نقطة

شهد المنذرية

قرأت ذات يومٍ عبارةً تقول "الوطن ليس فندقاً كلما ساءت الخدمة تركته"، لوهلةٍ أخذت أفكر مع نفسي هل أصبح حالُنا يرثى له إلى تلك الدرجة تجاه هذه الأم العظيمة "الوطن"؟ هل أصبح تعريفنا للوطن نغيره بتطور العصر؟ إذا لماذا قيلت تلك العبارة!

   في الماضي كان تعريفهم للوطن مختلفاً جليا عنه اليوم، فقد فكانوا رغم العناء والشقاء وتنقلهم من أجل توفير حياةٍ أفضل لهم ولأسرهم إلا أنهم يعودون بتعب جبينهم وينفقونه في وطنهم، هنا يظهر صراحة أن الوطن لم يقدم لهم رفاهيةً ولا استمتاعاً ولكن قدَّم لهم الحياة، الأمان والسلام، الملجأ والمأوى، قدَّم لهم الحب والحنان، وعلمهم أنَّ الحياة تحدٍ ليست مكيفا وهاتفا وإنترنت مع قهوة، لأنَّ الوطن ليس هو من يُغير نفسه بل نحن نغيره بصنعنا، فالجلوس مع هؤلاء لبضع دقائق بإمكانه تجديد مشاعرنا التالفة فعلاً والجاهلة حقاً اتجاه هذا الوطن الذي قدَّم لنا الكثير ونحن ننظر إليه نظرة الأعمى، هم من يمكنهم تلقيننا دروساً عن الوطن، وما ذاك إلا لأنهم عاشوا حياتين واحدةً قبل السبعينات والأخرى بعدها.

   شخصياً تعلمت منهم ألا أنظر إلى من هو أعلى مني ولكن من هو أقل مني، تعلمت أن أتعب وأعمل وأجتهد لأحصل على ما أُريد، فلا أحد في هذه الحياة سيعطيني وإنما أعطي نفسي، وأبني وطني وليس الوطن من سيبنيني.

وبهذا أُنهي ما بدأت بقوله حتى وإن ساءت الخدمة فالوطن ليس فندقًا مؤقتًا، إنما الوطن هو السكن الدائمُ والعُش الآمن -نقطة-.

تعليق عبر الفيس بوك