اللجنة الأولمبية.. ما هو مشروعكم؟

أحمد السلماني

أطلق الأشقاء في المملكة العربية السعودية الأسبوع الفائت مشروعهم العملاق والجريء "ذهب 2022" وهو مشروع أولمبي تطويري جديد، تهدف من خلاله اللجنة الأولمبية والرياضة السعودية إلى تحقيق من 80 إلى 100 ميدالية ملونة في دورة الألعاب الأولمبية 2022، ولن يتأتى ذلك إلا بالسعي نحو اكتشاف المواهب وصقلها والمباشرة في صناعة الأبطال، ومن أجل ضمان انطلاقة قوية وشراكة حقيقية بين جميع قطاعاتها الرياضية فقد أقامت ورش عمل لرؤساء وأمناء الاتحادات الرياضية كافة، وبحضور رئيس اللجنة المنظمة لأولمبياد لندن 2012 اللورد سبستيان كو للاستفادة من خبرته الكبيرة. واعتمد للمشروع موازنة ضخمة بلغت ملياري ريال سعودي أي ما يعادل 550 مليون دولار أمريكي تقريبا، وهي ميزانية ضخمة جدا، ولكن فيما يبدو فإنّ حصولهم على 8 ميداليات ملونة في أولمبياد ريود دي جانيرو الفائتة قد استفزتهم عند المقارنة مع ما جنته دول أخرى لا تمتلك ولو النزر اليسير من الإمكانيات الكبيرة لدى المملكة، المشروع واضح الهدف والفترة الزمنية ويستمد جرأته في كونه سيسابق الزمن من أجل ضمان حضور كبير يقفز برياضتهم لمصاف الصف الثاني من دول العالم، لأنّ الواقع يقول من الصعب في هذه الفترة الزمنية أن تقارع الصف الأول من الدول التي بدأت مشاريع صناعة الأبطال منذ عقود وتتعاطى مع الرياضة بعقلية احترافية واستثمارية تحقق عوائد اقتصادية للصرف عليها والمساهمة في الناتج القومي كالصين والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وروسيا مثلا ولكنّها البداية.
الطرح السابق إنّما هو للإسقاط على واقعنا الرياضي بعد الحضور الباهت في ريودي جانيرو، وكنا ننتظر من اللجنة الأولمبية حينها أن تتنحى بعد هذا الفشل الذريع فإذا بهم يصرون على البقاء في مقاعدهم بالترشح لولاية تالية وكان لهم ما أرادوا، أمّا وقد كان، فالسؤال الذي يطرح نفسه، ما هو مشروعكم؟ هنا لن نقفز على الواقع ونطالب بعشرات الميداليات وإنما ننشد مشروعًا واضح الأهداف وطريقة التنفيذ والمدة الزمنية لذلك، وبما يضمن حضورا جيدا يعكس حالة الرخاء والازدهار الذي تعيشه السلطنة والحمد لله.
ستعتذرون بالمال وبقلّة الإمكانياّت، وهنا نقول نعم، إنّه عصب الرياضة ولكن وطوال فترة وجودكم باللجنة الأولمبية، ماذا صنعتم من أجل رفد الموازنة؟ أين هي مساعيكم في الشراكة مع القطاع الخاص وحتى مؤسسات الدولة؟ أليست البنية التحتية الرياضية التي نمتلكها وتنتشر في كل مكان بالبلاد هي دعم وقيمة مضافة لبناء "المشروع الأولمبي".
إنّ المشهد الرياضي بالسلطنة ليس سوداويًا، بل على العكس تمامًا، فنحن وفي هذه الفترة نشهد ونلمس حراكًا رياضيًا وإنجازات طيبة تُبشِّر بالخير، وجل ما تبقى إنّما هو في "مشروع رياضي وطني أولمبي" تشارك فيه كل القطاعات ذات العلاقة بالرياضة ووزارة التربية والتعليم والمؤسسة العسكرية التي تمتلك بنية تحتية مهيأة وجيدة فضلا عن المواهب الرياضية التي تعج بهما ولا تجد من يأخذ بيدها نحو العالمية، واقترح على أصحاب القرار وقف هدر المال والطاقات بالمشاركة في البطولات الإقليمية والهامشية والتركيز على البطولات القاريّة والعالمية فهي ما تحقق لك الحضور، وكنا ولا زلنا ننتظر هذا المشروع الحلم.

Hakeem225@hotmail.com