على سحر الأنغام.. "العمانية لهواة العود" تحتفل بمرور 10 أعوام من الطرب

 

 

الرُّؤية - مُحمَّد قنات

في جوٍّ من الأنغام والسمر، اختلطتْ فيه الموسيقى والطرب والألحان بالقوافي وأنغام الأوتار، احتفلتْ الجمعية العُمانية لهواة العود -التابعة لمركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم- بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء الجمعية، تحت رعاية مَعَالي أحمد بن ناصر المحرزي وزير السياحة؛ حيث صفَّق الحضور طرباً لتلك الأنامل التي داعبت أوتار العود، لتُخْرِج أنغاما عمانية عربية وجدت الاستحسان والقبول من الجميع.

تضمَّن الحفلُ -الذي احتضنه نادي الواحات- تدشين العود العماني وإصدارات موسيقية سمعية من إنتاج الجمعية العمانية لهواة العود، ومن تأليف أعضائها، وإصدار كتاب خاص بهذه المناسبة، وتكريم عدد من الأعضاء المجيدين وعدد من المؤسسات الداعمة لمسيرة وإنجازات الجمعية.

ويأتي الحفل تتويجاً لمسيرة عقد من الزمان على إنشاء الجمعية قدمت خلالها العديد من الفعاليات والبرامج التي تخدم رسالتها في رفع وتطوير مستوى أعضائها، والعمل على إثراء حركة الموسيقى، وتقديم العازف العماني وآلة العود بأفضل المستويات، وذلك على الصعيدين المحلي والخارجي، إضافة إلى تمثيل السلطنة من خلال المشاركات في المحافل الدولية التي أسهمتْ في التعريف بعازف العود العماني. ومن خلالها، استطاع وضع بصمته في مجال العزف.

وفي السياق، قال فتحي بن محسن البلوشي مدير الجمعية العمانية لهواة العود، إنَّه وبعد أكثر من عشر سنوات على إنشاء الجمعية العمانية لهواة العود التي أراد لها مولانا السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- أن تكون أحد المناهل الثقافية والموسقية على وجه التحديد، وسط مجتمعنا العريق الذي يتقدَّم بكل حضارة وفن مع أدواته ومقدراته الحضارية نحو فضاء أرحب ومستقبل أصوب، بتوفيق من الله عزَّ وجلَّ، وبخُطى سديدة وضعها لنا القائد المفدى -حفظه الله ورعاه- وأنَّ الموروث الموسيقي العربي والشرقي الأصيل مر على مراحل عديدة وأزمنة مديدة لتنبثق القواعد والأسس الموسيقية خلال الحقب الماضية لتكون الموسيقى أحد الفنون والعلوم العتيقة، مُعبِّرة بكل فروعها عن الحضارات والأمم وتفاصيل التعايش الجميل بين الشعوب.

وأضاف: ونحن وسط هذا العالم لنا في العود حياة، فهو الآلة الرئيسية في الفرق الموسيقية العربية الشرقية؛ حيث واكبتْ هذه الآلة كلَّ التحولات والتطورات في الموسيقى الشرقية والعربية والعالمية أيضاً، وصاحبتْ برُوْز أهم الفنانين من الموسقيين والمطربين والمؤلفين والملحنين في شتى البلدان، وأنَّ "جمعية هواة العود" أنشئت -وهي الأولى من نوعها- كجمعية تخصصية للعود تكريماً للأصالة والجمال في سلطنة عُمان، وقد حرصت منذ البداية مع جميع كوادرها -موظفين وأعضاء- على نشر الثقافة الواعية والسليمة في أداء الموسيقى على الوجه الأمثل، ونقل الأحاسيس ومعانيها بمنتهى التحضر والسمو الفني، ودعم كل المواهب الصادحة بصدق، فأخذت على عاتقها المُضِي قدماً باتجاه الإبداع باستمرارية، وتشجيع التلاحم الموسيقي المشترك بين الأجيال، ومد جسور التواصل مع التجارب الأخرى. وتابع بأنَّ هذا التكريم يأتي من مبدأ الاعتراف بعطاء الآخرين والتقدير لإبداعاتهم والتحفيز والاستمرارية واستعراض هذه العطاءات والإنتاجات، واستذكار شيء مما كان؛ للانطلاق بروح ومعنوية عاليتين.

