لا تستعجلوا.. واتركوهم يعملون

 

أحمد السلماني

قليلةٌ هي تلك الأطروحات الإعلامية الرياضية التحليلية التي تنصف فرقنا الرياضية وتتعاطى بتجرَّد مع كل خسارة، وارتدادات عنيفة تصاحب كل فريق عُماني يخسر وذلك من قبل جماهيره ومُحبيه أو الوسط الرياضي سواء أكانت الخسارة محلياً أم خارجيًا، وإن كنُّا نعذر كل هذه الأطياف لأنَّ كل ذلك نابع من غيرة محمودة ومطلوبة باتجاه الكيان الذي نحب، لكن وفي المُقابل لا بد أن نضع الأمور في موازينها ونبحث داخل وحول أسباب الخسارة.

والحقيقة أنَّ هناك جوانب مُضيئة للرياضة العمانية فرضت وتفرض نفسها أرقاماً موجبة على الساحة المحلية والإقليمية منذ بداية هذا العام الذي بدأ ببشارة التفوق المطلق للمنتخب العسكري لكرة القدم بإحرازه لقب كأس العالم والذي أعاد الروح للكرة العمانية وأعاد الجماهير الحمراء للمُدرجات مرة أخرى، فضلاً عن كونه نسخة طبق الأصل للمنتخب الكروي الأول والذي يستعد لملاقاة بوتان في 28 مارس الحالي وشخصياً لمست حماساً وجدية من قبل اللاعبين ورغبة أكيدة من قبل جهازه الفني في إثبات الوجود وبالتالي أجدها سانحة لدعوة الجماهير العمانية مرة أخرى للزحف خلف الأحمر لتحفيز اللاعبين ومنحم الثقة من أجل عودة المنتخب للواجهة الآسيوية، فاللاعبون في قمة عطائهم البدني والفني والتكتيكي بعد خوضهم لغمار منافسات كأس العالم العسكرية والدوري والكأس الغالية وأيضاً لا نغفل المشاركات الآسيوية، وبالمُناسبة فمستوى الدوري يتطور ولو ببطء ومستويات الأندية مُتقاربة وتبقى مشاركاتنا في الجبهات الخارجية بحاجة إلى وقفة جادة ومراجعة مستفيضة ولا بأس من وقف المشاركات لحين اشتداد العود واستقامته وهو في الطريق لذلك وللأمانة فصحم كان قريبًا من الفوز على الوحدات الأردني ولكن لا زلنا نُعاني من أزمة ثقة.

نقطة مُضيئة أخرى تتمثل في الحراك الجميل للكرة الطائرة بالسلطنة والتي كنت أعتقد أنها باتت في حكم الموؤدة وأنها ذبلت مع الأيام وغابت ولكن أبى القائمون عليها إلا بعثها من جديد لنشهد تألقاً لافتاً لشباب الطائرة الشاطئية وتأهلهم لبطولة العالم للشباب بحلولهم سادساً آسيويا وهم المنتخب العربي الوحيد، وهناك أيضاً نقطة مضيئة وبشارة جميلة حملها التألق الكبير واللافت لمُمثلي السلطنة في البطولة العربية للكرة الطائرة ناديي السيب والسلام ووصول الأخير للمربع الذهبي للبطولة ولم تنته القصة عند هذا الحد بل إنَّ فصولها استمرت وواصل لاعبوه نجوميتهم بإحرازهم وصافة البطولة الخليجية خلف دار كليب البحريني قبل كتابة هذه السطور بساعات بعد أن حققوا 5 انتصارات مُتتالية بما فيها إلحاق الخسارة بالبطل ولكن خسارتهم من العربي القطري في بداية المشوار ونظام البطولة جعلت السلام بطلاً غير متوج ويستحق بحق استقبال الأبطال، وبالتالي فإنّ وراء هذه الإنجازات رجال مضيئون مخلصون، وجل ما أتمناه أن يستثمر اتحاد الطائرة هذا الألق والنجومية للأندية العمانية وجهوده هو أيضًا خير استغلال في تكوين منتخب قوي يُحلق بالطائرة العمانية في سماوات آسيا وربما العالم، نستطيع ذلك متى ما امتلكنا إرادة التفوق وصعود منصات التتويج.

لذا وبعد هذا السرد والذي هو نزر يسير من حراك رياضي كبير مغلف بالرغبة الشديدة نحو التغيير والتطوير من قبل الوزارة وبعض الاتحادات والأندية فإننا قادرون على بلورة كل ذلك على شكل إنجازات وبطولات.