خبراء ومختصون يستعرضون 13 ورقة عمل في 4 محاور رئيسية

اليوم.. انطلاق أعمال "منتدى عمان البيئي" بمناقشة تحديات وآفاق "الاستدامة في البيئة العُمانية"

◄ المنتدى ثمرة تعاون بين مكتب حفظ البيئة وجريدة الرؤية

◄ عرض فيلم "المهاجر" وإعلان الفائزين بمسابقة "بيئتي الجميلة"

◄ معرض مصاحب ورحلتين إلى محميتي "رأس الشجر" بقريات و"القرم الطبيعية"

◄ مدير عام "حفظ البيئة": المنتدى يسهم في تعزيز الوعي بأهمية صون الحياة الفطرية

الرُّؤية- إيمان الحريبية - إيمان المكتومية

تنطلق اليوم الأربعاء أعمال منتدى عمان البيئي في دورته الأولى، تحت رعاية مَعَالي الدُّكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، ويعقد المنتدى- الذي يحمل عنوان "الاستدامة في البيئة العُمانية.. التحديات والآفاق المستقبلية"- على مدار يَوْمَين.

والمنتدى - الذي يُعدُّ الأول من نَوْعِه في السلطنة- ثمرة تعاون بين مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني وجريدة الرُّؤية، ويُشارك فيه لفيفٌ من المختصين والمهتمين بالبيئة من داخل وخارج السلطنة.

وتبدأ فعاليات المنتدى بجلسة افتتاحية يُلقِي خلالها المكرَّم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرُّؤية والمشرف على المنتدى، كلمة استهلالية، فيما يُقدِّم سعادة نجيب بن علي الرواس وكيل وزارة البيئة والشؤون المناخية، البيانَ الافتتاحيَّ للمنتدى. ويقدِّم الدكتور إياد أبو مُغلي المدير والممثل الإقليمي بالأمم المتحدة للبيئة- مكتب غرب آسيا، الكلمة الرئيسية بعُنوان "إدماج البعد البيئي في خطة 2030". ومن ثمّ تكريم راعي الحفل، وافتتاح المعرض المصاحب للمنتدى بعنوان "مفردات الحياة الفطرية"، والذي يحتوي على مجموعة من الصور المختلفة الخاصة بمكتب حفظ البيئة.

من جهته، قال ياسر بن عبيد السلامي مدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني إن مكتب حفظ البيئة يسعى من خلال هذا المنتدى أن يجمع المؤسسات والأفراد المعنيين والمهتمين بالشأن البيئي للتعارف وتبادل وجهات النظر حول المواضيع الراهنة التي تواجهها البيئة بالسلطنة، علاوة على صياغة فكر بيئي يترجم أعماله في تصور مستقبلي لآلية صون الطبيعة في بلادنا، من خلال أوراق العمل التي ستقدم أثناء انعقاد المنتدى من قبل الشركات التي تعمل في حفظ البيئة أو من المؤسسات الحكومية المعنية بالصون، إضافة إلى اكتشاف طرق وأساليب علمية من أجل استثمار موارد الطبيعة، ورفد الاقتصاد الوطني في مجال السياحة البيئية.

وأكد السلامي أنّ السلطنة تزخر بمقوّمات حيوية وطبيعية فريدة؛ سواء من حيث التنوّع الحيوي من النباتات والحيوانات والكائنات الدقيقة، أو البيئات المختلفة؛ كالبحار وشواطئها والجبال والسهول والصحارى الرملية وغيرها. وأعرب مدير عام مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني عن أمله في أن يسهم هذا المنتدى في تنمية الوعي البيئي لدى الأجيال القادمة للمحافظة على مكونات البيئة العمانية الطبيعية والحيوية.

