توصيات بإعداد أجندة وطنية ووضع إستراتيجية لرعاية الموهوبين

الشيبانية تفتتح معرض المشاريع الطلابية ضمن الاحتفال باليوم الخليجي للموهبة والإبداع

 

 

◄ الدعوة للتنسيق مع الجامعات الحكومية والخاصة لإنشاء تخصص "تربية الموهوبين"

◄ مطالب بتوفير برامج تأهيلية للكوادر العُمانية في المجال

 

افْتَتَحتْ مَعَالي الدُّكتورة مَدِيْحة بنت أحمد الشيبانيَّة وزيرة التربية والتعليم، معرضَ المشاريع الطلابية الذي يُقَام ضِمْن احتفال وزارة التربية والتعليم -مُمثَّلة بالمديرية العامة للبرامج التعليمية، دائرة برامج التربية الخاصة- باليوم الخليجي للموهبة والإبداع، الذي يوافق الثالث من مارس كل عام، بحضور أصحاب السعادة الوكلاء والمستشارين بالوزارة، ومديري عموم ديوان عام الوزارة والمحافظات التعليمية، والمعنيين من دائرة التنمية المعرفية بالوزارة، والمعلمين والمعلمات المشرفين على المشاريع والابتكارات الطلابية، بجانب مُمثِّلي عددٍ من المؤسسات والشركات المشاركة في فعاليات هذا الاحتفال؛ حيث تضمَّن المعرض 9 مشاريع طلابية متنوعة في مجالات البحوث العلمية والابتكارات والمشاريع الفنية والأدبية.

 

مسقط - ناهد الكلبانيَّة - عبدالله البطاشي

تصوير/ إبراهيم القاسمي - سَيْف السعدي

 

 

 

وحَرصَت وزارة التربية والتعليم بالسلطنة على مُشاركة الدول الأعضاء بمكتب التربية العربي لدول الخليج العربية، للسنة الثالثة على التوالي، الاحتفاءَ بهذه المناسبة؛ بهدف تنمية التفكير الإيجابي للمجتمع -أفراداً ومؤسسات- نحو الموهبة والإبداع، ونشر التوعية حول مفاهيم الموهبة وطرق التعرُّف على الطلاب الموهوبين ورعايتهم، وتفعيل الشراكة المجتمعية لدعم ومساندة برامج رعاية الموهوبين، بجانب الاطلاع على التجارب والخبرات الحديثة في مجال رعاية الموهوبين، وتعريف المجتمع التربوي بأهمية توافر مثل هذه البرامج؛ لما لها من فوائد اجتماعية واقتصادية وعلمية.

إلى ذلك، خرج المشاركون باليوم الخليجي للموهبة والإبداع -في ختام جلسات النقاش- بجُملة من التوصيات؛ أبرزها: اعتماد قانون تشريعي لرعاية الموهوبين، وإعداد أجندة وطنية لرعايتهم، وإدراج إستراتيجية لرعاية الطلاب الموهوبين في الخطة الخمسية التاسعة للوزارة (تُطبَّق على بعض المدارس)، والتنسيق مع الجامعات الحكومية والخاصة من أجل إنشاء تخصُّص تربية الموهوبين، وإعداد اختبارات للكشف عنهم، وتفعيل المشاركة المجتمعية نحو رعاية الموهوبين، وإعداد برامج تأهيلية للكوادر العمانية في مجال تربية الموهوبين والمبدعين، وإعداد مناهج تواكب الحداثة والتطور.

 

جهود مشتركة

وتضمَّن برامج الاحتفال -الذي نُفِّذ على مدى يوميْن- 4 جلسات نقاشية؛ تضمَّنتْ كلُّ جلسة مجموعة من أوراق العمل حول محور معين من محاور الموهبة. وفي بداية اليوم الأول، ألقى سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل الوزارة للتعليم والمناهج (راعي المناسبة)، كلمة افتتاحية؛ تحدث خلالها عن أهمية وجود آليات لإكتشاف ورعاية الطلاب الموهوبين. وأكد أنَّ هذا الأمر لا يتم إلا بوجود جهود مشتركة بين مختلف المؤسسات المعنية برعاية الموهوبين، وأشار إلى أنَّه ومن خلال هذا اللقاء سنطلع على خبرات المختصين في مجال برامج رعاية الموهوبين للاستفادة من مرئياتهم في دعم وتنمية توجهات وزارة التربية والتعليم بهذا الشأن؛ حيث إنَّ هذه الفئة تستحق أن تنال الأولوية والاهتمام.

