روَّادنا - عمر السكيتي
خيرات السلمي للحلوى العمانية، اسم معروف ليس فقط في السلطنة، وإنما في دول الجوار، لم تكن البداية هكذا بل كانت بسيطة للغاية، يرويها ناصر بن مبارك بن صدون السكيتي صاحب المؤسسة: البداية التي كانت مع الوالد -رحمه الله- حيث بدأ بصناعة الحلوى في مكان صغير وبسيط، ولم يكن هناك في تلك الفترة أكثر من نوعيْن من الحلوى، وكان يقوم بمساعدته هو وبقية إخوته، وتعلم منه طريقة وفنون الصناعة.
ويضيف ناصر: توقف والدي عن صناعة الحلوى لفترة طويلة، وخلال تلك الفترة قررت أن أخوض التجربة وأقوم أنا بصنع الحلوى، خاصة وأنني اكتسبت بعض الخبرات من الوالد، وبدأتُ بالفعل بمصنع صغير جدًّا ليس فيه سوى قدر طبخ واحد، أو ما يسمى "مرجل" فقط، وكنت أواجه بعض الصعوبات؛ لأنَّ صناعة الحلوى تحتاج للكثير من الدقة والتركيز. وبالفعل، كانت هناك بعض الأخطاء في البداية، ومع ذلك قمت بالمحاولة مراتٍ عدة، وكنت أستفيد وأتعلم من أخطائي شيئاً فشيئا، حتى جاءت النتائج كما كنت أطمح، وبدأت في تسويق الحلوى بمساعدة إخواني، ولم يكن الأمر سهلا في البداية أن تصل إلى عدد معقول من الزبائن وتكسب رضاهم عن المنتج؛ فيُقبلون عليه؛ كون المصنع لا يزال جديدا بعد توقف والدي عن الصنع، كما أنَّ المنافسة كانت صعبة لوجود عدد غير قليل من المصانع، كان التركيز في البداية على التسويق في عبري، وبالتدريج استطعنا أن نصل إلى عدد كبير من الزبائن وزادت المبيعات، وبعدها كان طبيعياً أن أقوم بتوسعة وتطوير المصنع وزيادة عدد القدور (المراجل)، بعد ذلك قمت بإنشاء أول محل لي وبدأت التسويق فيه، وكانت بداية جيدة وموفقة وقمت بتوفير عدة أنواع من الحلوى العمانية وكسب الكثير من الزبائن، كما يقدم المصنع حاليًا العديد من الخدمات؛ أولها توفير طلبات الحلوى بشكل يومي، والتوصيل إلى جميع مناطق السلطنة بكل سهولة، فقط عن طريق الاتصال نقوم بإجراءات التوصيل، ونوفر خدمة الكتابة على الحلوى بعدة أنواع من المكسرات.
ويكمل ناصر بقوله: نشارك في أغلب المناسبات المقامة في السلطنة وأثرت هذه المشاركات بشكل إيجابي على المصنع من حيث زيادة الانتشار وتقديم خدمات مميزة وحصرية، كمات نقوم باستقبال مختلف الزوار للمصنع من طلاب المدارس والكليات والسياح للتعرف على طريقة صناعة الحلوى العمانية ومشاهدة المراحل على الطبيعة والتعرف على المكونات والأدوات المستخدمة في صناعة الحلوى العمانية والتي تعد من أهم ملامح التراث العماني الأصيل ومهنة توارثتها الأجيال.
ويضيف: تميزت خيرات السلمي عن باقي المنافسين بالتركيز على جودة الحلوى التي يقدمها المصنع وكذلك تنوع المعروض من الأصناف كحلوى اللبان وحلوى التين...وغيرها من الأصناف التي نتميز بها، وأيضًا قمنا باستبدال الأيدي العاملة التي تقوم بإعداد الحلوى العمانية بآلات خاصة لتحريك الحلوى وهي تتميز بدقة وفعالية أكبر في تحريك الحلوى وتتميز أيضاً بالنظافة مقارنةُ بالأيدي العاملة البشرية. ونقوم أيضاً إضافة الى الكتابة على الحلوى برسم بعض الشعارات حسب رغبة الزبون؛ مما يعطي شكلاً مميزاً للحلوى العمانية، أيضاً يوجد لدينا العديد من تشكيلات الأواني حيث قمنا بالتجديد في أنواع وأشكال الأواني التي توضع فيها الحلوى.
وعن أبرز التحديات والصعوبات التي واجهها ناصر ليشق طريق تميزه، قال: كانت في بداية إنشاء المصنع الجديد وتزويده بالآلات؛ حيث عانينا من نقص السيولة المالية، حينها توجهت إلى بنك التنمية العماني، ووجدت هناك كلَّ ترحيب وعناية، كذلك ساعدتنا غرفة التجارة والصناعة بالتوجيهات ونقل الخبرات.
ويطمح السكيتي لتطوير هذه الصناعة وجعلها صناعة تُسهم في زيادة تنويع مصادر الدخل للسلطنة؛ حيث ينوي في المرحلة المقبلة البدء في إنشاء فروع في مختلف ولايات السلطنة، وأيضًا تطوير أنواع الحلوى العمانية.
وينصح السكيتي الشباب العُماني بالاعتماد على النفس وعدم انتظار الوظيفة، وخوض غمار المنافسة ولو بمشروع بسيط، وسيجد من يشجعه، وهناك الكثير من الجهات الحكومية، والبنوك الداعمة لمشاريع الشباب أو البنوك؛ فلا يجب أن نتردَّد ولنسرع بالمبادرة.