محاور المنتدى

ويُناقش المنتدى 4 محاور خلال يَوْمَي الانعقاد؛ إذ يتضمن اليوم الأول محوريْن، يحمل الأول عنوان: "خطط الاستدامة البيئية"؛ تقدم من خلاله لارا جدع مساعدة أبحاث في قسم سياسات التنمية المستدامة بمنظمة الإسكوا، ورقة عمل بعنوان "خطط التنمية المستدامة 2030 والأبعاد البيئية وأهدافها"، فيما سيقدم إبراهيم بن أحمد العجمي مدير عام الشؤون المناخية بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ورقة عمل بعنوان "الاستدامة البيئية والتغيرات المناخية في سلطنة عُمان". ورقة عمل أخرى سيُقدِّمها الشيخ هلال بن غالب الهنائي المكلف بتسيير أعمال مدير عام التخطيط والمتابعة والمعلومات بوزارة السياحة.

ومن المقرَّر أن يتضمَّن المحور جلسة نقاشية يشارك فيها مقدمو أوراق العمل، وكلٌّ من المهندس هلال عبدالرسول الزدجالي من المجلس الأعلى للتخطيط، والدكتور حمدان الوهيبي من وزارة الزراعة والثروة السمكية، فيما سيدير الجلسة النقاشية الدكتور مهدي جعفر مختص في مجال البيئة وأحد مؤسسي جمعية البيئة العُمانية.

بينما يَأتي المحور الثاني بعنوان "تطبيقات لمفهوم الاستدامة البيئية.. الطاقة وتدوير النفايات وتوليد الوقود الحيوي"، ويشارك فيه كلّ من: محمد الحارثي نائب الرئيس التنفيذي لشركة "بيئة"، بورقة بعنوان "الاقتصاد الدائري في عُمان بين الواقع والمأمول"، في حين سيقدم نبيل اللواتي ورقة بعنوان "تطبيقات الاستدامة البيئية في شركة نفط عُمان"، وسيقدم المهندس حسين بن حسن عبدالحسين الرئيس التنفيذي لشركة "حيا للمياه" ورقة حول المحور الثاني.

وتعقب أوراق العمل جلسة نقاشية، يُشارك فيها مقدمو أوراق العمل، بجانب عدد من المختصين في مجال البيئة؛ منهم: المهندسة صديقة اللواتية من شركة جلاس بوينت، والمهندس حمد الرمحي مدير الخدمات البيئية والصحة والسلامة في شركة "أوربك"، والمهندس أحمد بن زاهر الهنائي المدير العام للشؤون البيئية بوزارة البيئة والشؤون المناخية، فيما يدير الجلسة الدكتور صلاح المحذوري من مكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني.

وفي ختام جلسات اليوم الأول، سيتم تنظيم رحلة لزيارة محميَّة رأس الشجر الطبيعية بولاية قريات في محافظة مسقط، والمشاركة مفتوحة لمن يرغب في حضور المنتدى. فيما سيتم عرض فيلم "المهاجر.. الصقر الأدهم" في عرضين متتاليين، من 4 إلى 5 عصرًا، ومن 5:30 عصرا إلى 6:30 مساءً.

معرض الصور البيئية

وعلى هامش افتتاح المُنتدى في يَوْمِه الأول، يفتتح مَعَالي الدُّكتور يحيى بن محفوظ المنذري رئيس مجلس الدولة، المعرضَ البيئيَّ المصاحبَ الذي يُنظِّمه مكتب حفظ البيئة، ويضم 45 صورة نادرة تجسِّد وتوثِّق جانباً من الحياة الفطرية والبيئية في السلطنة.

ومِن بَيْن الفعاليات المصاحبة للمُنتدى، تكريم الفائزين بمسابقة "بيئي الجميلة"، التي أطلقتها جريدة "الرُّؤية"، وسيتم توزيع الجوائز على الفائزين في اليوم الثاني من المُنتدى؛ حيث سيتم تكريم 3 فائزين في 3 فئات مختلفة، بجانب جائزتين تشجيعيتين. وتتضمَّن الفئة الأولى الصفوف (1-4)، والفئة الثانية الصفوف (5-8)، والفئة الثالثة الصفوف (9-12). وبلغ عدد اللوحات الفنية المشاركة أكثر من 600 لوحة، من مختلف المحافظات التعليمية. وقامت لجنة مُختصّة من وزارة التربية التعليم بتقييم اللوحات وتحديد الفائزين. وتضمّ لجنة التحكيم كلًّا من: آسيا بنت حمدان السيابية مديرة دائرة الأنشطة التربوية، وسعيد بن جمعة البطاشي إخصائي نشاط فنون تشكيلية، وخالد بن مسلم الهنائي إخصائي تنظيم معارض، وسميرة بن سعيد الحارثية إخصائية تنظيم معارض بوزارة التربية والتعليم.