عقب ذلك، بدأتْ الجلسة الأولى بورقة عمل تحت عنوان "مدخل إلى الموهبة والإبداع"، قدَّمها البروفسور تيسير صبحي يامن المدير العام للمركز الدولي للإبداع والابتكار والتطوير التربوي بألمانيا، وتناول من خلالها المفاهيم والمصطلحات المستخدمة في مجال رعاية الموهوبين، وأهمية ومبرِّرات وجود برامج خاصة للرعاية، والحديث عن بعض التجارب العالمية والإقليمية، ثمَّ تناول الصفات الواجب توافرها فيمن يعمل مع الموهوبين.

ثمَّ قدَّم الدكتور راشد بن سالم الحجري رئيس اللجنة الوطنية للشباب، عرضاً تناول من خلاله أهم تجارب وأعمال اللجنة في مجال دعم ورعاية الموهوبين بالسلطنة، ثم قدم الدكتور أحمد حسن حمدان أستاذ مساعد بكلية التربية جامعة السلطان قابوس عرضاً حول مشروع اكتشاف ورعاية الموهوبين في سلطنة عُمان؛ حيث تحدث عن المشروع وآلية عمله وأهم أهدافه والخطة الزمنية للمشروع وأدوات القياس المستخدمة.

أمَّا الجلسة الثانية، فتضمَّنتْ 3 أوراق عمل؛ الأولى قدمها بدر بن سالم الشريقي معلم حاضنات ابتكار تخصص رياضيات، وجاءت تحت عنوان "طرق اكتشاف الموهوبين وتشخيصهم"، ثمَّ قدَّمت أمينة بنت محمد المبسلية رئيسة قسم التشخيص ورعاية المجيدين بدائرة برامج التربية الخاصة ورقة حول "إستراتيجية مقترحة لرعاية الطلاب المجيدين"، وقدمت زكية بنت محمد العجمية ورقة حول التعلم النشط؛ تناولت من خلالها أثر استخدام طرق تدريسية مبتكرة وتفاعلية على نقل المعلومات بصورة أفضل للطالب.

وتضمَّنتْ الجلسة الثالثة 4 أوراق عمل الأولى حملت عنوان "الخدمات التي تقدمها القرية الهندسية للطلاب المجيدين"، وقدمها مُحمَّد البوسعيدي مُمثل شركة القرية الهندسية، ثمَّ قدَّم عبدالله بن زهران السلطي معلم حاضنات ابتكار تخصص علوم ورقة حول "مراحل الابتكار"، وجاءت الورقة الثالثة بعنوان "الخدمات التي تقدمها مؤسسة مواهب قسم النادي العلمي للطلاب المجيدين"، قدمها محمد بن ناصر الخروصي وأحمد الذهلي ممثلا المؤسسة، واختتمت الجلسة بورقة عمل حول "الخدمات التي يقدمها النادي العلمي للطلاب المجيدين" قدمها الدكتور صالح الهاشمي الرئيس التنفيذي للنادي العلمي.

أمَّا اليوم الثاني، فتضمَّن جلسة نقاشية احتوتْ على 3 أوراق عمل؛ الأولى قدَّمها البروفسور تيسير صبحي يامن حول "الصعوبات والتحديات في برامج رعاية الموهوبين"، تلا ذلك ورقة حول تصورات الطلاب المتفوقين حول "برنامج تكامل العلوم والتكنولوجيا الهندسة والرياضيات (STEM) كبرنامج إثرائي خارج المدرسة"، قدَّمتها محفوظة بنت محمد الناصرية معلمة حاضنات ابتكار تخصص كيمياء، ثم قدَّمت ميمونة المحرزية مسؤولة العلاقات العامة بالكلية العلمية للتصميم ورقة حول "الخدمات التي تقدمها الكلية العلمية للتصميم للطلاب المجيدين".

عقب ذلك، فُتِح باب النقاش للمشاركين، ثم قام المشاركون بجولة في معرض المشاريع الطلابية.

