في حلقة نقاشية بالنادي الثقافي بالتعاون مع جامعة قطر

مختصون وخبراء يسبرون أغوار المتغيرات الإقليمية بمنطقة الخليج وتداعيات الحروب على مسار التنمية

د.باعبود: مسيرة التنمية بدول الخليج اقترنت بتقلبات أسعار النفط

د. أنور الرواس: الظروف العالمية تجبر دول الخليج على تغيير نمط التعاطي مع المجتمع المحلي

المسكري: الصراعات والحروب غيرت ملامح السياسات والاستراتيجيات في المنطقة

د. خالد الحروب: المجتمعات العربية الخاسر الأكبر جراء النزاعات المسلحة

الرؤية- محمد قنات

نظَّم النَّادي الثقافي بالتَّعاون مع مركز دراسات الخليج بجامعة قطر حلقة نقاشية عنوانها "منطقة الخليج العربي في ظل المتغيرات الإقليمية" وتشمل المتغيرات الاقتصادية وأثرها على منطقة الخليج العربي، والمُتغيرات الإقليمية وآثارها التنموية الاجتماعية على منطقة الخليج العربي، والمتغيرات السياسية وأثرها على التوازن الإستراتيجي في منطقة الخليج العربي، وتحديات العمل الثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي.

وتأتي هذه الحلقة بهدف التعاون المشترك مع المؤسسات والمراكز الثقافية بالدول الأخرى، والتي من خلالها يكمل النادي الثقافي هدفه في طرح مُختلف القضايا التي تهم المنطقة، ويؤكد أن دوره يتجاوز الحراك المحلي لتغطية الأحداث والقضايا الإقليمية والعربية.

وشارك في الحلقة باحثون وأساتذة متخصصون، طرحوا من خلال أوراقهم مُختلف المتغيرات والتحديات التي تواجه المنطقة من الناحية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وكيفية تجاوزها.

وقدَّم الدكتور عبد الله باعبود مدير مركز دراسات الخليج بجامعة قطر مداخلة بعنوان "تحديات الاقتصاد. هل أزماتنا الاقتصادية سببها النفط أم إخفاقات لسياساتنا الاقتصادية" وتناولت مسيرة التنمية في دول الخليج العربية والتي اقترنت مُباشرة بتقلبات أسعار النَّفط؛ حيث شكلت مداخيل النفط والغاز نسبة عالية من ميزانيات دول الخليج ومن إيرادات حكوماتها. بينما ركزت مداخلة الدكتور أنور الرواس على التحديات التي تواجهها منطقة الخليج من حيث الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي تشهد مُتغيرات كثيرة تطرأ بين الحين والآخر، مما يجعلها تتفاعل مع هذه الأوضاع وتؤثر وتتأثر بها. فالأوضاع السياسية الخليجية وإن كانت تظهر للعيان بأنّها مُستقرة إلى حد ما، إلا أنَّ هناك ظروفاً عالمية تجبرها على تغيير نمط تعاطيها مع مجتمعاتها الداخلية من حيث توسيع قاعدة المُشاركة السياسية، وتفعيل منظومة المجالس النيابية المنتخبة باعتبارها سلطة تشريعية نابعة من إرادة الشعوب، وفصل القضاء عن السلطة الحاكمة لكونها ميزان العدل ومظلة الأمن الاجتماعي.

