خلفان الطوقي
لم يتبق لهذه التظاهرة العالمية إكسبو ٢٠٢٠ والمزمع إقامته في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة سوى حوالي سنتين وثلاثة أرباع السنة، وهذه المدة تعتبر قصيرة جدا للمؤسسات التي تخطط جدولها قبل وقت كاف، وتعتبر طويلة جدا للمؤسسات التي لا تعترف بالوقت وأهميته.
تعتبر هذه التظاهرة عالمية بمعنى الكلمة لأنها تجمع حوالي ٢٠٠ دولة وجهة تحت سقف واحد وسط مساحة تفوق ٤٣٠ هكتارا، ويتوقع زيارة المعرض أكثر من ٢٥ مليون نسمة من كل أنحاء العالم، وسيخلق أكثر من ٢٧٠ ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة وبسببه ستنشىء قطاعات ومؤسسات وخدمات جديدة لم تكون موجودة من قبل.
فهل هذه المناسبة مهمة وأولوية أولى لنا كعمانيين خاصة ونحن نعتبر أقرب دولة لإمارة دبي ولا نبعد عنها بالسيارة إلا بضع ساعات بالطائرة أقل من ٤٥ دقيقة وبالبواخر البحرية عدة ساعات، وتحدنا عدة نقاط حدود مع شقيقتنا دولة الإمارات العربية المتحدة، عموما يبقى جواب السؤال بيدنا نحن إذا كانت هذه التظاهرة العالمية تعنينا أو لا تعنينا؟ فبقدر عظم أو انعدام التحضيرات الاستباقية والميدانية يكون الجواب على هذا السؤال.
المؤشر الأول لأهمية هذه الفعالية كان واضحا عندما قرر فريق إكسبو دبي ٢٠٢٠ زيارة السلطنة كأول محطة تعريفية عن المعرض العالمي، وما هذه الزيارة إلا لمعرفة أمارة دبي أنها بحاجة لتعاون جميع الإمارات وحتى الدول القريبة منها، وما علينا نحن في السلطنة إلا أن نعد العدة من عدة نواحي، الناحية الأولى أن تكون مؤسساتنا جاهرة للمنافسة الشرسة لتأخذ جزءا من بعض الأعمال المسندة للمشاريع المزمع طرحها قبل هذا الحدث العالمي، واستقطاب نسبة ولو بنسبة بسيطة لزيارة السلطنة والتمتع بما تحويه من تنوع حضاري وتضاريسي، أو حتى تشغيل عدد من الشباب العماني في بعض الوظائف المؤقتة التي قد تمتد بعضها لعدة سنوات قبل وأثناء وبعد المعرض والتي سوف تكسب شبابنا الخبرة العملية والمعرفة الواسعة والاطلاع الدولي .
لا يمكن أن تتحقق أي مكاسب للسلطنة من هذه المناسبة التاريخية التي تقام لأول مرة في الشرق الأوسط وإفريقيا وغرب آسيا ما لم توجد جهة تقود هذا التحرك كوزارة السياحة من خلاف إقامة ورشة عمل مكثفة تدعو فيها شركات الطيران المحلية كالطيران العماني وطيران السلام والسفريات والشركة الوطنية للعبارات وباقي الجهات التسويقية للسلطنة كدار الأوبرا السلطانية وشركة عمان للإبحار والشركة العمانية لإدارة المطارات ووزارة التراث والثقافة وهيئة الحرف اليدوية وغرفة تجارة وصناعة عمان وشرطة عمان السلطانية وإثراء والموانئ وكل العاملين وصانعي القرار والجهات الأكاديمية المعنية بالقطاع السياحي، وتحديد أولوياتنا من هذا الحدث من خلال وضع رؤية مشتركة وأهداف مكتوبة وخطوات استباقية ليكون لنا نصيب من الكعكة المرتقبة القادمة إلينا على طبق من ذهب.
لن تنجح أي ورشة عمل أو تجمع ميداني ما لم تكون هناك قيادة مبادرة ومتفتحة ومؤمنة باقتناص الفرص، ورغبة أكيدة من الجميع على إنجاح هذا التجمع واعتباره مشروعا وطنيا، وبمشاركة مخلصة من جميع أطراف العلاقة ليطرحوا رؤاهم العلمية في أوراق عملية ليتناقشوا ويفكروا ويقرروا في كيفية توزيع الأدوار والعمل جنبا إلى جنب والتكامل والتعاون مع الجهات المنظمة لإكسبو دبي ٢٠٢٠، فهل نحن مؤهلون لاقتناص الفرص لتستفيد الدولة والمؤسسات والأفراد، سنعرف الجواب من خلال التحرّك الميداني وتوقيته وتكامله وتناسقه وشموليته.