إضاءة

بين قمة "الميّت".. ونوايا الأحياء

مسعود الحمداني

(1)
سأل صاحبه: هل انتهت القمة العربية؟
رد عليه: وهل بدأت لتنتهي؟!!.
(2)
بيانات القمم العربية الختامية مُكررة، ومُعادة، ومُجمّدة في ثلاجة (الجامعة)، حتى إنّه يُمكن لأيَّ رجل شارع أن يتنبأ ببيان القمة القادمة وبعد القادمة منذ الآن.
(3)
مشاهد (الملاسنات) والمشادات الكلامية بين الرؤساء ما تزال ماثلة للعيان.. في السابق كانت هذه (المُهاترات) تدور بين أربعة جدران، أما الآن فلا جدران للعالم..لدرجة أنَّ أحد المُحبطين ـ حين شاهد ملاسنة (ساخنة) على الهواء بين وفدين ـ صرخ: فضحتونا يا (أمم)..
(4)
كثيرٌ من القمم العربية خرجت بخلاف وقطيعة بين الرؤساء، ثم أتت القمة التالية لتُصالح بين المُتخاصمين..وهكذا. يضيع وقت العرب (بين هجر وخصام، وقمم تهدر المال العام).
(5)
أسرع قرار اتِّخذته قمة عربية هو (تعليق) عضوية سوريا في الجامعة.. تخيلوا أن دولة مؤسسة للجامعة ممسوحة من خارطة القمة..
ظل النظام السوريّ قائماً، والمعارضة تقاتل، والقمة العربية غارقة في الفوضى، ولا (تعليق).
(6)
السوريون واليمنيون والعراقيون والليبيون مشردون في أوروبا، وفي بعض الدول (المجاورة)، بينما اكتفت الدول النفطية بإشعال الفتيل، ومنح الأموال.. والتنديد.. وعقد القمم ولوم (البعبع) الخفيّ وإيران.
(7)
هل ما تزال فلسطين أولوية عربية حقًا؟!!..
قمة البحر (الميت) تؤكد هذا، ولكن الواقع (الحيّ) يقول غير ذلك.
(8)
دول غير ديموقراطية تطالب بالديموقراطية في جمهوريات غير منتخبة، لتحقيق رغبات شعوبها!!.
لغز عربي يستحيل فهمه.
(9)
(الوحدة) العربية شعار عربي مُنتصب على الدوام، يقدّسه الساسة والشعوب لدرجة أنَّهم أطلقوا على فن (الرقص الشرقي) اسم (عَـ الوحدة ونص) تيمنّا بها.
(10)
الإرهاب و(الإسلام فوبيا).. فكر مُتشدد أخرجته بعض حكومات العرب من (قمقمها)، ونددت به في قممها.
(11)
أصبحت القمم بعد (القذافي) ثقيلة الدم، على الأقل كان (المشاهد) العربي يترقب فصول (المسرح السياسي) وشطحات (العقيد)..
الآن رغم وجود أكثر من (مُعمّر) إلا أنهم لم يسدّوا فراغه (القممي).
(12)
(اذكروا محاسن موتاكم)..
قالها مواطن عربي وهو يترحّم على (الجامعة) العربية و(جماعة التضامن) العربي الذين (تعاونوا على الإثم والعدوان..).

(13)
لو تعلّم الساسة العرب من دروس الماضي، لعرفوا أنَّ المستقبل ليس (للجامعات)، ولكن لقوة (الجماعات).
(14)
التاريخ لا تصنعه البيانات، بل تصنعه (النوايا) الصادقة والإرادة لتغيير الواقع المرير، إلى عالم يستحق أن نعيشه، ونفخر به.
الدول العربية تمتلك الإرادة بالتأكيد..ولكن هل تمتلك النوايا الصادقة؟!!
اسألوا التاريخ و(القمم).
Samawat2004@live.com