ويعقد المنتدى برعاية كل من: ديوان البلاط السلطاني ممثلا بمكتب حفظ البيئة وعدد من الشركات منها شركة تنمية نفط عمان، وشركة عمان للغاز الطبيعي المسال، وشركة جلاس بوينت وشركة بي بي عمان، وشركة شل، وشركة صحار المنيوم، وشركة أوربك، ومجموعة سعود بهوان.

أعمال اليوم الثاني

ومن المقرر أن تنطلق فعاليات اليوم الثاني من المنتدى غدا الخميس بمواصلة المحاور النقاشية؛ حيث ينطلق المحور الثالث الذي يأتي بعنوان "إستراتيجية التوعية والإعلام البيئي". وسيلقي سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج، ورقة عمل في مُستهل المناقشات بعنوان " التثقيف البيئي.. مطلب مرحلي". فيما تقدِّم موزة بنت علي المعولية مديرة دائرة التوعية والإعلام بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ورقة عمل بعنوان "البيئة والشؤون المناخية.. جهد متواصل لنشر الوعي البيئي". أمَّا يسرى بنت مرتضى جعفر اللواتية مديرة العلاقات العامة بجمعية البيئة العُمانية، فستقدِّم ورقة بعنوان "جمعية البيئة العمانية.. المسؤولية المجتمعية في تحقيق الاستدامة".

ومن المقرّر أنْ يشمل المحور الثالث جلسة نقاشية، يشارك فيها كلٌّ من المكرّم الدكتور أحمد بن علي المشيخي رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الدولة، والمكرم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة رئيس تحرير جريدة الرُّؤية، بجانب مُقدِّمي أوراق العمل في هذا المحور، وسيدير الجلسة الإعلامي يوسف الهوتي.. ثمّ تكريم الطلاب الفائزين بمسابقة "بيئتي جميلة" المقامة على هامش المنتدى.

فيما يناقش المحور الرابع والأخير لأعمال المنتدى "دور صون التنوع الأحيائي في تحقيق الاستدامة"، ويشارك فيها الدكتور مايكل يانسين من مركز بحوث ودراسات المحيط الهندي حيث يقدم ورقة عمل بعنوان: "استدامة البيئة في حفظ التنوع الأحيائي.. بعض الأفكار النظرية وتطبيقاتها في عمان"، فيما سيقدم الدكتور سيف بن راشد الشقصي المدير التنفيذي للمركز الميداني في مجال حفظ البيئة، ورقة بعنوان "تكاملية العلاقة بين التوازن الأحيائي والشراكة المجتمعية" وسيقدم الدكتور علي بن حسين اللواتي خبير الموارد الوراثية النباتية بمجلس البحث العلمي، ورقة بعنوان "استراتيجية حفظ واستخدام الموارد الوراثية النباتية ذات الأهمية الاقتصادية والاجتماعية في سلطنة عُمان"، أمَّا الباحث هيثم بن سليمان بن حميد الرواحي إخصائي حياة برية بمكتب حفظ البيئة التابع لديوان البلاط السلطاني، فسيقدم ورقة بعنوان "دراسة سلوك الوعل العربي في محمية وادي السرين الطبيعية".

وسيُدير الجلسة النقاشية المصاحبة للمحور الأخير البروفيسور علي ناصر الخبير البيئي بوزارة البيئة والشؤون المناخية، ويشارك في الجلسة مُقدّمو أوراق العمل، بجانب كلّ من الدكتور ياسين شرعبي مدير مركز الدراسات والبحوث البيئية بجامعة السلطان قابوس، والدكتورة ثريا السريري المديرة العامة المساعدة لصون الطبيعة بوزراة البيئة والشؤون المناخية.