واختتم اليوم الخليجي للموهبة والإبداع بحفل تحت رعاية مدير عام المديرية العامة للبرامج التعليمية، وتضمَّن كلمة المديرية ألقاها طارق بن حمود الخروصي مدير مساعد لشؤون برامج التربية الخاصة بدائرة برامج التربية الخاصة بالمديرية العامة للبرامج التعليمية، وتحدث من خلالها عن أهمية رعاية وتكريم الموهوبين وتشجيعهم، ثمَّ عرض مرئي قدَّمه الطالبان إلياس بن خلفان الراشدي وهيثم بن هلال العلوي حول المشروع الخاص بهما، ويتضمَّن جهازيْن لترشيد استهلاك الماء. عقب ذلك، قام راعي الحفل بتكريم مُقدِّمي أوراق العمل المشاركين في هذه الفعالية، بجانب تكريم المؤسسات والجهات المشاركة والداعمة لهذه الاحتفالية، ثمَّ تكريم الطلاب والطالبات المجيدين في التحصيل الدراسي والمشاركين بابتكاراتهم ومشاريعهم في المعرض الطلابي، ثمَّ تكريم المعلمين والمعلمات المشرفين على المشاريع الطلابية المشاركة.

 

معرض المشاريع الطلابية

واشتمل معرض المشاريع الطلابية على 9 مشاريع متنوعة، بجانب عدد من المشاريع الفنية، بتنفيذ من دائرة التنمية المعرفية بالوزارة، وعدد من المحافظات التعليمية، وقسم التشخيص ورعاية المجيدين بدائرة برامج التربية الخاصة. وجاءت المشاريع كالتالي: المشروع الأول "الحماية الذكية" وهو عبارة عن جهاز استشعاري لنبضات القلب، إذا ارتفعت أو انخفضت عن المعدل الطبيعي يصدر الجهاز إنذارا صوتيا للسائق وإنذارا لمستخدمي الطريق؛ بهدف الحد من الحوادث المروية بطريقة سريعة ومبتكرة وغير مكلفة، والمشروع الثاني "المصنع الأخضر لتنقية عوادم المصانع"، ويهدف للحفاظ على بيئة خالية من التلوث. أما المشروع الثالث "بلاستيك الحياة"، فتتلخص فكرته في القضاء على مشكلة بيئية حقيقية وهي تراكم البلاستيك في البحار وقتله للكائنات البحرية، وأيضاً للاستفادة من الكميات الزائدة عن الحاجة لمحصول البطاطا الحلوة ذي الجودة الغني بالنشأ في صناعة البلاستيك من مواد طبيعية قابلة لتحلل في الماء، ولتوفير غذاء للأسماك من البلاستيك، بينما المشروع الرابع "أمي اطمئني" جاءت فكرته من مشكلة المخاطر المترتبة على الحُمى وعدم التدخل السريع لتفاديها، ومساعدة الأم المكفوفة في معرفة حرارة ابنها، وكذلك لمساعدة الأم العاملة في الاطمئنان على ابنها في مقر عملها، وجاء المشروع الخامس "بيت الصم الذكي" عبارة عن تنبيه جرس الباب وجهاز الحريق والمنبه وبكاء الطفل؛ بحيث يُرْسِل إشارات إلى حزام في اليد فيعطي الاهتزاز والضوء المناسب، ويهدف المشروع لتسهيل حياة الصُّم في البيت، والمشروع السادس "سيارة المستقبل" جاءت فكرته لتعبئة بطارية السيارة لتقوم بتوليد الطاقة للمحرك ليولد الطاقة، ويقسمها إلى ذاكرة الروبوت وبطارية لتعمل من جديد، ويهدف للتقليل من تلوث البيئة والتقليل من استخدام البنزين وتوفير الأموال، وفيما كان المشروع السابع "المخبار الإلكتروني" تتلخص فكرته لتوفير الوقت والجهد لقياس وتحليل المياه وللحد من استنزاف المياه؛ بهدف خدمة المختبرات لتسهيل عمليات فحص المياه من خلال قياس درجات الحراة والملوحة والتلوث وحساب حجم المياه وكتلته. أمَّا المشروع الثامن "مغسلة الوضوء"، فيعطي شرحاً مُصوًّراً لخطوات الوضوء، بجانب التقليل من كمية المياه المستنزفة في الوضوء؛ وذلك بتحديد كمية 700 ملليمتر مُقسَّمة على خطوات الوضوء؛ لتوفير نسبة 73% من كمية المياه المستنزفة من الوضوء التقليدي التي يتم فيها هدر أكثر من 2600مللم، ولتعليم الأطفال ذوي الاحتياجات طريقة الوضوء الصحيحة. وجاء المشروع التاسع "جهاز تصفية المياه الرمادية"، وتقوم فكرته على وجود غرفتين تحت الأرض متصلتان عن طريق لوح زجاجي مائل، فتأتي مياه المجاري والصرف الصحي وتدخل في الغرفة الأولى الماء، ويتبخَّر فيذهب للغرفة الثانية ويتكثف البخار فيذهب عن طريق أنبوبين؛ الأول: يذهب للأشجار، والثاني: إلى فلتر يُصفِّي المياه لتكون صالحة للشرب، ويهدف المشروع لتقليل هدر المياه.