كما تحدث الشيخ سيف بن هاشل المسكري عما شهدته منطقة الخليج منذ الربع الأخير للقرن الماضي من متغيرات سياسية، واقتصادية اجتماعية وتنموية، فمنذ انتصار الثورة الإيرانية وسقوط الشاه وقيام الجمهورية الإسلامية في إيران ما نتج عنه خلل في موازين القوى في المنطقة مما أدى إلى الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت لمدة ثمان سنوات، ورغم قرار مجلس الأمن الدولي الذي طالب بوقف الحرب والعمليات العسكرية، وعند قبول إيران وقف إطلاق النار لم تغتنم دول الخليج فرصة الهدوء النسبي وأخذ المبادرة لدفع العمل نحو الاستقرار وإعادة الإعمار في البلدين وخلق مناخ اقتصادي مزدهر، تستفيد منه دول المنطقة اقتصادياً وتنمويا من أجل استقرار سياسي دائم حتى فوجئت بتغيرات سياسية وتداعيات ومتغيرات في منطقة الجزيرة العربية فقد على إثرها العرب دولاً كانت من أعمدة النظام العربي مما أدى إلى تأثيرات مهمة في منطقة الخليج على المستويات المتعددة .

أما مداخلة الدكتور خالد الحروب فعنوانها "دول الجوار الإقليمي، إيران وتركيا: التحديات والاحتمالات" والتي ناقش فيها الدور الذي تلعبه إيران وتركيا في الأزمات والحروب القائمة على أراضٍ عربية، وهي الحروب التي تدفع فاتورتها وخسائرها بلدان ومجتمعات عربية، وما يترتب على ذلك من تأثيرات في منطقة الخليج العربي.

إلى ذلك، من المقرر أن يُقدم الدكتور محمد العريمي في ثاني أيام الحلقة النقاشية اليوم مداخلة تهدف إلى تبيان المقصود بالمتغيرات، الأحداث أو التطورات ذات الطبيعة المتغيرة بالنسبة لدول الخليج العربية، فهناك ثوابت وأسس دائمة وراسخة، ومتغيرات تطرأ وتنتهي، ولكنها تترك آثارها على الدول والشعوب والمناطق التي تتعرض لها. وسيركز في المداخلة أيضًا على المتغيرات المؤثرة على هذه الدول والتي قسمها إلى قسمين رئيسين؛ هما المتغيرات الإقليمية والدولية لمنطقة الخليج العربية في الوقت الراهن، والمتغيرات الداخلية لمنطقة الخليج العربية في ظل المتغيرات الإقليمية.

وسيتحدث الدكتور خالد المزيني عن التحديات السياسية التي تواجه دول الخليج العربي والتي تكمن في العلاقة ما بين الإصلاحات السياسية والاقتصادية وبما يسمى بـ "التشكل المتأخر للدولة في الشرق الأوسط". حيث إنّ دول الخليج كانت تركز وبشكل كبير على التوجهات الخارجية والتي نتج عنها استنزاف للموارد الاقتصادية الذي أثر على النمو السياسي الداخلي حيث خلق تحدياً ما بين التغيير في السياسة الخارجية والتركيز على الداخل.

وسيقدم الدكتور باقر سليمان مداخلة بعنوان "تحديات العمل الثقافي في دول مجلس التعاون الخليجي" والتي سيناقش فيها التحديات التي قد تكون نابعة من المجتمع ذاته أو من العمل ذاته من حيث طبيعته وحجم الإمكانيات المتاحة له كما هو من حيث قربه أو بعده عن المزاج الاجتماعي المحلي وتفضيلاته وأولوياته الثقافية إن وجدت، بينما يتحدث المكرم حاتم الطائي عن الدبلوماسية العمانية وأثرها، وهي الدبلوماسية التي تعد بحق منهجًا يُعطي قراءة التاريخ وسياقاته أهمية كبيرة، إذ تتميز بالحكمة وبُعد النَّظر والقدرة على قراءة الأحداث والتطورات الإقليمية والدولية، مركزاً خلال هذه المداخلة على أثر هذه السياسة والدبلوماسية في التعامل مع المواقف الخارجية الإقليمة والآثار المترتبة على منطقة الخليج العربي.

يشار إلى أنَّ هذه الحلقة النقاشية تهدف إلى الحوار المشترك بين المتداخلين والجمهور من الحضور المختصين والمهتمين في هذا المجال، والخروج بأفضل النتائج.

تعليق عبر الفيس بوك