المبتكرة.
حديثي هذا ليس بالجديد، وعلى المستوى الشخصي كتبت سابقًا بضرورة تحول المباراة النهائية لكأس مولانا ـ أعزه الله ـ إلى مهرجان سنوي ومسك ختام يؤسس لموسم قادم تكبرُ فيه التطلعات، والتذكير هنا للاتحاد العُماني لكرة القدم بالدرجة الأولى، نحتاج حقًا أن نرسم خارطة جديدة وأن نبتكر الدهشة ولو بأقل التكاليف، على أن نستغل هذه المناسبة لتعزيز القيم وإيصال مجموعة من الرسائل الإيجابية للمجتمع بكل أطيافه وشرائحه مواطنين كانوا أم مقيمين على تراب هذا الوطن العزيز.
بالعودة للمباراة، فالأكيد أنّ ظفار يسعى لجمع الكأس مع لقب الدوري الذي حققه مؤخرًا، والتحليق في فضاء الزعامة دون مزاحمة، ظفار سيلعب بنجمة عقد البطولات مواجهًا الفريق الأكثر تألقًا في القسم الثاني من الدوري نادي السويق أو "شعاع الشمس" كما يحلو ذكره بين عشاقه، ونبقى نحن على الحياد منتظرين مستوى فنيا يرتقي بالكرة العُمانية إلى مكانة تليق بها وبالبطولة بشكل خاص، فهل سيفعلها نادي "الشعب والشعلة" المتضوع بلبان العراقة والمحمر ببهاء الخضرة، والمترنم بفنون "النانا والبرعة والربوبة وبالشبانية" على زرقة البحر؟! أم أنّ الكأس سينساق كما انساقت السفن والمراكب منذ القدم لشواطئ "سويقة" كما جاء ذكرها في "اللغة الآرامية"، ليطوف الكأس بعدها بحصن السوق وغيرها من الحصون المتناثرة في الولاية، ويُحمل في "زفة عرس على أنغام "المناناة" مع بقية الفنون "كالمديما، والونة، والرزحة والطارق"؟! الإجابة سنتعرف عليها بعد صافرة النهاية، وحتى ذلك ستبقى الكأس معلقة بين نجمة ظفار وشمس السويق.