أكد العلاقات "الاستثنائية" بين عمان والمملكة المتحدة.. وأثنى على مناخ الاستثمار بالسلطنة

وزير الدولة البريطانية لشؤون الشرق الأوسط يشيد بجهود جلالة السلطان في احتواء أزمات المنطقة

 

 

مسقط - العمانية

ثمّن معالي توبياس ألوود وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا رئيس الجانب البريطاني في مجموعة العمل العُمانية البريطانية المشتركة، الجهود التي تبذلها السلطنة في القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- لاحتواء أزمات المنطقة من أجل استتباب الأمن والاستقرار.

وأعرب معاليه- في حديث خاص لوكالة الأنباء العمانية- عن امتنان وتقدير الحكومة البريطانية لجهود السلطنة الحثيثة في هذا السياق، مبينا أنّ ما يلفت الانتباه هو أنّ السلطنة لا تهتم بأمنها فحسب، بل تبذل جهدًا جبارًا من أجل تعزيز أمن المنطقة ودولها من خلال تسوية النزاعات بين الأطراف المتصارعة وجمعهم على طاولة الحوار والتشاور. وخلال حديثه مع الوكالة العمانية، نقل معالي توبياس ألوود وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا تحيات الحكومة البريطانية لجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- وتمنياتها لجلالته بموفور الصحة والعافية. وأشاد معاليه بالعلاقات الثنائية المتنامية بين البلدين الصديقين في المجالات كافة، مؤكدًا أنّ زيارته للسلطنة تأتي في إطار حرص الحكومة البريطانية على تعزيز وتنمية هذه العلاقات في المجالات السياحية والتعليمية ومجالات الأمن والدفاع، لاسيما أوجه التعاون التجارية والاستثمارية التي تعود بالنفع على شعبي البلدين الصديقين. ونوه إلى العلاقات الاقتصادية والاستثمارية القائمة بين البلدين، وقال إن بلاده تعزز الاستثمار الأجنبي في السلطنة باستثمارات تقدر بحوالي 6 مليارات جنيه إسترليني. وأشار معاليه إلى الاتفاقيات الاقتصادية والشراكات الموقعة بين الجانبين؛ مثل اتفاقية الشراكة بين شركة بي بي البريطانية وحكومة سلطنة عمان في مشروع خزان، والذي يقدر بحوالي 16 مليار دولار أمريكي، واتفاقية الشراكة بين شركة عمان للحوض الجاف ومجموعة بابكوك الدولية البريطانية. وأكد معاليه أنّ هذه الاستثمارات والشراكات تعكس مدى حرص بريطانيا على تعزيز التعاون التجاري والاستثماري مع السلطنة، كما تترجم ثقة الشركات البريطانية في البيئة الاستثمارية بالسلطنة.

وتطرق معاليه إلى مجموعة العمل العمانية البريطانية المشتركة، التي تجتمع مرة كل ستة أشهر بالتناوب بين مسقط ولندن، مشيرًا إلى أنّ المجموعة ركزت في بداية إنشائها على التعاون في مجالات الهيدروكربون والنفط والغاز والدفاع، وقد توسعت لتشمل الخدمات المالية والحوكمة ومجالات حقوق الإنسان وريادة الأعمال، مع التركيز خلال الفترة الراهنة على سبل تعزيز الاقتصاد. وتحدث معاليه عن أزمة النفط العالمية والتحديات التي تواجهها الدول المصدرة للنفط بما فيها السلطنة التي اتخذت خطوات جديرة بالإشادة من أجل التغلب على تحديات أسعار النفط والبحث عن مجالات أخرى لتنويع مصادر الدخل، مشيرًا إلى أنه زار مجلس البحث العلمي وتعرف على البحوث والدراسات والمشاريع التي يتبناها المجلس، لا سيما تلك المتعلقة بدعم الابتكار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة. وأشار معاليه إلى برنامج الإعفاء الإلكتروني من التأشيرات البريطانية للمواطنين العمانيين الذي تم تطبيقه اعتبارًا من الأول من يناير 2014، مؤكدا أن هذه الخطوة أسهمت في تنمية العلاقات الثنائية القائمة بين البلدين الصديقين. وأكد معاليه أنّ بريطانيا تسعى لتسهيل إجراءات الدخول لها، وخاصة لمواطني الدول التي تتمتع بعلاقات استثنائية معها مثل السلطنة، مشيرًا معاليه إلى أنّ بلاده بصدد التحول للمرحلة الثانية من برنامج الإعفاء الإلكتروني من التأشيرات للمواطنين العمانيين. وقال إنّ اجتماعات مجموعة العمل العمانية البريطانية المشتركة تطرقت إلى سبل تذليل كافة الصعوبات التي تواجه المواطنين العمانيين فيما يتعلق باستخراج التأشيرة التي تتطلب تعبئة الاستمارة الإلكترونية قبل السفر بـ 48 ساعة. وحول خروج بلاده من منظومة الاتحاد الأوروبي، أوضح معاليه أنّ هذه الخطوة تمثل فرصة لإعادة النظر في علاقات بريطانيا مع باقي الدول الأوروبية، كما تتيح المجال لعقد مزيد من الصفقات التجارية والاستثمارية مع شركائها وحلفائها الاستراتيجيين بعيدا عن مظلة الاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن مجموعة العمل العمانية البريطانية المشتركة أنشئت بموجب مذكرة التفاهم الموقعة بين البلدين خلال الزيارة التي قامت بها جلالة الملكة اليزابيث الثانية ملكة المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا الشمالية إلى السلطنة في نوفمبر 2010. وتعمل المجموعة على تعزيز وتنمية العلاقات بين البلدين وفتح آفاق أرحب للتعاون في مجالات التعليم والتدريب، إضافة إلى التعاون التجاري في مجال المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

تعليق عبر الفيس بوك