وفي ختام الاحتفال، قال سعادة الدكتور حمود بن خلفان الحارثي وكيل وزارة التربية والتعليم للتعليم والمناهج: نأمل أن تكون هنالك آلية لرعاية واكتشاف ومتابعة هؤلاء الطلاب الموهوبين، كما شاهد الجميع من خلال معرض المشاريع، هناك الكثير من المبدعين من خلال الابتكارات التي قدموها ليس فقط في الجانب العلمي، وإنما في مختلف الجوانب الأخرى كالفنون البصرية والأدبية الأخرى.

 

سمات الموهوبين

من جانبه، تحدَّث البروفسور تيسير صبحي يامن المدير العام للمركز الدولي للإبداع والابتكار والتطوير التربوي بألمانيا، حول أهمية اكتشاف الطلاب الموهوبين وأهم سماتهم.. قائلاً: تعرف الموهبة بأنها مجموعة القدرات العقلية المصاحب لها أداء دماغي نشط ومستوى تحصيلي عالٍ، مع درجة من الإبداع، بجانب مجموعة من السمات السلوكية التي تميِّز هذا النوع من الطلاب عن غيرهم؛ فالطلاب الموهوبون يتميزون بحصيلة لغوية عالية، مع القدرة على التعامل مع المواقف الجديدة، ولديهم درجة من القيادة بجانب تعدد الاهتمامات، خاصة فيما يتعلق بالجوانب العلمية ولديهم اتجاهات إيجابية نحو أنفسهم ومجتمعهم بجانب درجة عالية من الالتزام والمثابرة عند القيام بالأعمال، وهنالك ضرورة بأن يتم اكتشاف هذه الفئة في مراحل عمرية مبكرة وتوفير البرامج الملائمة لهم، والتي تتناسب مع سماتهم والخيال الواسع الذي يتميزون به.

وأضاف: في الدول العربية هنالك نقص في جانب رعاية الموهوبين، ولا توجد حتى الآن قوانين وتشريعات في هذا المجال، كما أنَّ الكوادر المدرَّبة القادرة على اكتشاف الطلاب الموهوبين عددهم قليل، وهنالك ندرة في البحوث والدراسات العلمية والكتب الخاصة بمجال اكتشاف الموهوبين ورعايتهم، هذا إلى جانب عدم توافر البرامج الأكاديمية في الجامعات العربية.

وحول تجربة السلطنة في هذا المجال، قال: التجربة العمانية في هذا المجال مبشرة، فقد قمت في وقت سابق بالعمل مع اللجنة الوطنية للشباب على مشروع تدريب وتأهيل 32 من الكوادر العمانية المعنية بجانب رعاية الموهوبين، كما شعرتُ بالسعادة عند معرفتي بوجود جهة مختصة بوزارة التربية والتعليم تتبني اكتشاف الطلاب الموهوبين وتطبق برامج لرعايتهم؛ حيث إنَّ هذا يُعطي مؤشرات إيجابية بأنَّ السلطنة تملك كفاءات مدربة قادرة على الاستمرار بخطوات ثابتة متى ما توفرت القوانين والتشريعات المنظمة لهذا المجال، ونصيحتي للمعلم العُماني أن يكون ذا نظرة إيجابية لمهنته السامية، وأن يكون على اطلاع مستمر بكل ما هو جديد بالساحة العالمية، وأنْ يعمل على تنمية مهاراته بالمصادر المعاصر والعلمية؛ فهو يملك مسؤولية مجتمعية نحو هؤلاء الطلاب الموهوبين؛ فهم مستقبل البلد القادم.

تعليق عبر الفيس بوك