وأوضح البلوشي أنَّ الجمعية حرصتْ خلال هذه المسيرة على الثقافة المهنية الموسيقية السليمة والفكر المنهجي الذي يؤدي إلى نجاح مسار الفنان، ونشر هذه الثقافة بين أوساط الفنانين وغير الفنانين من المهتمين والجماهير بشتى الطرق الممكنة من خلال المعطيات الداعمة لهذه الإدارة التخصصية، خاصة الدعم المثمر من ديوان البلاط السلطاني ومركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم والتمكين لعطاء الفنانين العمانيين، وإيصاله لأبعد مدى ممكن، وبناء الجسور الودية والمهنية مع المختصين محليا ودوليا.

وزاد بأنَّ الجمعية وصلت إلى العروض الموسيقية الآلية التي ينتظرها الجماهير سنويا عبر برامج الجمعية المتنوعة، وما خرج منها من إبداع مدروس ومصقول لأعضاء الجمعية التي توجه من خلالها رسائل ثقافية وفنية للجميع. مشيرا إلى أنَّه تمَّت ترجمة ذلك في كتاب بمناسبة مرور عشرة أعوام على إنشاء الجمعية الذي يفصِّل الكثير من المشاهد الفنية التي تعبر عن كل أنواع العروض والبرامج كأيقونات أساسية في أعمال الجمعية اختير منها مقتطفات بالصور والشرح لتتضمن مختلف الجوانب التي اشتغلت بها الجمعية وحاكتها أيادي كوادرها من موظفين وأعضاء.

وأكَّد البلوشي وجود إصدارات موسيقية تلازم دائما فعاليات الجمعية من حين لآخر، تكون عبارة عن مؤلفات موسيقية من أعمال أعضاء الجمعية في إطار آلة العود وتختلف أفكارها وتنوعاتها اللحنية حسب تجربة كل موسيقي، وهذه الأعمال استكمال لما تم إصداره سابقا؛ حيث حرصت الجمعية على أن يكون في هذه الإصدارات الاختلاف والتنوع وبأفكار تتناسب مع آخر المستجدات التي طرأت على الانفتاح والتعاونات الفنية الدولية التي واكبت فعاليات الجمعية مع الحرص على الموضوعية في الطرح والجودة في الأداء.

وبيَّن البلوشي أنَّ من بين الإصدارات إصدار آخر اختير فيه من مجمل الحفلات الموسيقية مجموعة من الأعمال التي قدمها الأعضاء والموسيقيين المصاحبين لهم داخل وخارج السلطنة، ومن الإصدارات أيضا الإصدار الغنائي الذي تم فيه اختيار عدد من تلك الأعمال الغنائية، ومن فعالية ليالي عمان التي تقام سنويا بمناسبة العيد الوطني المجيد في مختلف ولايات محافظات السلطنة.

ويضيف: يحقُّ لنا أن نَفْخَر كعمانيين عندما يكون بين أيدينا أعواد من صناعة الشباب العُماني بمستوى مُشرِّف وبنماذج مُختلفة، حسب المقاييس والمعايير في صناعة الأعواد، الذي نعتبره إنجازًا يضاف إلى إنجازات الشباب الموسقيين العُمانيين في إطار صناعة الآلات الموسيقية. وأشار إلى أنَّ هذه المنجزات تعدُّ حافزاً للمضي قدمًا في مواصلة ما بدأناه في مسيرة آلة العود والموسيقى، وإثراء حركة الفن في السلطنة، وتقديم كل ما يخدم العازفين لتقديم وتطوير مواهبهم وتقديم إبداعاتهم وتمثيلها على مستوى يليق بما وصل إليه العازف والمُوْسِيْقِي العماني.

تعليق عبر الفيس بوك