برشلونة "المتقلب".. كل الحكاية في أسبوع

 

حسين الغافري

 

(1)

فترة عصيبة جداً يمر بها النادي الكتالوني وظهور باهت أصبح يُقدّمه منذ مدة ليست بالقصيرة خلال موسمه الحالي. كثيرة هي الأسباب والمُعطيات التي تُعلّل ذلك الحضور الهش وفي مناسبات كثيرة، آخرها في تورينو أمام يوفنتوس الإيطالي وسقوطه المخيب بثلاثية نظيفة وهشاشة الظهور بآخر لقاءات الدوري المحلي! ما يمكن قوله إن الوضع الذي يمر به برشلونة غير مفهوم وبه من الضبابية الشيء الكثير. فتارة يُقدّم مباراة سيئة يظن المُتابع من خلالها بأن الموسم مآله بأن يكون للنسيان، وتارةً أخرى ينتفض ويستفيق بكرة قدم حقيقية وينتصر بكم كبير من الأهداف وبنظرة مغايرة تُبشّر بموسم حافل بالألقاب.

 

(2)

وكُل الحكاية في شكل وهوية موسم برشلونة الذي ستحدده الأيام المقبلة، فهو أمام مفترق طرق من خلاله يمكن أن يقرر مصيره بيده، صحيح أن الأمور معقدة والقراءات الفنية لا تعطي أملا في تجاوز المهام الشائكة بسلام إلا أنه لا خيار آخر. مساء الأربعاء سيقارع يوفنتوس لإياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا وأمام ثلاثة أهداف مطالب بقلبها على يوفنتوس بـ "ريمونتادا جديدة" بعد تلك التي عاد فيها أمام باريس سان جيرمان. ومساء يوم الأحد في الكلاسيكو الإسباني الكبير أمام ريال مدريد الذي يتصدر الترتيب بفارق ثلاث نقاط وبمباراة مؤجلة. من الضروري جداً في لقائه أمام غريمه الملكي العودة بالنقاط الكاملة وإبقاء الحظوظ متاحة حتى المرق الأخير إذا ما أراد تحقيق اللقب المحلي وإلا فإنّ أي نتيجة مغايرة مرشح من خلالها الريال في الظفر بالدوري ونحن نعيش آخر اللقاءات فيه والقبض على الصدارة في هذا الوقت بالتحديد ينبئ بهوية البطل بعد أسابيع قليلة.

 

(3)

المُتابع لحالة برشلونة هذا الموسم يُدّرك تماماً أن الفريق يعيش أزمة ثقة بين المدرب واللاعبين وهو أمر بدأ يظهر شيئاً فشيئاً على السطح أبرزها الأخبار المنتشرة بخلافات بين المدير الفني انريكي والمدافع بيكيه بالإضافة إلى انتقاد المدرب للاعبيه بعد لقاء يوفنتوس وتقصيرهم في القتالية والانضباط بالرسم التكتيكي. ومن الناحية الفنية يمكن القول إن الخيارات المنتدبة لبرشلونة هذا العام لم تُقدم الإضافة الكافية رغم القيمة المالية الهائلة التي أنفقها النادي على هؤلاء، أضف لها التعاقد مع الإسباني فيدال والتركي توران بعد انقضاء عقوبة التعاقد مع أي لاعب جديد قبل عام ونصف المقررة من الفيفا. جميعها باستثناء المدافع الفرنسي أومتيتي لم تضف المطلوب وشكّلت بفقدان عامل حيوي في خلق التنافسية مع الفريق الأساسي والتعويل عليها في الاستحقاقات الكبرى التي ينافس عليها برشلونة. في كل الأحوال الموسم يقترب من نهايته وبرشلونة يحتاج إلى إعادة شكله وروحه ودماء جديدة يمكن أن تخلق تركيبة حيوية تعيد برشلونة إلى سابق عهده. أما اليوم فإن الموسم أصبح كما ذكرنا يسير إلى مفترق طرق خلال السبعة أيام المقبلة. قبل ذلك كله "الكلاسيكو" ولقاء يوفنتوس مساء الأربعاء وبعدها من المُمكن تقرير موسم برشلونة الحالي.. دعونا ننتظر!

 

HussainGhafri@gmail.com