حب الوطن والقائد

ناصر العبري

 

حب الوطن هو أهمّ شيء في الوجود؛ لذا لابد أن نغرسه في أطفالنا من الصغر، نعلمهم كيف يحبونه ويضحون من أجله. فالوطن هو الروح والوريد والقلب الخافق، ولا حياة للإنسان دون قلب يخفق أو وطنٍ ينسب إليه ويحيا لأجله، وهو المأوى لنا في الحياة، والتراب الذي تختلط به ذرات أجزائنا بعد الفناء؛ لتبقى أسماؤنا تتردد بعدها في ثنايا الوطن.

شملت التنمية في عهد النهضة المُباركة مختلف ربوع الوطن العزيز، ونحن نسمع ونشاهد كل يوم افتتاح مشروع جديد رغم الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها مختلف دول العالم.

إنّ هذه التنمية والمشاريع الكبيرة من جامعات ومستشفيات وشبكات طرق وموانئ بحرية ومطارات وغيرها من المشاريع لم تأت بسهولة، ولم يكن الطريق مفروشا لها بالورود؛ لقد أتت بفكر ثاقب ودراسة عميقة من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم، وسهره الليالي حتى يجعلنا سعداء ونتمتّع بمختلف الخدمات التنموية. واستشهد في مقالي بالمواطن الذي عايش ما قبل النهضة المباركة ويتمتع ويواكب حاليا النهضة؛ فهو الذي يدرك الفرق أكثر من غيره.

لذلك لابد من الجلوس مع كبار السن ممن عايشوا تلك الحقبة من الزمن، ونستمع منهم ونُنصت إليهم. إنّ الإنجازات التي تنعم بها بلادنا العزيزة هي لنا نحن ولأبنائنا والأجيال القادمة، ويجب الحفاظ عليها وأن نكون الحارس الأمين لها، ونعلم أبناءنا أن يحافظوا عليها جيلا بعد آخر. وكما نعلم أنّ الآباء والأجداد تركوا أيضا لنا إنجازات يفخر بها كل عماني، حيث شيّدوا القلاع والحصون وحفروا الآبار والأفلاج وزرعوا بساتين النخيل في زمن لم تدخل التقنية فيه بعد. كما أنّهم هم أول من اكتشفوا البحار المفتوحة والمحيط الهندي، وسجّل لهم التاريخ البطولات ودحروا البرتغاليين وغيرهم ممن سولت لهم أنفسهم اللعب بالنار. وفي ضوء الانفتاح الحالي والتطور الذي وصلت إليه التقنية الحديثة وبرامج التواصل الاجتماعي كثرت الإشاعات والتحريض ممن جرّوا ذيول الفشل في حياتهم وأنكروا جميل الوطن عليهم؛ وللأسف يتم تناقلها من دون التحقق من مصداقيتها.. من هنا يجب علينا جميعا توعية أبنائنا وخصوصا النشء بإقامة المحاضرات والندوات لغرس حب التعلم والتعليم وحب الوطن والقائد وحب الناس في نفوسهم. واستشهد هنا بالنطق السامي لمولانا المعظم في افتتاح الفترة السادسة لمجلس عمان حين قال: "إنّ ما تحقق على أرض عمان من منجزات في مختلف المجالات "لهي مبعث فخر ومصدر اعتزاز، وإننا نتطلع إلى مواصلة مسيرة النهضة المباركة بالإرادة وعزيمة أكبر؛ ولن يتأتى تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع".