طلاب وطالبات الجامعات في رمضان

طالب المقبالي

شهر رمضان المبارك على الأبواب، وهناك خَلْف الأسوار طالبات السكنات الداخلية في الجامعات والكليات الخاصة، اللاتي لا تُوفَّر لهن التغذية وهُنَّ أشبه بالسجينات، خاصة أيام شهر رمضان المبارك.

هؤلاء الطالبات يتعرَّضن للاستغلال من قبل أصحاب المطاعم والمقاهي القريبة من تلك الجامعات؛ حيث يَصَل سعر الوجبة الواحدة إلى ثلاثة ريالات في الأيام العادية، مع رسوم خدمة التوصيل للسكنات، فيما تتضاعَف الأسعار في شهر رمضان المبارك.

في المقابل، يُوْجَد هناك بعض أصحاب الأيادي البيضاء الذين يُقدِّمون "وجبة إفطار صائم" خلال شهر رمضان المبارك يوميًّا في المساجد أو في مُخيمات خاصة، وغالبا ما يكون المستفِيد من هذه الوجبات هم العَمَالة الوافدة غير المسلمة الذين يستغلون هذه المناسبة مع قليل من المسلمين.

فكما هو معلوم بأنَّ غالبية الطالبات من ذوي الدخول المتدنية ومن ذوي الدخل المحدود، ومن بينهم أيضا من أسر الضمان الاجتماعي.

ومن هُنا، ألفت انتباه أصحاب هذه المبادرات والجمعيات الخيرية بأن يتوجهوا إلى هذه الكليات والجامعات لتقديم جزء من طعام الإفطار لهؤلاء الطالبات اللائي في أمسِّ الحاجة لها، والتي ستعينهن على التحصيل الدراسي والابتعاد عن التفكير في كيفية الحصول على طعام الإفطار.

كما أتمنَّى من الجمعيات الخيرية التنسيق مع الكليات لتقديم وجبات الإفطار أيضا للجميع دون استثناء، حتى لا تتعفَّف المعسرات من تناول هذه الوجبات.

وقد علمتُ من بَعْض أولياء الأمور أنَّ هناك طالبات أحيانا لا يتناولن طعام العشاء بسبب ارتفاع أسعار المطاعم؛ وبالتالي يضطررن لتقاسم الوجبات مع زميلاتهن في السكن، وهذا نقلا عن بعض الطالبات اللائي عايشن الوضع.

هذا بالنسبة للجامعات والكليات الخاصة، أمَّا الطالبات في جامعة السلطان قابوس اللائي يُقمن في السكنات الداخلية فوضعهن مختلف تماماً.

فقد نشرتُ تغريدة في تويتر قبل أيام عن هذا الموضوع، عبر هاشتاج جامعة السلطان قابوس، تقول إن بناتنا في #جامعة_السلطان_قابوس يتعرَّضن لسوء التغذية بسبب تعارض مواقيت المحاضرات مع مواقيت مطاعم الأقسام الداخلية؛ مما يضطرهن لتناول وجبات سريعة.

فهناك طالبات لا تستفيد مثلا من وجبة الغداء التي تبدأ الساعة 12 ظهرا وتنتهي الساعة 2:30 بعد الظهر في الوقت الذي يتزامن مع بدء المحاضرة الأولى وينتهي موعد الغداء مع موعد بدء المحاضرة الثانية، والفاصل الزمني بين المحاضرتيْن لا يُمكِّن الطالبات من الذهاب إلى السكن والعودة إلى الجامعة، وكذا الحال بالنسبة لوجبة العشاء؛ مما يضطر الطالبات للجوء إلى شراء الطعام من المطاعم الخارجية التي توفِّر خاصية التوصيل إلى سكنات الطالبات بأسعار مُبالغ فيها، والتي تصلُّ في غالب الأحيان إلى أضعاف أسعار الوجبات في المطاعم القريبة من سكنات الجامعات والكليات الخاصة.

ولا ننسى حال الطلاب الذكور الدارسين في الجامعات والكليات الخاصة، فإنَّ بعض الطلاب قد تركوا الدراسة وتوجهوا للعمل لعَدَم مقدرة ذويهم على توفير مصاريف السكن والتغذية، وإنْ توفرت لهم بعثة مجانية للدراسة فإنَّ البعثة أحيانا لا تتضمَّن السكن والتغذية.

لذلك؛ أوجِّه مُناشدتي لأصحاب الأيادي البيضاء الذين يُقدِّمون "إفطار صائم" أن يضعوا في حُسبانهم هؤلاء الطلاب.. ففيهم المعسر.