ملاك العمارات رفقا بطلبة الكليات

 

راشد البلوشي

برغم ما يُعانيه طلبة الجامعات والكليات في السلطنة من مشقة الوصول إلى  كلياتهم، متنقلين بين سيارة أجرة إلى باص صغير يجمعهم من هنا وهناك، وضياع الوقت إلا أن عودتهم إلى مسكنهم الذي من المفترض أن يكون مهيأ بعد عناء يوم دراسي وتتوافر فيه وسائل الراحة. فإنَّ الأمر يتعدى ذلك الجهد، حيث يعانون ارتفاع أسعار الإيجارات الذي أصبح هاجسا يُؤرقهم عند بداية كل شهر، ذلك المؤجر الذي يسعى إلى زيادة ربحيته من طلبة وطالبات الكليات.

هؤلاء، طلبة علم ومعرفة، وليس باعة أو موظفين يسعون إلى طلب الرزق من خلال وظائفهم ليعودوا إلى سكنهم وفي أيديهم نهاية الشهر الأوراق النقدية، بل يغدون إلى قاعات الدراسة ليعودوا بالمعرفة والتحصيل الدراسي طوال يومهم، لتبدأ مرحلة المذاكرة وأخذ قسط من الراحة.

فما يستلمونه من مُخصصات مالية من جامعاتهم وكلياتهم لا يفي بتلبية احتياجاتهم اليومية من أكل وشرب وغيرها، لا سيما والأسعار في ازدياد، فهل يعقل بأن طالباً أو طالبة جامعية تعيش في غرفة مشتركة مع أكثر من ثلاثة أشخاص، وكيف تكون هذه الحياة؟، فيما نجد أن بعض الغرف المستأجرة تحتوي على أكثر ستة أشخاص وتصل قيمة السرير لأكثر من خمسين ريالاً.

شيء طبيعي بأنهم يرضون هكذا حياة من أجل تحقيق هدفهم الذي ابتعثوا من أجله، ليعودوا إلى أهلهم بشهادات العلم.

فيا مُلاك العمارات رفقًا بطلبة الكليات فهم يمرون بضائقة مالية. فرق بين مستأجر كموظف وبين طالب، فالشريحة الأولى قادرة على التكيف مع ارتفاع الأسعار، فيما تقف الشريحة الثانية عاجزة عن مسايرة الارتفاع، فترضى بالسكن المشترك لأكثر من ثلاثة وبعض الأحيان يصل العدد إلى ستة أشخاص ، بهدف توزيع قيمة الإيجار بينهم . فالإيجارات أصبحت تكسر ظهورهم، وتقلل من نشاطهم، فلا نريد لهم إلا الراحة النفسية، والاهتمام بدراستهم، وإيجاد الجو المناسب للمذاكرة، لاسيما طلبة الطب والهندسة.

ما أسمعه بأذني عن معاناة الطلبة والحياة في السكن، يؤلم النفس، يحاولون التكيف مع مستحقاتهم المالية والتوفيق بين نفقاتهم ومصاريفهم. 

نأمل أن تجد الجهات المختصة لطلبة الجامعات والكليات حلولاً مناسبة تخفف من أوضاعهم ليركزوا على حياتهم الدراسية، حفظ الله عمان وقائدها المفدى.

 

Almeen2009@hotmail.com