سالم بهوان.. عندما يترجّل "ود الذيب"

 

مدرين المكتومية

حين تجبرك الحياة على أن تودع أكثر من شخص في العام نفسه، قد يخفت ضوء التفاؤل في قلبك ويداهمك الحزن وربما تكره الحياة، فعندما يأتي الموت لا يمكن لأي يد أن توقفه، ولا يمكن لأي شخص أن يتداركه، هو هكذا؛ يأتي فجأة ليرحل وهو يحمل معه الذين نحبهم..

وها هو واحد من أكثر الأحبة يرحل فجأة، ليصيب وطنا بكامله بالحزن عليه، عندما يترجل "ود الذيب" تاركاً إيانا نحاول أن نستوعب الصدمة.. وندرك كيف عاش بيننا فناناً استثنائياً له صولات وجولات في عالم المسرح والتلفزيون والسينما، وله الكثير من التلاميذ الذين استفادوا من وجوده وتألقه بينهم، وهو الذي لم يدخر لحظة واحدة من أجل إسعاد كل من حوله، ومن أجل أعمال الخير..

رحل سالم بهوان كغيره فجأة حتى أننا لم نستوعب بعد صدمة فراقه، ليترك خلفه بصمات يتذكّرها الجميع، وضعها عبر رحلة طويلة من العطاء والبذل لأجل صناعة الذات وبناء صلات مع الآخرين، رحل ليخبرنا أنّه لا مفر من الموت.

حتما سالم بهون رحمة الله عليه لم يكن شخصا عاديا، يحبه الغريب قبل القريب والصديق، رحل ود الذيب تلك الشخصية الدرامية التي بقيت طويلا في أذهان الناس، فـ "ود الذيب" لم يكن عملا فنيا عادياً قدمه سالم بهوان، بل هو عمل حي عمل ليل نهار على أن يخرج بالصورة المطلوبة، فلم يكن الأمر بالنسبة له سهلا، وهم يعملون تحت حرارة شديدة، ولكنه كان في مقدمة السباق دائما من أجل إبراز عمان بكل ما تحويه من معالم جمالية، ومن طبيعة خلابة، كان يرى عمان بعيون أعماله، فسالم بهوان رغم كل شيء حياته العادية كانت بسيطة، ويتعامل مع الجميع بإنسانية مطلقه، لم أذكر يوما أنه تحدث عن أي شخص بطريقة غير لائقة، أو ذكر أحدهم بمواقف سيئة، على العكس، كان لديه مزاج في الحياة ورؤية مغايرة واحترام وتقدير للحرية التي لا تؤثر على حرية الآخرين، وقناعة بأنّ لكل شخص حقه في الحياة بالطريقة التي يراها مناسبة، الكثير والكثير من التفاصيل التي يمكن لشخص الحديث عنها، سواء في الحياة العامة أو الاجتماعية أو حتى العملية ولكن يمكن تلخيصها في كلمات بسيطة: "رحلت باكرا جدا، ولكن ما قدمته طوال سنوات حياتك سيظل باقيا ومخلدا للأجيال وستظل سجلات التاريخ العماني تعرف سالم بهوان بأنّه أبرز نجوم الدراما المسرحية والتلفزيونية في سلطنة عمان، وستبقى من مؤسسي الدراما وعلامات المسرح والسينما في عمان".

 

 

تعليق عبر الفيس بوك