القيادة الآمنة لتعزيز السلامة المرورية

 

 

تَبْدَأ السلطنة، اليوم، الاحتفالَ بأسبوع المرور الخليجيِّ بفعاليات ومناشط مُتنوعة؛ تَسْعَى لتعزيز قيم ومبادئ السلامة المرورية؛ حفاظا على الأرْوَاح، وتهدف للحدِّ من نزيفِ الشوارع وحماية المملتكات العامة والخاصة؛ لذلك يَنْبَغي أنْ تكون السلامة المرورية شعاراً ومنهاجَ عمل لجميع قائدي المركبات بمُختلف أنواعها؛ فما أشدَّ ألماً من الحوادث المرورية؟! إنَّها أحد المهدِّدات الحالية لحياة الإنسان على وَجْه الأرض؛ فالمؤشرات والأرقام تُبرهن على أنَّ الحوادثَ المرورية تتسبَّب في وفيات عديدة بمختلف أنحاء العالم، لكن -وبفضل السياسات الرشيدة التي تنتهجها السلطنة في هذا السياق- تراجعتْ مُعدَّلات الحوادث المرورية بنسبة تفوق الـ50 في المئة، بين عاميْ 2012 و2016، وهذا إنجاز يُحْسَب لكلِّ من أسهم وشجَّع على تبنِّي معايير السلامة المرورية، وابتكر أدوات وبرامج وتقنيات تُسهم في زيادة مُعدَّلات الالتزام بالسلامة المرورية.

إنَّ الجهودُ التي تبذلها السلطنة للحدِّ من الحوادث المرورية عديدة ومتنوعة؛ ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ندوة السلامة المرورية، ومسابقة السلامة المرورية، والدورات التي يُنظِّمها معهد السلامة المرورية...وغيرها من الفعاليات التي تَدْعَم القيادة الآمنة، وتحفِّز على عدم الانشغال بغير الطريق، والتقيُّد بقواعد السير الصحيح...وغيرها من الإجراءات التي تَضْمَن تَفَادي ارتكاب مُخالفات تتسبَّب في وقوع حوادث.

ويَنْبَغي على قائدي المركبات التقيُّد بقواعد السلامة المرورية في كل الأوقات، وألا تكون يقظتهم لهذه القواعد موسمية، أو مُتزامنة مع فعاليات بعينها؛ فما الفائدة من التقيُّد المؤقت بالقواعد وفي المقابل مخالفتها في الأحايين الأخرى. فكَمْ من طفلة تيتَّمت لوفاة أبيها في حادث مروري؟! وكَمْ من زوجة ترمَّلت بسبب السرعة الجنونية التي أوْدَت بحياة زوجها؟! وكَمْ من شباب فقدهم الوطن تحت إطارات السيارات لغياب الالتزام الحقيقي بقواعد السلامة المرورية.

إنَّ حِمَاية النفس تصدَّرت الأوامر الربانية لخلقه "ولا تقتلوا أنفسكم"، ولا شكَّ أنَّ السرعة الزائدة والتهوُّر في القيادة، وعدم الالتزام بالقواعد التي يُحدِّدها القانون، والخاصة بالقيادة، كلها عوامل تتسبَّب في وقوع الحوادث التي قد تفضي -لا قدَّر الله- إلى مصرع إمَّا قائد المركبة أو من يسيرون بجواره في الطريق؛ لذا علينا جميعاً أنْ نتعاهد أمام أنفسنا وأسرتنا وأمام الله -قبل كل شيء- على صَوْن النفس والتقيُّد بقواعد السلامة المرورية، وعدم المخاطرة والمجازفة بأرواحنا أو أرواح الأخرين، حتى نَنْعَم جميعاً بحياة آمنة وصحة ومعافاة من كل سوء.

تعليق عبر الفيس بوك