أهالي الفراعة بوادي السحتن يناشدون الجهات المعنية رصف طريق القرية

...
...
...
...
...
...
...
...
...

الرستاق ـ طالب المقبالي

الفراعة هي إحدى القرى التي شملتها مكرمات النهضة المباركة؛ حيث تتوافر الكهرباء وشبكة المياه وشبكة الهاتف، كما تقوم الجهات المعنية بدورها في صيانة الأفلاج وتوفير الخدمات الأخرى، أسوة ببقية القرى في وادي السحتن.. وتعدُّ الفراعة من القرى الجميلة التي تحافظ على طابعها التراثي، وتقع على حافة جبل شمس، وتتمتع بمناخ معتدل صيفاً؛ حيث تنساب المياه من أعالي الجبال، وتشكل لوحة بانورامية جميلة بالتناغم مع الخضرة، ويرزع فيها النخيل والليمون والمانجو والسفرجل والموز، وكثير من الفواكه التي تجود بها القرية. وتقع منازل القرية بمحاذاة الجبال وبارتفاع يكسبها منظرا متميزا، ويتم الصعود إلى منازل القرية عبر سلالم مبنية من الحجارة لمسافات بعيدة تضفي عليها جمالية أخرى.

هذه الجمالية، وهذا التنوع البيئي، وهذا الجمال، ينغِّصه أمرٌ يشغل بال جميع السكان، وهو الطريق الموصل إلى قريتهم؛ فيطالبون بتكملة اللوحة الفسيفسائية البهيجة برصف الطريق ضمن مشروع طريق وادي السحتن، الذي جاء بناءً على مكرمة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه.

ويقول عبدالله بن سعود العبري: المشكلة القائمة حاليا تكمن في معاناة الأهالي في الطريق الموصل إلى القرية، فلما قامت الحكومة مشكورة بإسناد الشارع العام لوادي السحتن لإحدى الشركات بتنفيذه، استبشر الأهالي خيراً لأنَّ المشروع يتضمَّن وصلة لقرية الفراعة وفقا لتصريحات المسؤولين بوزارة النقل والاتصالات والخرائط المعتمدة للمشروع. ولكن للأسف الشديد هذه الوصلة لم ترَ النور حتى الآن، بينما المشروع أوشك على الانتهاء. وعلاوة على ذلك الطريق الترابي المؤدي لجزء من منازل القرية لم يُرْصَف أسوة ببقية الشارع إلا جزء بسيط منه وبصورة مفردة، بينما تحديد علامات رصف الشارع موجودة حتى مواقف السيارات الحالي وتجدد بين فترة وأخرى.

وللمفارقة، كل المسؤولين والمهندسين واستشاريي المشروع عندما زاروا القرية أكَّدوا حتمية رصف الشارع حتى الموقف الحالي.

كذلك اطلع سعادة المهندس وكيل وزارة النقل والاتصالات الذي تفضل بزيارة القرية على معاناة الأهالي وأعطى تعليماته لمرافقيه من المهندسين والمسؤولين بالشركة المنفذة برصف الطريق، وتوسعته حتى الموقف الحالي ولم يحدث شيء؛ فالجزء المتبقي لا يتجاوز الـ350 مترا. وهنا تكون الصورة ضبابية لما ينفذ من عمل على الأرض؛ فالواقع شيء، والوعود التي تقدم للأهالي شيء مختلف.

كما قام الدكتور نائب الوالي بزيارة القرية وبرفقته مسؤولين ومهندسين من وزارة النقل، وما نتمناه هو التجاوب مع طلبنا وتنفيذ ما وعد به المسؤولين من استكمال رصف الطريق الحالي، وكذلك شق الجزء الآخر من الطريق الذي يربط الجزء الجنوبي من مساكن القرية، والتي لا تصلها الخدمة حتى الآن لحل مشكلة الأهالي من عدم وجود طريق لمساكنهم.

أمَّا موسى بن سليمان العبري، فيقول: القرية تقع في الجزء الجنوبي من جبل شمس وتتميز عن بقية القرى بجريان ينابيع المياه طوال العام وبها مزاع جميلة على شكل مدرجات زراعية، إضافة إلى موقعها الإستراتيجي سابقا كمحطة التقاء الزائرين من والى ولاية الحمراء، إلا أنَّ الأهالي يعانون من صعوبات كثيرة للوصول إلى منازلهم؛ حيث إنَّ القرية جبلية وتعتمد على المدرجات للوصول إليها؛ مما يُشكِّل صعوبة في التنقل، خاصة على كبار السن والمرضى، فالسكان يحملون أمتعتهم على رؤوسهم إلى وقتنا هذا، والقرية مازالت إلى اليوم المقر الوحيد للأهالي والزائرين خاصة في أيام المناسبات.

ويضيف: الأهالي تقدَّموا بطلبات عديدة طوال السنين الماضية إلى وزارة النقل والاتصالات، وجميع الردود وعود بتنفيذ الطريق ضمن خرائط شارع الرستاق، وادي السحتن، وبالفعل تم تصميم الشارع بالمواصفات التي يتمناها الأهالي. فتصاميم الطريق تُشكِّل جسر حماية للقرية بأكملها وللمزارع والافلاج لما تحويه من مواصفات فنية تحتوي على حمايات خرسانية، والشارع يفتح المجال للتوسع مستقبلا ويربط بقية القرى الجبلية.

أمَّا ما يتعلق بمراحل تنفيذ المشروع من قبل الشركة، فإنَّه يتم تحديد مسار الطريق من قبل الاستشاري والمقاول، وقد تمَّ فعليًّا إخلاء المنازل المتأثرة واستئجار منازل لهم وإحصاء كل التعويضات. وفجأة يتوقَّف العمل على الرغم من كل المعاناة والتهجير، وانتظار وصول المشروع إلى آخر نقطة من الشارع.

ويقول سالم بن أنس العبري: يُعانِي أهالي قرية الفراعة من صعوبة نقل المرضى وكبار السن من الموقف الحالي للسيارات إلى القرية، والتي تبعد مسافة كبيرة مع وجود سلم يحتوي على أكثر من 150 درجة، وأنقل لكم معاناتي الشخصية؛ حيث تعاني جدتي التي تجاوزت التسعين عاماً من أمراض مزمنة متعلقة بالشيخوخة كالسكري والضغط؛ مما يتطلب منا نقلها إلى المستشفى؛ فنجد صعوبة شديدة في نقلها إلى المكان المخصص لوقوف السيارات. وكذلك صعوبة نقل المواد الغذائية والتموين الشهرية، ويمكنكم تصور مدى صعوبة نقل أسطوانات الغاز عبر هذه السلالم العديدة، إضافة إلى نقل الأدوات الكهربائية والإلكترونية ومن ثم صيانتها. هذه الصعوبات أدت إلى هجرة بعض الأسر من القرية بحثاً عن سهولة العيش ومرارة الوصول إلى القرية، إضافة لمعاناتنا من ضعف شبكات الهاتف المتنقل، وصعوبة التواصل مع العالم خاصة عند الأزمات. وعند نزول الأمطار، الأودية تحاصر القرية، ونكون شبه معزولين عن العالم المحيط بنا، غير قادرين عن نقل المرضى وإسعافهم.

تعليق عبر الفيس بوك