المقبالي: عشقي للكاميرا بدأ قبل 4 عقود.. وتصوير الطبيعة في مقدمة هواياتي

...
...
...
...
...
...
...
...

الرؤية - خاص

يقول طالب بن مبارك المقبالي إنه عشق التصوير الفوتوغرافي منذ نعومة أظفاره، فكانت الكاميرا رفيقته منذ أربعة عقود ونصف العقد، فكانت أول لقطة التقطها بكاميرته البدائية أوائل سبعينيات القرن الماضي.

فكان يهوى التصوير بأنواعه، لا سيما تصوير الطبيعة، وقد كان يسكن في بيئة زاخرة بالتنوع البيئي في حارته القديمة؛ حيث بيوت الطين التي تحيط بها بساتين النخيل والمزروعات التي تسقى بمياه الفلج الذي تنساب مياهه عبر جداول صممت لتتلاءم مع طبيعة المكان، إلى جانب القلعة الشامخة منذ قديم الزمان لتروي حكاية زمن غابر وأجيال عاشت ثم رحلت، بينما بقيت القلعة شامخة تروي عبق الماضي وتراثا زاخرا بالإنجازات، فكل زاوية من زوايا هذه القلعة تعطيك لوحة تروي قصة مجد وتاريخ حضارة سطرها الإنسان العماني على مر السنين.

كذلك الأضرحة التي تحتضنها الحارة التي يسكنها والتي يرقد تحتها أئمة حكموا عمان في زمن ما وقد اتخذوا من الرستاق عاصمة لدولتهم. كل هذه المعطيات التي لازمت طفولته جعلت الكاميرا رفيقته لأكثر من أربعة عقود ونصف.

وقد سبق أن كتب مقالاً قصيراً عبر جريدة الرؤية، عن مسيرته في التصوير بدءاً من التصوير بالأبيض والأسود الذي ما زال يذكره بأيام طفولته حين يلتقط صورة ويجردها من ألوانها.

يقول المقبالي: لقد كان من بين كاميراته تلك الكاميرا فورية التحميض بالأبيض والأسود، حيث المتعة حين يلتقط صورة وينتظر بضع دقائق حتى تظهر الصورة فيرى النتيجة، موضحا أنها كانت تغمره الفرحة حين ينجح في اصطياد اللقطة من الزاوية المناسبة.

ويضيف: اليوم وأنا أسترجع ذكريات مسيرتي في  التصوير أتذكر تلك المعاناة التي عانيتها بعد اقتنائي لكاميرا متطورة حينذاك، فقد كنت أذهب إلى مسقط لشراء الأفلام حيث لا توجد في الرستاق محلات لبيع الأفلام ومستلزمات التصوير، وكنت أصور كثيراً وأجمع حوالي بين ثلاثة وخمسة أفلام، وكنت أذهب بها إلى مسقط للتحميض واستخراج الصور، وكنت حينها لا أمتلك سيارة، وإنما أركب سيارة أجرة، وعندما أصل مسقط أسلم الأفلام إلى محل التصوير وانتظر حتى المساء في قلق وخوف من تلف فيلم الصور، فكثيراً ما يفاجئني العامل في المحل بأنّ الفيلم تالف وغالباً ما يكون هو السبب في تلفه لخطأ فني في الأستوديو، فأعود من رحلتي الشاقة أجر أذيال الخيبة وأعتصر ألما لفقدي أجمل اللقطات، وأسترجع المعاناة التي عانيتها في السفر من بعد الفجر إلى الليل والعودة خائباً.

ويستطرد قائلا: في المقابل كم هي الفرحة حين أرجع إلى المحل مساء فيقابلني صاحب المحل بابتسامته المعهودة عند نجاح التحميض وظهور الصور، وفي المحل أفتح ظرف الصور وكأنني أفتح كنزاً ثميناً والفرحة تغمرني، فانتقي بعض الصور الجميلة لتكرار طبعها لتوزيعها على الأصدقاء.

ويقارن المقبالي بين الماضي والحاضر بقوله: لقد استمر الحال على هذا فانتشرت محلات التصوير وأصبح الوضع سهلا عن ذي قبل حتى ظهرت تقنية التصوير الرقمي، وهنا حدث الانقلاب الكبير، فتحولت استوديوهات التصوير إلى النظام الرقمي أيضاً، وأصبح استخدام الكمبيوتر أساسيا في تعديل الصور.

ويضيف قائلاً: أما في عالم الكاميرات فقد ظهرت كاميرات عديدة وتنافست الشركات في هذا المجال، وظهر في الساحة مصورون كثر وأبدعوا في هذا المجال، كما أن التصوير تخطى مجال التصوير المعتاد لتظهر هناك طائرات لاسلكية خاصة بالتصوير تحمل أرقى وأجود أنواع كاميرات التصوير الحديثة.

وبعيداً عن أضواء جمعية التصوير الضوئي تشكلت مجموعات تعنى بمختلف أنواع التصوير، كتصوير الحياة الفطرية بشتى أنواعها والذي يتطلب الوقت والجهد والمال، كذلك هناك مجموعات أخرى للتصوير الفلكي بشتى أنواعه والذي يتطلب هو الآخر السهر ليلا حتى الفجر وذلك لرصد الكواكب والمجرات والنجوم والقمر، وكل مصور أبدع في مجاله.

وحول تجاربه الشخصية يذكر المقبالي أنّه مارس التصوير في عدة مجالات منها تصوير الأبيض والأسود، وتصوير الطبيعة، والتصوير الليلي، وتصوير الحياة الفطرية، والتصوير القريب مايكرو، وتصوير الأشخاص، والتصوير الصحفي، وتصوير بانوراما، وتصوير سلويت، وتصوير تايم لابس، وتصوير ستوب موشن، وتصوير سينما جراف، والتصوير الكروي 360، والتصوير الجوي.

ويؤكد المقبالي أنّ لكل نوع من أنواع التصوير فنه ومتذوقيه، وهو فن يتطلب الجهد والمال والحس الجمالي؛ إذ إنّ التصوير عالم لا حدود له ومجال بلا نهاية.

تعليق عبر الفيس بوك