طالب المقبالي
في شهر فبراير من هذا العام أعلنت وزارة الشؤون الرياضية عن نتائج مُسابقة جائزة الوزارة لمُبادرات الأندية "مبادرون" والتي شملت خمسة مجالات، من بينها مجال خدمة ذوي الإعاقة، الذي حقق فيه فريق مُحافظة جنوب الباطنة التابع للجمعية العمانية لأصدقاء المُسنين المركز الأول في مبادرة "سهل حياتهم" وهي واحدة من المبادرات العديدة التي يقدمها الفريق للمسنين منذ إشهاره في عام 2011 بموجب القرار رقم 10/2011م.
حيث انطلقت مبادرة "سهل حياتهم" في شهر نوفمبر من عام 2016 المنصرم وذلك بهدف توفير الأجهزة الطبية لكبار السن ملازمي الفراش والمُقعدين في محافظة جنوب الباطنة من خلال دعوة أفراد المجتمع والمؤسسات والشركات للتَّبرع بما تجود به أيديهم لتسهيل حياة المسن ومُقدمي الرعاية، وقد لاقت هذه المبادرة تجاوباً من قبل الكثير من أصحاب الأيادي البيضاء من أفراد المجتمع، وقد أتت المبادرة بثمارها حيث تم توفير أكثر من 550 جهازا تعويضيا منذ انطلاق المُبادرة.
فمن بين الأجهزة التي تمّ توفيرها، الأسرة الطبية، والكراسي المتحركة، وكراسي دورات المياه، والمشايات، والمراتب الهوائية، والأوكسجين، وجهاز البخار، وجهاز شفط البلغم، والعصا، والسماعة الطبية، هذه المعينات الطبية من الوسائل المعينة لكبار السن وللمعاقين، وقد لا يُدرك أهميتها الأصحاء، إلا أنها تعني الكثير لدى كبار السن والمرضى والمُعاقين.
فمن طبيعة حياة الإنسان أن يمر في حياته بعدة مراحل عُمرية، وبالتالي فهو يحتاج إلى رعاية استثنائية وخاصة في مرحلتي الطفولة والشيخوخة، وإن القيم الدينية والأخلاقية وحقوق الإنسان تؤكد على تقديم الرعاية المتكاملة وتوفير الحياة الكريمة لكبار السن باعتبارها واجب الدولة والمجتمع وحق لكبار السن، ولعل ما يُعزز هذا الواجب أيضًا، هو الاعتراف بما قدموه للمجتمع من خدمات، والتعبير عن بعض ما أسهموا به في خدمة بلادهم خلال سنوات عملهم وعطائهم.
فكبار السن في سلطنة عُمان عنوان للعطاء والبناء ورمز للتضحية والفداء في ظل ظروف حياتية ومعيشية صعبة.
وبادرة "سهل حياتهم" هي مكمل لمشروع كفالة مسن للقيام بتلبية احتياجاته من أجهزة تعويضية ومساعدة، وإعانتهم للحصول على رعاية صحية واجتماعية ونفسية وترفيهية دائمة، فاحتياجات المسن في ازدياد مع التغيرات الصحية والاجتماعية والغذائية والنفسية التي تحدث للمسن في هذه المرحلة العمرية. في ظل العجز والضعف وخاصة كبار السن من المعسرين الذين يفتقدون إلى السند العائلي.
وهي بمثابة دعوة لأصحاب الخير من المُحسنين من أفراد المجتمع للمشاركة في هذا المشروع وتقديم الخير لهؤلاء الآباء والأمهات.
وتهدف جمعية أصدقاء المسنين ممثلة في فريق جنوب الباطنة إلى توفير الاستقرار الأسري والصحي والاجتماعي لكبير السن وأسرته إضافة إلى حماية صحتهم وضمان كرامتهم وذلك بمُساعدتهم على مجابهة الصعوبات التي تعترضهم في حياتهم اليومية بحكم تقدمهم في السن.
كذلك تعزيز مفهوم الشراكة المجتمعية بين مختلف فئات المجتمع لزيادة التماسك بين أفراده وتحقيق الرفاه الاجتماعي للمُسنين الذين لا عائل لهم أو الذين لا تسمح ظروف أسرهم برعايتهم، إلى جانب تقديم الفرصة لجميع فئات المجتمع من شركات وأفراد للمشاركة في رعاية المسنين.
ولعل من أرقى الأهداف وأجملها الارتقاء بالمستوى المادي والمعيشي للمسنين ورعايتهم الرعاية الشاملة من خلال الكفالة، إضافة إلى سد احتياجاتهم وتحسين أحوالهم المعيشية والاجتماعية والصحية والنفسية، وإتاحة الفرص لممارسة الأنشطة التي تتناسب مع ميولهم وقدراتهم وخبراتهم السابقة وتعزيز التكيّف والتعايش مع المجتمع المحيط بهم.
muqbali@hotmail.com