راشد البلوشي

في إطار عملي الصحفي طُلب مني الكتابة عن قصص نجاح بعض الشباب المنخرطين في المشاريع الصغيرة والمتوسطة في قطاع السياحة البحرية، التقيت بعدد من الشباب في أعمار الزهور، لديهم الرغبة الجامحة في تحقيق أحلامهم التي نشأت معهم منذ الطفولة، خاصة هواة السفر والسياحة وركوب البحر.

لاحظت أن أغلب هؤلاء من سكان المناطق الساحلية ولديهم شغف بفنون البحر، استطاعوا أن يشقوا طريقهم إلى عالم السياحة البحرية، وما زاد إعجابي بهم، الإصرار في مواصلة مشاريعهم وسط تحديات مختلفة، قادرين على تولي المسؤولية في إدارة مثل هذه المشاريع. فهم مجموعة شباب عمانيين يسعون لبناء قاعدة ترفيهية عمانية سياحية متخصصة بالسياحة البحرية وتنمية الاقتصاد العماني.

فقد تركّزت أعمالهم على تنظيم الرحلات البحرية، تأجير قوارب النزهة، وتوفير القوارب السياحية ذات المواصفات العالمية من حيث الأمن والسلامة، بالإضافة إلى مكاتب السفر والسياحة، من مختلف ولايات السلطنة الساحلية.

وبما أنّ ولاية قريات من الولايات الساحلية لمحافظة مسقط تتميز بشواطئها وخلجانها الجميلة، ومواقع صيد أسماك القاع، بالإضافة إلى الكهوف البحرية، فلا يستطيع السائح الوصول إليها إلا عبر قوارب متخصصة  يتم نقلهم إليها، يجعل منها موقعا سياحيا جاذبا للسياحة، وبرغم وجود شباب يمارسون هواية الغوص بشكل أسبوعي ربما، وأحيانا بشكل يومي، إلا أنّ غياب مكاتب السياحة البحرية في الولاية يشكل معضلة كبرى، لا سيما وأن الولاية مقبلة على مشروع سياحي عملاق، مجمع قريات السياحي، سيضاعف الرحلات السياحية إليها، وستشكل مكاتب السياحة ضغط كبير من خلال فتح أفرع لهم في الولاية، إذا ما قام الشباب بفتح مكاتب رحلات سياحية تتولى مهام العمل السياحي.

فإذا كانت هناك معوقات مالية تمنعهم من ذلك، وليس لديهم القدرة المادية على فتح هذه المكاتب، فصندوق الرفد فاتح أبوابه على مدار اليوم، والداعم المادي والمعنوي، كما أنّ هناك بنوكا متخصصة في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالإمكان الاستفادة منها من خلال القروض الميسرة.

فلا يوجد مكتب أو نشاط يمارس فيه مهنة القوارب السياحية يذكر إلا واحد، فلا يعني ذلك أنه سيفي بالغرض، فسواحل الولاية شاسعة على مد البصر.

أُوجه دعوة صادقة إلى شباب ولاية قريات باستغلال الفرص القادمة لممارسة مثل هذه المهنة، لتعود عليهم بالنفع والفائدة، حفظ الله عمان وقائدها المفدى.

ALMEEN2009@HOTMAIL.COM