أحمد السلماني
بعد 12 عاما من التيه، عاد ظفار مجددًا للواجهة وحقق اللقب العاشر له في سجل الدوري (رقم قياسي) معلنا عن نفسه رقما صعبا هذا الموسم بوجوده طرفا في نهائي الكأس الغالية بعد أيام قليلة، وبالتالي فإنّ رجالات ظفار عازمون على تحقيق ثنائية تاريخية رغم أن الطرف الآخر السويق لن يكون صيدا سهلا وسيرغب في إنقاذ موسمه باللقب الأغلى.
المدهش في نادي ظفار أن الفريق كان حتى الموسم الفائت في وضع صعب لا يؤهله لتبوء الصدارة في المقابل فهو لن يكون مهددا، وبالتالي كانت المعادلة تقول أن يبقى في الرف الأعلى بين الكبار وهو ما كان يحدث كل موسم، الحقيقة أن هذه المعادلة موزونة لدى الخبراء بالكرة العمانية ولكنها لا تنطلي أو تتزن في عقول الرجال الطموحة بالقلعة الحمراء؛ فانتفضوا ليأتي مجلس إدارة جديد قبل انطلاقة هذا الموسم وفي توقيت صعب بالمقاييس العادية ولكن لدى الافتراضيين من طينة علي الرواس ورفاقه فإنّ مصطلح كلمة "مستحيل" ليست في قاموسهم.
أسباب وعوامل عديدة قفزت بظفار لتبوء مركز الصدارة رغم التغيير المستمر لقيادة جهازه الفني في مسلسل غير مفهوم، أهم هذه العوامل كانت الإرادة والإدارة وقبل كل ذلك كان التركيز العالي لدى صانعي القرار في سعيهم نحو هدف الوصول للقب، ليس ذلك فحسب وإنما ضمان عودة ظفار للواجهة مجددا محليا وقاريا؛ وأكاد أجزم أن ظفار سيقفز بالكرة العمانية نحو آفاق أرحب قاريا الموسم المقبل لأنّ ثقافة التفوق دائما ما تلازمه ومنذ أمد بعيد، والمؤلم أن القدر لم يمهل الرئيس الذهبي للنادي لمشاهدة أبنائه البررة وهم يحلقون بالدرع عاليا حيث إن القدر وافاه قبل بلوغ الأمل، وأكاد أجزم أيضا أن وفاة العراب كانت دافعا قويا لدى الأبناء من جماهير ومجلس إدارة وأعضاء شرف وجهاز فني ولاعبين للوفاء بدين كبير للمغفور له بإذن الله وقد كان، كما وإنهم ليسوا بغافلين من حيث استثمار هذا الفوز والروح المعنوية العالية في تحقيق اللقب الأغلى مساء الخميس المقبل.
وكم آلمني وكثير من متابعي ومحبي دورينا خسارة الشباب للقب في الأمتار الأخيرة بعد أن كان قريبا من أول لقب في تاريخه، حيث شكل ظاهرة استثنائية هذا الموسم بتصدره للدوري حتى قبل جولتين من ختامه وامتعنا كثيرا بعروضه القوية والمستوى الثابت إلى أن أصيب في مقتل يوم أن تخلى عنه مدربه الذي حلق بالصقور عاليا بالدور الأول وأخرج لنا وبمعية مجلس إدارة النادي فريقا شابا ممتعا انتظرناه طويلا في دورينا، ولكن رحيل وليد السعدي والذي يمتلك الخلطة السرية للفريق وقلة خبرة الشباب في التعامل مع المباريات الحساسة أفقده اللقب الأول، ولا زلنا نذكر كيف أنّه وقبل سنوات قليلة فقد اللقب في ثوانٍ كانت فارقة أمام فنجاء، وجل ما أرجوه من قلعة الصقور ألا يثبط ذلك من همة إدارته ولاعبيه وجماهيره وهي العلامة الفارقة هذا الموسم.
أمّا باقي الأندية فقد أثبتت أن أقصى ما تستطيع مكابدته هو لعب الدور الأول فقط، والباقي كان يسير بـ "بالبيمة" ودعاء الوالدين حيث لا ثبات في المستوى ولا تطور بل إن المستويات متقلبة وتسير بمنحى تنازلي مريع، كما وانتهت مغامرات جعلان والرستاق على أسوار المركزين الأخيرين. ولكن المدهش أن هداف الدوري هو الوطني عصام البارحي من الرستاق صاحب الترتيب الأخير، إذا ما الذي كان ينقص هذا الفريق؟.
الدوري أفرز الكثير من المفارقات وأثبت أن أنديتنا بحاجة إلى هدوء ومجالس إدارة تفكر خارج الصندوق واستراتيجيات تبدأ من مجلس إدارة واعٍ ويسلم الراية لمجلس إدارة آخر يبني ويواصل العمل وفق هذه الاستراتيجيات ومن حيث انتهى سابقيه؛ لا أن يتحمل تبعات مديونيات مجلس إدارة ينظر تحت قدميه.
ختام القول "اربطوا الأحزمة فإن زعيم أندية السلطنة سيحلق إلا إذا كان للقلعة الصفراء بالسويق رأي آخر".