أهداف الدورة الأولى

وتكمُن رسالة المنتدى بدورته الأولى في أنّ الاستدامة البيئية غاية يجب أن تُدرك؛ إذ تتطلع اللجنة المنظمة للمنتدى لتحقيق عِدَّة أهداف؛ يُمكن إجمالها في توفير مَجَال تفاعلي بين الخبراء والأكاديميين مع الجهات المعنية بالاستدامة البيئية؛ ومُعالجة عدد من القضايا المتعلقة بالجانب البيئي في السلطنة، ومُناقشة آليات صياغة سياسات وبرامج بيئية مُتطورة. بجانب استعراض إشكالية الاستدامة والتحديات البيئية، وسبل إدارة الموارد بصورة أفضل، وتقديم قراءات سنوية لمؤشرات البُعد البيئي في السلطنة، إلى جانب مناقشة الآليات المعزِّزة لحماية البيئة، وصون الموارد الطبيعية، ودراسة الإمكانيات المتاحة للحفاظ على المحميات الطبيعية ودورها في التنمية الحضرية، واستقراء أبعاد المبادرات الوطنية في مجال العمل البيئي الملازم للتنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ بما يُحقق تجاوبا سريعًا يُواكب الصَحوة البيئية محليًا، والعمل على إفراد مساحة واسعة لمناقشة المرتكزات التشريعية المتعلقة بالعمل البيئي والشؤون المناخية وصون وحماية الموارد الطبيعية، وتبيان الجهود الحكومية لضمان حق الأجيال في الاستفادة من الموارد الطبيعية بصورة مُتوازنة وعادلة، علاوة على إتاحة المجال أمام طرح رؤى استشرافية للمستقبل البيئي للسلطنة، تتَّفق والمستجدات، وتتماشى مع مُقتضيات التنمية، وإيجاد حلول خارج نطاق التقليد تعزِّز مفهوم السياحة البيئية وإسهاماتها في خطط واستراتيجيات التنويع الاقتصادي.

رسالة عامة

في حِين يَضَعُ المنتدى رسالةً عامَّة تهدف للعمل على وضع أُطر نظرية يُمكن الاسترشاد بها في دعم جهود تعزيز استدامة قطاع الطاقة، ورفعها للجهات المختصَّة لصياغة خيارات استراتيجية جديدة تضمن مكاسب اقتصادية عالية وإدارة متوازنة للموارد، مع نشر الوعي وتقديم الحوافز لتشجيع تكنولوجيا الطاقة المستدامة. ومن بين الأهداف أيضا: دعم الابتكار في تصنيع البرامج والأجهزة ونشرها على نطاق واسع، وتوفير بيئة عمل مناسبة لمناقشة قضية التّصحر، وكيفية إعادة تأهيل الأراضي الرعوية، ومدى إمكانية إدخال تكنولوجيا نظم المعلومات لمراقبة الظواهر البيئية المختلفة، وانجراف التربة، ونشاط الكثبان الرملية الثابتة، وتناقص الغطاء النباتي وتدهور نوعيته، وتملح التربة وتقلص خصوبتها، وتهيئة الفرصة أمام الخبراء والمختصين لتحديث إجراءات حماية البيئة البحرية من التلوث؛ في ضوء اتفاقية لندن (1972م)، واتفاقية ماربول (1973م)، والمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية "ROPME" (1979م)، والمنظمة الدولية لحماية البيئة البحرية "IMO" (1974م)، المنضمة إليها السلطنة دوليًّا، والعمل على المساهمة في إيجاد سُبل ناجعة للتقليل من التلوث الهوائي، وإلقاء الضوء على مبادرات المسؤولية الاجتماعية المميَّزة للشركات والمصانع العاملة بمجالي النفط والغاز للحد من الانبعاثات الكربونية الضارة، كنوع من التحفيز للشركات الأخرى من أجل عُمان نظيفة بلا تلوث. ومع انطلاق شارة بدء البرنامج الوطني "تنفيذ"، يهدف المنتدى للمساهمة في صياغة إستراتيجيات وخطط وبرامج يُمكن الاسترشاد بها وتضمينها ضمن البرنامج، مع ضمان قابليتها للتنفيذ على أرض الواقع.

تعليق عبر الفيس بوك