سفسطة

 

وليد الخفيف

 

تعرف السفسطة بأنَّها الحكمة المموهة والتلاعب بالألفاظ لطمس الحقائق والإجابة على السؤال بسؤال، والسفسطائي لديه القدرة على إقناع البعض بفكره وإن كان أجوفاً فهو بارع في تعليق الأخطاء على الغير ومتمكن في تحويل الأنظار عن الموضوع الأصيل محل النقاش إلى صراع هامشي لا يمكن أن تخرج منه بنتيجة.

فعذرا أيها القارئ العزيز لعودتنا إلى العصر الروماني لنستقي منه مواقف نعيشها في وقتنا الحاضر، فما أجمل أن يسبح البعض بخياله الواسع يجول به يمينًا ويسارًا فيحلم وعيناه مفتوحتان بأنَّ ما حققه إنجاز، والغريب أن تجد مجموعة من النائمين يساندونه في حلمه أو أوهامه إن صح التعبير، والسبب في بطن الشاعر! فما أجمل أن يحلم النائمون حلمًا واحدًا معمماً عليهم جميعًا كورقة امتحانية في لجنة واحدة، إنه استثناء فقط للمبدعين، فيا صديقي عٌد إلى الواقع فأنت الأخير أو قبله بقليل في مُسابقة ضعيفة لم ترق لحد الطموح، انس المُسابقات الشاطئية التي صنعتم منها جبلا ثلجيا سيذوب مع مطلع الشمس، فالإنجاز الزجاجي مولود من رحم ألعابٍ ليست أولمبية، استيقظ يا عزيزي من ثباتك العميق وعد إلى واقعنا فمهما كانت أبصارنا ضعيفة فبصيرتنا تكشف الحقيقة المُرَّة، فالناقد الذي أفصح لسانه بالحق المجرد ليس عدواً لك وإنما هو مرآة لم ولن يطالها التزييف، وثق أن تحويل رقعة المعركة من الميدان أو المضمار الأصلي إلى هوامش الأمور لم يعد مفيدًا لتحويل نظرة الوسط الذي سئم سماع مبررات واهية .

استمتعت قبل أيام بمقال لأحد الزملاء يدعو المؤسسات الرياضية للكشف عن مشروعتها للسنوات الأربع القادمة فربما يولد البلد الأولمبي الذي ننتظر طلته البهية، فتساءل: هل سيكون لنا نصيب من الميداليات الأولمبية أم سنخرج كالعادة من المولد بلا حمص؟ ورغم وجاهة السؤال وموضوعية الطرح غير أن التجاهل كان الرد الشافي الوافي من الجهات المخاطبة، لأن الإجابة الحقيقية ألا مشروع، فالتكتم سياسة مُتَّبعة تخفي أسباب عدم مشاركات البعض في خوض التصفيات القارية في الألعاب المعترف بها أولمبيا، فنتفاجأ ببطولات انطلقت لم نشارك في تصفياتها أصلا، فهل الخوف من نتائج كارثية يخشاها البعض السبب المغلف بالسكوت؟ أم أن البطولات الخليجية "غير المعترف بنتائجها" هي الأهم؟ فما أجمل أن تواصل العمل على نهج سابقيك! ولا تنسوا تكرار التعلل بالإمكانيات فهناك شخصان في القطب الشمالي لم يسمعا هذا المبرر الوجيه! ولكن هل قدمتم ما يشجع الدولة على تكريس موازنات أكبر وما هو المردود الذي نالته حينما رفعت قيمة الدعم؟ فما قدَّمتوه يبقى ضئيلاً مُقارنة بما تناله مؤسساتكم فكفانا مزايدات بوتر الإمكانيات، ولم تعد البطاقة البيضاء مقبولة لمشاركات أولمبية، خوضوا التصفيات بشجاعة وتحملوا المسؤولية ومن لم يستطع تغيير فكره بما يتفق مع الإمكانيات والهدف الأولمبي فعليه أن يسمع كوكب الشرق وهي تغني "أسألك الرحيل".