الشيخ أحمد الرواس.. رئيس ذهبي لنادي الذهب

 

أحمد السلماني

القصة بدأت العام 1968م، وفي أوج أزمة جنوب البلاد حينها، ومع ذلك فإن إرادة الإنسان العماني تأبى إلا أن تفرض رغبته في العيش بسلام وأن يمارس حقه الطبيعي بالتعبير عن رغبته هذه بصورة مذهلة، فاستعاض عن الحرب بالسلام، وفرض واقعا جديدا حينها في العيش طبيعيا وكان من ترجمان ذلك ظهور نادي ظفار العام 1970، قبل ذلك كانت هناك فرق النهضة والعربي التي اتحدت تحت مسمى واحد وهو نادي الشعب من صلالة ونادي الشعلة من الدهاريز لتشهد البلاد ميلاد نادي ظفار مع ميلاد النهضة المباركة المجيدة. وحسب المصادر الشحيحة فإن أول من ترأس هذا النادي كان الشيخ سالم بن مسلم الكثيري والذي يحسب له ومن معه في تلك الفترة تأسيس القاعدة التي قام عليها بناء زعيم الأندية العمانية والذي صار واحدة من ناطحات السحاب في سماء الحراك الرياضي والثقافي والاجتماعي بالسلطنة. ولأنّ الأساس كان متينا وقويا فإنّ ثباته وبعد 46 عامًا من زعامة الأندية العمانية يعد دليلا على أنّ المنهجية التي قام عليها بنيان الآباء لا يحيد عنه الأبناء، لذا فلم نشهد وعلى مدى تاريخ النادي نزوله لدوري الدرجة الأدنى كرويا أو أنّه مهدد بذلك إلا نادرًا، إنّها المنهجية السليمة والأساس المتين والذي كان ممن ساهم فيه أيضا الشيخ سيف بن حفيظ الرواس وعلى مدى 12 عامًا من رئاسته للنادي، حفل الزعيم بالكثير من الإنجازات والحضور اللافت بين أندية السلطنة.

 إنّ قصة أسطورة نادي ظفار وثباته تحتاج إلى بحث عميق ودراسة لكل من يرغب في تكوين أي كيان رياضي أو شبابي ليسأله عن السر وراء كل ذلك، ولا ريب أنّ بطل هذه السطور البسيطة لم يكن ببعيد عن مشاهد تأسيس النادي وتكوينه وانطلاقته وإنجازاته، بل إنّه يعتبر الرئيس الذهبي لنادي ظفار نظير البطولات والإنجازات التي تحققت طوال فترة رئاسته للزعيم منذ العام 1986 إلى العام 1997م، إنه الشيخ أحمد بن سالم بن عامر الرواس.

عقد من الزمان ويزيد قليلا تمكن ظفار كرويا فيه من جمع ثنائية الدوري والكأس العام 1990 وكأس الاتحاد العام 1991م وتأهل للدور الثاني بكأس الكؤوس الآسيوية ودرع الدوري الأعوام 92/93/1994 وبطولة أندية أبطال الخليج للناشئين العام 1992م واستضاف بطولة الأندية الخليجية (خليجي 9) بمسقط وحل فيها رابعا ومثل السلطنة في ذات البطولة الأعوام 1993 بالكويت و1994 بمدينة العين الإماراتية و1995 بالمنامة ليحقق وصافتها، كما شارك في البطولة الآسيوية العام 1996.

ولإتاحة الفرصة للشباب المتحمس، ترجل الفارس عن صهوة جواده ومع ذلك كان وظل داعما للقلعة الحمراء وأحد أهم المنظرين لعملها ومرجعية لأهم القرارات المفصلية في تاريخ النادي، واليوم تناهى إلى مسامعي وآخرين ممن يكنون له وأمثاله التقدير والاحترام نظير ما قدمه لظفار وللرياضة العمانية بأنه يعاني عارضا صحيا ندعو الله أن يكون عابرا وأجرا وعافية، وبالتالي صار حريا بالإعلام الرياضي أن يسلط الضوء مجددا عليه ومن كان على شاكلته، فهؤلاء من قدموا ووهبوا الوقت والجهد والمال والعرق من أجل رسالتهم النبيلة في النهوض بالمؤسسات الرياضية والثقافية والفكرية التي تعنى بالشباب وإبراز قدراتهم وإمكانياتهم ومواهبهم.

لذا هي دعوة صريحة للإعلام بشكل عام وللمساق الرياضي منه، أن نبحث عن هؤلاء، الذين أفنوا شبابهم في خدمة المجتمع للنهوض به والرقي بمكوناته لنذكر الأجيال الحالية والقادمة بما قدموه وتوثيق تاريخهم فمن لا ماضي له فهو بلا حاضر وإنّ نسيانهم إنما هو من النكران والجحود، ولأبناء الزعيم عامة وأبناء الشيخ أحمد خاصة، خذوا والدكم الشيخ في جولة لمرافق النادي وملعبه ليشاهد الفتية وهم يدحرجون ويلعبون بالكرة، فإنّ ذلك سيسعده حتما ويخفف عنه وطأة العارض الصحي أو وافوه بالزيارة وتجاذبوا معه الحديث فهو في أمس الحاجة لذلك، فلعمري إنّ أبناء الزعيم بل كل المحافظة هم أبناؤه، ونعم الأبناء البررة، وللشيخ نقول صبر جميل والله المستعان، مع عميق اعتذاري لأي معلومة في غير مكانها فقد اجتهدت كثيرا لأتوصل لتاريخ الرجل إلا أن المصادر شحيحة، ومثل الشيخ لا توفيه المقالات حقه بل يحتاج لمجلدات ومداد أكثر.